حدث في 1 رمضان.. سقوط حصار "حصن بابليون" ودخول الإسلام مصر
كان فتح مصر بعد سقوط حصن بابليون نفسه حدثاً جللاً في تاريخ الإسلام ففتح مصر يعني التمهيد السهل لفتح إفريقيا حيث تقع مصر في شمال شرق القارة الأفريقية كذلك موقعها الإستراتيجي.
ولأن مصر كانت ولا زالت لها قيمة عظيمة فلم يكن أمر فتحها بالأمر الهيّن فقد مر فتحها على عدة مراحل غير أن مرحلة حصار حصن بابليون كانت المرحلة الفارقة في تاريخ فتح دولة تبلغ مساحتها المليون كيلو متر وسط ظروف اقتصادية وسياسية طاحنة .
بالإضافة إلى أن حصار حصن بابليون يعني فصل العاصمة ” الإسكندرية وقتها ” عن باقي مناطق مصر وفصل مصر كلها عن الدولة الرومانية .
كان حصن بابليون قد تم بناؤه في عصر الإمبراطور تراجان في القرن الثاني الميلادى وقام بترميمه وتوسيعه وتقويته الإمبراطور الرومانى أركاديوس في القرن الرابع الميلادي
وفي 1 رمضان من عام 20 هجرية الموافق 13 أغسطس من عام 641 ميلادية كانت نهاية حصار حصن بابليون بعد حصار دام نحو سبعة أشهر حيث بدأ في 18 ربيع الآخر 20 هـ وكان سقوطه إيذانًا بدخول الإسلام في مصر .
وصل عمرو بن العاص بجيشه حتى حصن بابليون، وكان الروم قد خندقوا حول حصنهم خندقًا وجعلوا له أبوابًا ، وكان الجيش الذي مع عمرو قليل العدد وأمامه حصن حصين فقرر أن يقسم أصحابه ليوهم الروم أنهم أكثر عددًا توقف عمرو أمام الحصن يقاتل الروم قتالاً قوياً ، وأبطأ الفتح فلم يحرز نصرًا حاسمًا لأن الروم كانوا يلوذون بحصنهم، وقد كان التفوق في تلك الاشتباكات للمسلمين لإزاحة الروم المسلمين عن حصنهم كتب عَمرو إلى الخليفة عُمر يخبره بالوضع ويطلب منه المدد فأمده عمر بأربعة آلاف، على كل ألف منهم رجل بمقام ألف، وهم : الزبير بن العوام، والمقداد بن عمرو، وعبادة بن الصامت، واختُلِفَ في الرابع حسبما ذكر المؤرخون فقيل: هو مَسْلَمَةُ بنُ مُخَلَّد وقيل: خارِجَة بن حُذَافة العدويّ، وذكر بعضهم أنه عُمَير بن وهب
أقام المسلمون أمام باب الحصن ستة أشهر وقيل سبعة ، وكان عمرو يجعل اصحابه مصفوفين على أفواه الخندق عليهم السلاح ، وبينما هو على ذلك قدم الزبير بن العوام في المدد ولم يلبث الزبير أن ركب وطاف بالخندق ، ثم قسم الرجال حول الخندق.
وجاء رجل إلى عمرو بن العاص فقال: “اندب معي خيلاً حتى آتي من ورائهم عند القتال ” .
فأخرج معه خمسمائة فارس ، فساروا من وراء الجبل حتى دخلوا مغار بني وائل -أو خليج بني وائل- وكان الروم قد خندقوا خندقًا ، وجعلوا له أبوابًا ، فالتقى القوم حين أصبحوا ، وخرج اللخمي بمن معه من وراء الروم فانهزموا حتى دخلوا الحصن وعقب فتح الحصن دخل الإسلام مصر
وجائت المعاهدة كما ذكرها بن كثير في تاريخه وكان نصر المعاهدة ما يلي : ” بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر من الامان على أنفسهم ودمهم وأموالهم وكافتهم وصاعهم ومدهم وعددهم لا يزيد شيء في ذلك ولا ينقص ولا يساكنهم النوب وعلى أهل مصر أن يعطوا الجزية إذا اجتمعوا على هذا الصلح وانتهت زيادة نهرهم خمسين ألف ألف وعليه ممن جنى نصرتهم فان أبى أحد منهم أن يجيب رفع عنهم من الجزى بقدرهم وذمتنا ممن أبى برية وان نقص نهرهم من غايته إذا انتهى رفع عنهم بقدر ذلك ومن دخل في صلحهم من الروم والنوب فله ما لهم وعليه ما عليهم ومن أبى واختار الذهاب فهو آمن حتى يبلغ مأمنه ويخرج من سلطاننا وعليهم ما عليهم اثلاثا في كل ثلث جباية ثلث ما عليهم على ما في هذا الكتاب عهد الله وذمته وذمة رسوله وذمة الخليفة أمير المؤمنين وذمم المؤمنين وعلى النوبة الذين استجابوا أن يعينوا بكذا وكذا رأسا وكذا وكذا فرسا على ان لا يغزوا ولا يمنعوا من تجارة صادرة ولا واردة.