رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


تواشيح السحور (3 ـ 30).. «بشراك يا نفس إن الصوم زكاك» للشيخ طه الفشني

4-4-2022 | 01:49


الشيخ طه الفشني

همت مصطفى

ارتبط المسلمون في كل مكان بالابتهالات الدينية، وخاصة في شهر رمضان المبارك، فهي تهدئ النفس وتمنحها السكينة والاطمنئان، وعرف المصريون الابتهالات بالتواشيح وأحبوها واعتادوا على سماعها في وقت السحور، خاصة قبل رفع آذان الفجر، ميقات الإمساك عن الطعام؛ لبدء صوم يوم جديد.

وتقدم «دار الهلال»، في رمضان 2022، كل ليلة، سلسلة حلقات متتابعة من «الابتهالات» تحت عنوان «تواشيح السحور» لأهم وأبرز وأكبر المبتهلين والقراء من التراث الديني المصري، الذي ظل خالدًا بيننا.

وتستمعون مع السحور الثالث من رمضان إلى الابتهال الشهير «بشراك يانفس إن الصوم زكاك» للشيخ طه الفشني.


من التفرد لنوط الامتياز .. الشيخ طه الفشني

 
كان الشيخ طه الفشني ثالث قارئ للقرآن الكريم في الإذاعة المصرية، وهو صاحب مدرسة متفردة في التلاوة والإنشاد، وكان على علم كبير بالمقامات والأنغام، وانتهت إليه رئاسة فن الإنشاد في زمنه فلم يكن يعلوه فيه أحد.
طه الفشني من مواليد 1900 مركزالفشن، ارتبط اسمه باسم مدينته "الفشن"، بمحافظة بني سويف بدأ حياته عندما ألحقه والده بكتاب القرية بجانب دراسته في المدرسة الابتدائية، واستطاع أن يتم حفظ كتاب الله وهو في سن الخامسة عشرة من عمره .

وتميز الفشني بين أقرانه بالصوت الجميل في التلاوة، وهذا ما شجع أسرته على مساعدته لتعليم فنون التلاوة وعلوم القراءات وأحكام التجويد، ثم التحق بالمدرسة الإعدادية ثم معهد المعلمين الذي حصل منه على شهادة الكفاءة عام 1919 .

وكانت بدايته الاحترافية في قراءة القرآن في المآتم والحفلات وإنشاد الإبتهالات والمدائح النبوية في الموالد والأفراح، وبعدها انتقل من بني سويف إلى القاهرة.

والتحق بمعهد القراءات التابع للأزهر الشريف، وتتلمذ على يد كبار المشايخ أمثال: الشيخين السحار والمغربي، كما لازم رائد الإنشاد الديني الشيخ علي محمود الذي أعجب بموهبته، وبدأ يقدمه في حفلاته الدينية.

تعلم الموسيقى وعلم النغمات على يد الشيخ درويش الحريري، وبدأ يتعامل مع كبار الملحنين أمثال: زكريا أحمد ومحمد عبد الوهاب، كما كوّن فرقة الإنشاد الديني والتواشيح إلى جانب حرصه على قراءة القرآن الكريم.

وكان طه الفشني المؤذن الأول لمسجد الحسين، واشتهر بقراءته لسورة الكهف يوم الجمعة.

والتحق بالإذاعة، واجتاز جميع الاختبارات وأصبح مقرئًا للإذاعة المصرية ومنشدا للتواشيح الدينية بها على مدى ثلث قرن، وعقب التعاقد معه في الإذاعة عين كمقرئ للقرآن ، وقدم للإذاعة المصرية العديد من التسجيلات للسور القرآنية إضافة إلى تقديمه ساعة من الإنشاد الديني يوم الأحد من كل أسبوع ، وعندما بدأ إرسال التلفزيون كان من أوائل المقرئين الذين ظهروا على شاشته.

وعمل كقارىء رسمي لمسجد السيدة سكينة في عام 1940 ، واستمر عمله في هذا المسجد إلى أن توفاه الله.

وعرف عن الشيخ طه الفشني طول النفس، فكان يستطيع أن ينشد القصيدة الواحدة لمدة أربع ساعات متتالية، وكان عشاق الشيخ طه الفشني يسهرون حتى الفجر يستمعون إليه، وهو يؤدي الابتهالات والآذان من المسجد الحسيني، وكانوا يحرصون على الاستماع إليه وهو ينشد التواشيح في مولد السيدة زينب – رضي الله عنها .
ولكن  إصابته بمرض القلب، في مراحل عمرية متقدمة، منعته من تسجيل المصحف المرتل كاملاً بصوته.

ومنحته مصر نوط الامتياز في العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وكرمته العديد من الدول الإسلامية مثل أندونيسيا وماليزيا وباكستان.

وتوفي القارىء والشيخ طه الفشني في 10 ديسمبر 1971.