دراما.. الضربة القاضية
صراخ وجنون وعويل الإخوان.. إعلان نجاح ساحق لـ «الاختيار».. هذا الجنون والهياج والحزن الإخوانى على «السوشيال ميديا».. هذا الصراخ والعويل ولطم الخدود، وشق الجيوب، وشُغل «الندَّابة» على منابر الجماعة الإرهابية.. هذا السخف والانفلات العقلى والعصبى الذى تمارسه خلايا الإخوان وذبابهم الإلكتروني.. هو نجاح عظيم بكل المقاييس للدراما الوطنية .. فهذه الحالة التى خلفها مسلسل «الاختيار ــ 3» من نجاح وإصابة الإخوان بالهلع والصراخ والجنون، هو ذروة وقمة النجاح الدرامي، فكلما ازدادت الهجمة الإخوانية شراسة أدركنا أن «الاختيار ــ 3» وصل إلى نجاح فاق كل التوقعات.
«الاختيار ــ 3» عمل درامى استثنائي.. توثيق حقيقى لأخطر فترات واجهت مصر.. مزج بين الأداء الدرامى الرشيق والمبهر وأحداث واقعية ووثائق مصورة وموثقة بالصورة والصوت.. فالمسلسل لم يترك أى ثغرة يستطيع الإخوان المجرمون أن يشككوا فى العمل.. فالأحداث مترابطة.. فى حالة تسلسل عبقري.. واختيار استثنائى للممثلين فى أداء الشخصيات الحقيقية.. وموهبة التقمص وحركة الجسد.
فى اعتقادى أن غباء الإخوان يسيطر على تصرفاتهم وسلوكياتهم.. وتعاملاتهم.. لذلك كان من الأفضل للجماعة أن تصمت خلال عرض المسلسل، ولا تعلق بكلمة واحدة ولا تحاول أن تنال من مصداقية العمل.. لأنها تقف عاجزة تماماً عن ذلك.
كل الأحداث والوقائع تُقدم ليس فقط بالأداء التمثيلي، ولكن أيضاً بالأسلوب التوثيقى بالصوت والفيديوهات والأحاديث، وداخل الغرف المغلقة.
لم يكن هدفى فى هذا المقال الحديث عن الجزء الثالث من الاختيار.. ولكن عن روعة الخلطة الدرامية فى رمضان هذا العام.. فعلى درب النجاح أيضاًــ مع «الاختيار-٣ » ــ يسير مسلسل «العائدون» الذى يكشف ويضرب بقوة أكاذيب تجار الدين.. والتنظيمات الإرهابية، ويعكس قدرة الدولة المصرية وعظمة وقدرة أجهزتها الوطنية.
من أهم رسائل الخلطة الدرامية فى رمضان قدرة مصر على الخلود والوجود، وأنها أبداً لن تسقط، لأن المولى عز وجل دائماً وأبداً يهييء ويسخر لها الرجال الشرفاء الذين يقفون حجر عثرة أمام المشروعات المشبوهة.. وجماعات الخيانة.. ويستطيعون إنقاذ هذا الوطن فى التوقيت المناسب.
أيضاً من أهم رسائل وجبة الدراما الرمضانية هذا العام أن لدينا القدرات والنجوم والمواهب والفكر والإبداع والرقي، وأن نجاحنا فى استعادة قوتنا الدرامية الناعمة فى زمن قياسى لا يتعدى 3 سنوات هو إنجاز حقيقي.. كذلك مصر مازالت تمتلك زخيرة من النجوم والمواهب الفنية تستحوذ على اهتمام وقلوب شعوب المنطقة.
لدينا هذا العام خلطة عبقرية جذابة، تنظر بعين الاهتمام على قيم المجتمع وتقاليده وأخلاقياته، وقوانينه، وليس هدفها تقييد حرية الفكر والتعبير على الإطلاق.. لذلك جاءت الأعمال متوافقة مع أهداف المجتمع وقيمه ومبادئه وثوابته حتى الإعلانات الترويجية خلت من الابتذال والتدنى وخدش الحياء.. ومع أول إعلان وجد أنه يمس الحياء ويخرج عن نص القيم، تم إيقافه على الفور.
هذا التنوع الكبير فى الدراما الرمضانية هذا العام ما بين وطنى واجتماعى وكوميدى ودراما الأطفال لأول مرة، وبرامج تليفزيونية تجذب المشاهدين وتقدم برقى بعيداً عن الابتذال، ثم البرامج الدينية التى تقدم جوهر الدين الصحيح وترسخ الاعتدال والتسامح والوسطية، وتؤكد على تجديد الخطاب الدينى دون المساس بثوابت الدين والإنسانية والعدل والرحمة ومكارم الأخلاق فى الإسلام، واحترام الآخر.
