مهن رمضانية.. «بائع المخلل»
يختلف شهر رمضان الكريم في عاداته وطقوسه بالنسبة للمصريين، فيظهر به الزينة والأنوار وفروع الإضاءة في الشوارع والحارات، تزدهر الأسواق، وتنتعش حركة البيع، تكثر العزومات على الإفطار ويتبادل الجيران الأطباق، تجتمع العائلات لمشاهدة المسلسلات، ونرى مهن لا تظهر إلا في هذا الشهر، وهناك أخرى توجد طوال العام ولكنها تبرز وتنشط في هذا الشهر.
قبل ساعات من أذان المغرب في شهر رمضان، نجد هناك أمام محلات المخلل تتراص الطوابير أمام البائع لشراء المخلل والذي لا تخلو موائد الطعام منه خلال شهر رمضان، ويكون هذا تحديدًا في الوقت ما بين العصر وحتى وقت الإفطار.
ويستعد بائعوا المخلل لشهر رمضان في كل عام بمجرد انتهاء الشهر نفسه، حيث يتم تجهيز الخضراوات لتخليلها في براميل ضخمة من الخشب بحيث يمر عليها عام هجري حتى تصبح صالحة للعرض والبيع كل عام في شهر رمضان.
وهناك الكثير من بائعي المخلل قد تعلموا هذه المهنة منذ صغرهم منهم من ورثها ومنهم من اتخذها صنعته لكسب لقمة العيش لكثرة الإقبال على المخللات خلال شهر رمضان، لكونها فاتح الشهية الأول على وجبة الإفطار اليومية.
ويقبل المصريون على المخللات بأنواعها اللفت والجزر والخيار والبصل والفلفل "الحامي" والزيتون والليمون "المعصفر" والباذنجان، وهناك من يعشق تناول ماء "المخلل" لأنها تفتح شهيتهم، وتتفاوت الأسعار حسب الحجم والنوع، فهي تبدأ من 2 جنيه، وهناك من يطلب بـ 3 أو 4 أو 10 أو 15 حسب حاجته، وهناك من يقوم بتخليل الفواكة مثل الخوخ والمانجو والجوافة، وهي بالطبع لها زبائنها الخصوصيون، لكنها لا تلقى إقبالاً كبيرًا في رمضان مثل باقي الخضراوات المخللة.