رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


نوستالجيا مصرية

14-1-2017 | 21:41


النوستالجيا.. مصطلح يستخدم لوصف الحنين إلى الماضى، تم وصفها على أنها حالة مرضية أو شكل من أشكال الاكتئاب فى بدايات الحقبة الحديثة ثم أصبحت بعد ذلك موضوعا ذا أهمية بالغة فى فترة الرومانتيكية. وهى فى الغالب الحب الشديد للعصور الماضية بشخصياتها وأحداثها.

هذه الحالة من النوستالجيا منتشرة الآن بين فئات كبيرة من المجتمع بشكل نستطيع أن نعتبره ظاهرة، ونلاحظ تلك الحالة من خلال مواقع التواصل الاجتماعى (فيسبوك وغيره..) من خلال المشاركات بين رواد الفيس حول بوست معين قديم سواء أغنية أو صورة أو حتى إعلان تجارى.. المهم القدم.. كذلك نستطيع أن نرصد تلك الحالة فى الميديا، فها هو أنجح برنامج فى العام المنصرم 2014 (صاحبة السعادة) قائم فى الأساس على الحنين إلى الماضى "نوستالجيا"، أما من ناحية الصحافة فقد خرجت علينا مؤسسة دار الهلال الصحفية بمركز متخصص فى التراث الصحفى (مركز الهلال للتراث الصحفى) ليقدم لنا ما تملكه تلك المؤسسة العريقة من تراث نادر يتهافت عليه الباحثون والمثقفون ومن هم نوستالجيا...

الحنين إلى الماضى مطلوب دائما ولكن فى حدود المطلوب ودون تشويه، بينما الغرق فى بحور الماضى ما هو إلا انسلاخ من الحاضر الذى لا تجد فيه نفسك، إذاً أهو شعور سائد بين فئات كبيرة من المجتمع وبخاصة فئة الشباب الذين تعدت أعمارهم السادسة والثلاثين فما فوق حتى الخامسة والاربعين تلك الفئة العمرية التى تمثل الغالبية من الشعب المصرى الآن؟.. والسؤال الملح الآن حول مشروعية الحنين الدائم إلى الماضى وتحول "النوستالجيا" من حالة سوية وطبيعية فى صميم النفس البشرية إلى حالة مرَضية ومعطلة لكل الطاقات والإمكانات، فالتغنى بالماضى والوقوف على أطلال الأجداد ومنجزاتهم عند مواجهة أى مأزق أو عند الإحساس بالعجز عن مواكبة العصر الذى يطل علينا كل يوم بمنجز حضارى وثقافى جديد لا نكاد نتآلف معه حتى يمدّنا بمنجز جديد آخر ليس هو الحل.. فالفخر بماضينا واحترمه.. واجب، إذ يجب أن ندرك ونعى ما كنا عليه فى الماضى كما ندرك ما نحن عليه الآن فليس بخاف على أحد أن المنطقة العربية بأسرها تمر بمرحلة تطور سريع وتغير جذرى، وما لم نسارع بتدارك الموقف والعمل والانتاج واللحاق بالركب فسوف نصبح أثراً بعد عين وتنطمس معالم الماضى وتنطمس معها جذورنا وهويتنا وشخصيتنا وبالتالى مستقبلنا.

وكل هذا لا يعنى أن نقف مكتوفى الأيدى ونستسلم لتك الحالة التى اعتبرها مرضية وليست صحية، بل يجب التخلص من تلك الحالة بالنظر إلى المستقبل حتى لو كان رماديا فعلينا تحويله إلى وردى، وهو ليس بالصعب المستحيل بل بالعمل والأمل والاعتبار من الماضى وليس الغرق فيه.

كتب : سامى الجزار