تفوق الدراما المصرية بخلطة راقية ومتنوعة، تلبى كافة الأذواق.. وتجذب وتستحوذ على الاهتمام، وتحظى بنسب مشاهدة عالية.. هو انتصار مصرى على مشروعات إقليمية خبيثة فى مجال توظيف الدراما للتمهيد إلى مشروعات الأوهام والأطماع والتوسع أو تمهيد للإيحاء بجدارة المشروع التركى فى المنطقة الذى كان يمثل استدعاء للأوهام القديمة، وأيضاً مخططات لتنفيذ الأطماع الجديدة المتعانقة مع مشروعات دولية استهدفت دول المنطقة العربية ومصر.. الدراما التركية التى انتشرت بشكل كبير قبل سنوات فى ظل انحسار بريق الدراما المصرية خلال السنوات الماضية.. وتم توظيف الدراما التركية ذات الإنتاج الغزير والمتنوع الذى يجمل الصورة التركية مثل الخيال الهوليوودي، لكن بعودة واستعادة الدراما المصرية لبريقها وتوهجها بقيادة «المتحدة للإنتاج الإعلامي» فى تقديم خلطة درامية تتسم بالقوة والتنوع وتلبية رغبات كل فئات المشاهدين بين الوطنى الذى يحرص على متابعته كل جموع الشعب المصرى والشعوب العربية.. والاجتماعى والكوميدي.. ودراما الصعيد والأطفال.. هنا استعادت مصر قوتها الناعمة فى مجال الدراما للتصدى لمشروعات إقليمية خبيثة حاولت أن تفرض نفسها.. وتمهد لأوهامها وأطماعها من خلال إنتاج درامى يسعى إلى تزييف وعى الشعوب العربية وخلق حالة وصورة مثالية وبطولات كرتونية على غير الحقيقة.. ولعل الدراما التركية التى حاولت تسويق الفكر والأطماع الأردوغانية.
عودة الدراما المصرية إلى قوتها وتوهجها من خلال أقوى المسلسلات.. والنجوم الذين يمثلون جل اهتمام ومتابعة وحب وارتباط الشعوب العربية فى المنطقة بأسرها، هو تأمين وتحصين للعقل العربي.. وبناء الوعى الحقيقى والارتقاء بالذوق العام، والتصدى للإسفاف والعنف والبلطجة والمخدرات ومحاولات تشويه المجتمع المصرى الذى دأبت عليه بعض الأعمال التى صُنعت خصيصاً من أجل هدم مصر وإسقاطها وتشويه سمعتها وصورتها، خاصة أفلام التركيز على العشوائيات والسلبيات التى كانت فى معظمها ممولة من الخارج، إضافة إلى أعمال وأفلام لترسيخ وترويج الثقافات والأفكار الشاذة والغريبة والمتطرفة.
لقد استباحت الدراما الممولة والممنهجة المجتمع المصرى قبل سنوات.. وقبل انتباه الدولة وتقديم «المتحدة» لمشروعها القومى لاستعادة قوة مصر الناعمة فى مجال الدراما.. وتصحيحه فى فكر الدولة المصرية.. إن حماية الوطن وآلياته ومقومات هذه الحماية من خلال القوة الشاملة والمؤثرة على كافة الأصعدة، يتواكب معها إدراك أهمية الدراما لإحياء القوة الناعمة المصرية، والحفاظ على الشخصية المصرية وعدم اختطاف الهوية من خلال غزو ثقافى لا يتوقف، وبناء الوعى والفهم والإدراك ومحاولة الهيمنة على العقل المصرى من الخارج.
من أهم الإنجازات التى تحققت، استعادة زخم وتوهج الدراما المصرية وربما يستهتر البعض بهذا الجانب ــ وهو خطأ فادح ــ لأن الحروب الجديدة تستهدف عقول الشعوب وهويتها وشخصيتها.. ومحاولات الاحتلال بالفكر والمعتقدات والأكاذيب والشائعات.. لذلك فإن للدراما مفعول السحر فى بناء الوعى والفهم والإدراك وتعظيم الولاء والانتماء والارتقاء بالذوق والانفتاح الفكرى والعقلى بدلاً من الانغلاق الذى ولَّد مشاكل وظواهر، ومقاومة محاولات الاحتلال الثقافى ونشر أفكار التطرف والتشدد والإرهاب وخيانة الأوطان.
