مهن رمضانية.. المسحراتي
يختلف شهر رمضان الكريم في عاداته وطقوسه بالنسبة للمصريين، فيظهر به الزينة والأنوار وفروع الإضاءة في الشوارع والحارات، تزدهر الأسواق، وتنتعش حركة البيع، تكثر العزومات على الإفطار ويتبادل الجيران الأطباق، تجتمع العائلات لمشاهدة المسلسلات، ونرى مهن لا تظهر إلا في هذا الشهر، وهناك أخرى توجد طوال العام ولكنها تبرز وتنشط في هذا الشهر.
"أصحى يا نايم أصحى وحد الدايم .. وقول نويت بكره ان حييت .. الشهر صايم والفجر قايم .. اصحى يا نايم وحد الرزاق .. رمضان كريم .. مسحراتي على طريقة .. منقراتي ورا الحقيقة .. ستين دقيقة في كل ساعة.. ماهيش براعة لو فن دام .. في كل كلمة من الكلام .. أصحى يا نايم .. وحد الرزاق .. رمضان كريم"، هذا ما قاله فؤاد حداد في أغنيته الشهيرة المسحراتي ، وغناها سيد مكاوي.
"أصحى يا نايم وحد الدايم" هي جملة نسمعها جميعا يوميا في شهر رمضان الكريم ولمدة 30 يومًا، ينطق بها رجل يمر في شوراع المدن وحواريها، ليوقظ الناس لتناول وجبة السحور، والمسحر لفظًا مشتقًا من السحور، وهي مهنة يُطلقها المسلمون على الشخص الذي يوقظ الصائمين في ليل شهر رمضان لتناول وجبة السحور فهي مهنة موسمية ارتبطت بشهر رمضان.
ويعد "المسحراتي" من أقدم العادات يرجع تاريخها إلى عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، خلال شهر رمضان الكريم، فقد كان بلال بن رباح وابن مكتوم أول من قاموا بهذه المهنة منذ أكثر من 14 قرن تقريبًا، ومع اختلاف الزمن وتطور التكنولوجيا في عصرنا الحالي، إلا أن الريف المصري مازال متمسكًا بهذه العادة، وبعض المناطق الشعبية، فهذه العادة تعطي لهم متعة خاصة بشهر رمضان.