أمين البحوث الإسلامية: رمضان شهر التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة والترفع عن المعاصي
قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد إن شهر رمضان المبارك هو شهر التقرب إلى الله بالأعمال الصالحات، وشهر تهذيب النفوس وتطهير القلوب بالترفع عن المعاصي، مشيرا إلى أنه من الشهور التي تعلو قيمتها لأن الله تعالى منحه مكانة عظيمة وضاعف فيه الأجر والثواب لذلك يعد فرصة كبيرة لإصلاح الذات وتجديد العلاقة مع المولى سبحانه وتعالى، والتحلي بالأخلاق الحميدة.
وأضاف عياد - في تصريحات اليوم - أن المسلم مطالب في كل الشهور وخاصة هذا الشهر الكريم بأن يكون نموذجا يحتذى به سواء على المسئولية الفردية أو المجتمعية من خلال تقوية علاقته بربه، وحسن معاملته للناس حتى يصلح المجتمع وتتحقق الطمأنينة بين أفراده.
وأشار إلى أن الصائم يشعر بنعم الله تعالى عليه فقد خص الصائمين بباب في الجنة يسمى باب الريان، وحتى يحصل الصائم على هذا الأجر العظيم يجب عليه اجتناب أعمال السوء والمعاصي وكل ما يغضب الله تعالى.
ولفت إلى أن رمضان هو شهر العتق من النار ومن فضل الله تعالى ورحمته بعباده أنه يصطفي منهم في كل ليلة عتقاء من النار، لقوله صلى الله عليه وسلم (إن لله عند كل فطر عتقاء وذلك في كل ليلة).
وبين أنه من أعظم فضائل شهر رمضان المبارك أن الله تعالى أنزل فيه القرآن الكريم، لقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)، مشيرا إلى أن شهر رمضان هو هدية من الله (عز وجل) لأمة المسلمين، فهو شهر تفتح فيه أبواب الجنة، وترفع فيه الدرجات، وتغفر السيئات.
وأوضح أن الله تعالى فضل شهر رمضان بأن جعل فيه ليلة عظيمة، تغفر فيها الذنوب، وتتضاعف فيها الأجور، وهي ليلة القدر.. مؤكدا أنها من الفرص المهمة في هذا الشهر والتي نحتاج إلى أن نسعى جميعا إلى استغلالها والاستفادة من مكاسبها.
وتابع عياد أن الله تعالى فضل شهر رمضان فجعل أبواب الجنة تفتح فيه وتعلق أبواب النار وتصفد الشياطين فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب الجنة وغُلِّقت أبواب النار وصُفِّدت الشياطين".
وأردف أن هذا الشهر الكريم شهد العديد من الانتصارات العظيمة في تاريخ الأمة الإسلامية.. مشيرا إلى أن غزوة بدر كانت في 17 من رمضان وهي من المعارك المهمة في التاريخ الإسلامي، حيث كان عدد المسلمين في هذه المعركة قليلا جدا مقارنة بأعداد المشركين، ومع ذلك كان النصر حليف المسلمين.
وقال عياد "إن فتح مكة كان في شهر رمضان، في العام الثامن من الهجرة واستطاع المسلمون فتحها، ودخلها الرسول صلى الله عليه وسلم وطاف بالبيت الحرام، وصلى فيها ركعتين، وأيضا فتح بلاد الأندلس بقيادة طارق بن زياد كان في شهر رمضان، ومعركة حطين، والقادسية، وغير ذلك من الغزوات والحروب التي انتصر المسلمون فيها هذا الشهر الكريم.
وأشار عياد إلى أهمية استغلال هذا الشهر في التقرب إلى الله، فلعل فرصة رمضان قد لا تتكرر في حياة الإنسان مرة أخرى، مؤكدا ضرورة ترك الكسل والتراخي، خاصة أن بعض الناس لديهم فهم خاطيء وهو أن شهر رمضان للنوم وترك العمل، وهذا الفهم يضيع عليهم الكثير من كنوز هذا الشهر وثمراته ويتنافى مع حقيقة استخلاف الله للإنسان في الأرض.