رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«قرود سكرانة».. دراسة تثبت سر رغبة بعض الأنواع في تناول الفاكهة المتخمرة

2-4-2022 | 23:25


القرود

ميادة عبد الناصر

اكتشفت دراسة جديدة أن القرود تبحث بنشاط عن الفاكهة التي أصبحت ناضجة بما يكفي لتخمر السكريات، وتنتج نحو 2٪ كحول، وجمع علماء الأحياء من جامعة كاليفورنيا في بيركلي الفاكهة التي أكلتها قرود العنكبوت سوداء اليد في بنما والتخلص منها، بالإضافة إلى أخذ عينات من البول. 

واكتشفوا أن الفاكهة تحتوي عادةً على تركيز كحول يتراوح بين واحد إلى اثنين في المائة من حيث الحجم، وتم إنشاؤه كمنتج ثانوي للتخمير الطبيعي وكان روبرت دادلي، عالم الأحياء بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، يدرس حب البشر للكحول على مدار الـ 25 عامًا الماضية، وفي عام 2014 كتب كتابًا يشير إلى أن هذا بدأ في أسلافنا من القرود، الذين اكتشفوا أن رائحة الكحول قادتهم إلى نضج الفاكهة، وفقًا لموقع "ذا صن" البريطاني. 

تدعم الدراسة الجديدة فرضية "القرد المخمور"، وتزيد من فهمنا لكيفية تشكل حب الكحول لأول مرة في أدمغة الإنسان، وقادت عالمة الرئيسيات كريستينا كامبل من جامعة ولاية كاليفورنيا، نورثريدج (CSUN)، طالبة الدراسات العليا فيكتوريا ويفر، التي جمعت الفاكهة التي أكلتها القرود والتخلص منها وكانت قرود العنكبوت سوداء اليد (Ateles geoffroyi)، التي تعيش "نطاقًا حرًا" في بنما، محور البحث. 

ووجدوا أن تركيز الكحول في الفاكهة كان بين 1٪ و2٪، وهو منتج ثانوي للتخمير الطبيعي بواسطة الخميرة التي تأكل السكر في الفاكهة الناضجة وعلاوة على ذلك، جمع الباحثون بولًا من هذه القرود الطليقة النطاق، ووجدوا أن البول يحتوي على مستقلبات ثانوية للكحول وتظهر هذه النتيجة أن الحيوانات كانت تستخدم الكحول في الواقع للحصول على الطاقة ولم يكن مجرد مرور أجسامها وقالت كامبل: "لأول مرة، تمكنا من أن نظهر، دون أدنى شك، أن الرئيسيات البرية، دون تدخل بشري، تستهلك الإيثانول المحتوي على الفاكهة". 

وقرود العنكبوت السوداء هي نوع من قرود العالم الجديد، وجدت في أمريكا الوسطى وأجزاء من المكسيك وجزء من كولومبيا وهي أحد أكبر قرود العالم الجديد، ويصل وزنه إلى 20 رطلًا وذراعاها أطول بكثير من ساقيها، ويمكن أن يدعم ذيله القابل للإمساك وزن القرد بالكامل ويستخدم كطرف إضافي ويداه ليس لهما سوى إبهام أثري، لكن أصابع طويلة وقوية تشبه الخطاف وتسمح هذه التعديلات للقرد بالتحرك عن طريق التأرجح بذراعيه تحت أغصان الشجرة. 

وأُجريت الدراسة في جزيرة بارو كولورادو في بنما، حيث بدأ دودلي التفكير لأول مرة في دور الإيثانول في النظم الغذائية الحيوانية وكيف يمكن أن يلعب ذلك في استمتاعنا بالكحول وإدماننا له وكانت الفاكهة التي فضلت القردة تناولها تحتوي على نسبة كحول مماثلة للبيرة أو عصير التفاح الذي يحتوي على نسبة منخفضة من الكحول، وقد فضلوا ثمار شجرة الجوبو الشائع في نظامهم الغذائي. 

ولكن تم استخدام الفاكهة أيضًا لآلاف السنين من قبل السكان الأصليين في جميع أنحاء أمريكا الوسطى والجنوبية لصنع الشيشة، وهو مشروب مخمر وكانت القردة على الأرجح تأكل الفاكهة مع الإيثانول للحصول على السعرات الحرارية، وسيحصلون على سعرات حرارية من الفاكهة المخمرة أكثر مما سيحصلون عليه من الفاكهة غير المخمرة، السعرات الحرارية العالية تعني المزيد من الطاقة. 

قال دودلي إنه يشك في أن القرود تشعر بالتأثيرات المخمرة للكحول التي يقدرها البشر، وتؤدي التأثيرات النفسية والمتعة للإيثانول بالمثل إلى زيادة معدلات الاستهلاك وزيادة السعرات الحرارية.