فى اعتقادى أن «الاختيار ــ 3» هو الضربة القاضية التى ستقضى على بقايا الفكر الإخوانى الخبيث مع الإبقاء على استمرارية جرعات الوعى والكشف والفضح لعدم نمو هذا الفكر من جديد.. أجمل ما فى «الاختيار ــ 3» أنه لا يدع منفذاً للعقل الإخوانى الخائن والكاذب والمراوغ بطبيعته وفطرته الخبيثة أن يجد ثغرة يستطيع من خلالها أن يوهم الناس، أو يشوه العمل.. فكل شيء بالصوت والصورة والحدث والوثائق والمعلومات والبيانات والاتصالات والعلاقات الدولية المشبوهة والأوراق.. لذلك فإن غباء الإخوان أتاح لنا المجال أن نعيش نجاحنا وتفوقنا.. فكلما تعالت صرخات وجنون الإخوان، وزنات الذباب.. وحالة الصدمة والهياج.. كل ذلك نجاح كبير.. وكلما زادت فإن سيف الحقيقة الذى يقدمه «الاختيار» يؤلم ويمزق أحشاء الكذب داخل الجماعة.
لماذا يؤلم الاختيار الإخوان ويعذبهم؟
تتميز خلطة رمضان هذا العام بالرقى الشديد ومراعاتها لثوابت وقيم المجتمع دون المساس بحرية الرأى والتعبير والإبداع.. وهناك ما كان يعرض ويطلق عليه إبداع، وليس له علاقة بذلك، وكان تدميراً وتخريباً وهدماً.. لكن ما نراه الآن على شاشاتنا أعتقد أنه جدير بالاحترام وبرؤية ثانية.
«الاختيار ــ 3» يكشف ويوضح بالتوثيق خيانة الإخوان وتآمرهم على مصر ومؤسساتها مثل الجيش والشرطة.. أيضاً حالة العداء والكراهية للشعب المصري.. سقوط أكاذيبهم وأوهامهم والإعلان الرسمى لفشلهم.. فقد خدعوا الناس بأن لديهم كوادر وخبراء ورجال دولة، واتضح أنهم لا يعرفون إدارة مخبز بلدي، أو سوبر ماركت، وليس دولة فى حجم مصر.
أيضاً فشل مبادرة الـ100 يوم.. ولم تتحقق الـ5 بنود.. وهو ما كشف وجه الإخوان، وقناعهم المزيف أمام الشعب.. قصص الخيانة الإخوانية تتوالى مع عرض باقى الحلقات القادمة.
مناوشات
- قلت بالأمس إن الدولة نجحت بامتياز واقتدار فى توفير السلع الأساسية والاحتياجات الرئيسية فى الأسواق بجودة عالية وأسعار مخفضة وتفوقت فى شهر رمضان.. لكن بنفس الطريقة نحتاج وقفة ومراجعة وحساب لتجار الجملة للخضراوات والفواكه التى تشهد مغالاة وارتفاعاً يحتاج معرفة الأسعار، ومحاسبة المتسببين.. وهل هى طبيعية أم من صُنع الجشع والاحتكار.
- السؤال المهم: هى المذيعة بتسأل إلهام شاهين فى أمور الدين.. وهل من حقها أن تطل علينا وتقول أنا لا أعترف إلا بالقرآن، وتُنكر السُنَّة.. وهل السؤال أيهما تفضلين الشيخ أحمد كريمة أم إبراهيم عيسي؟.. منطق وسؤال طبيعى أم تخاريف.. وهل هو اختيار بين عصير المانجو.. وعصير البرتقال؟
- السؤال الثاني: هل من حق إبراهيم عيسى الحديث فى أمور الدين؟.. الأذان والتراويح بيسببوا له إزعاج، والست شيرين رضا بتتضايق من صوت الأذان.. يا عم ارحمونا.. إيه الحكاية وهو فى إيه.. وإيه حكاية البقرة فيها أنوثة.. هل نحن أمام دين جديد.. وإيه حكاية الحقد على سيرة النبى (صلى اللَّه عليه وسلم) مَن يُنكر المعراج؟.. ومَن لا يؤمن بالسُنَّة.. الست إلهام شاهين أصبحت داعية إسلامية.. والأستاذ إبراهيم عيسى تحول إلى الإمام الأكبر!!.. واللَّه حرام.. وخطر.. تخيل لما إلهام شاهين وإبراهيم عيسى يتحدثان فى الدين.
- يا ناس ارحمونا واللَّه لا يصح.. وهذه كارثة بكل المقاييس.. ما يقوم به البعض هو الوجه الآخر للفتنة والتطرف والتشدد.. وهو الوجه الآخر من الإخوان المجرمين وداعش الإرهابى.
تحيا مصر