بعد إطلاق أكبر توسعة في تاريخه.. معلومات عن مسجد قباء
يعد مسجد قباء في المدينة المنورة هو أول مسجد بني في الإسلام وأول مسجد في المدينة المنورة، حيث أسسه الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى من الهجرة عندما وصل إلى المدينة المنورة مُهاجراً إليها من مكة المكرمة، واليوم أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إطلاق أكبر توسعة في تاريخ المسجد وتطوير المنطقة المُحيطة به.
فضل مسجد قباء
وقد شارك الرسول صلى الله عليه وسلم في وضع أحجار مسجد قباء الأولى فور وصوله إلى المدينة المنورة بعد هجرته من مكة، ثم أكمله الصحابة، وقد كان الرسول يقصد مسجد قباء بين الحين والآخر ليُصلي فيه، ويختار أيام السبت غالباً ويحض على زيارته.
ووردت في فضل مسجد قباء والصلاة فيه العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، ومنها: (من تطهّر في بيته وأتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة فله أجر عمرة)، وظل المسجد وجهة للمسلمين فهو ثاني أكبر مساجد المدينة المنورة بعد الحرم النبوي الشريف وتُقام فيه جميع الصلوات وصلاة الجمعة والعيدين.
وعلى مر العصور كان هناك اهتماما بتجديد مسجد قباء، حيث جُدد المسجد في عهد الخليفة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ثم عمر بن عبد العزيز الذي جعل له رحبة وأروقة ومئذنة، وهي أول مئذنة تُقام فيه، وفي سنة 435هـ جدده أبو يعلى الحسيني وفي سنة 555هـ جدده جمال الدين الأصفهاني وجدده أيضاً بعض الأعيان والمحسنين في سنة / 671 و 733 و840 و881 /هـ وفي عهد الدولة العثمانية جُدد عدة مرات آخرها في زمن السلطان عبد المجيد.
وقد أمر خادم الحرمين الشريفين الأسبق الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود عام 1405هـ، بإعادة بنائه ومضاعفة مساحته عدة أضعاف مع المحافظة على معالمه التراثية بدقة، فهُدم المبنى القديم وضُمت قطع من الأراضي المجاورة من جهاته الأربع إلى المبنى الجديد، وامتدت التوسعة وأعيد بناؤه بالتصميم القديم نفسه، وجعل له أربع مآذن عوضاً عن مئذنته الوحيدة القديمة، كل مئذنة في جهة وبارتفاع 47 متراً
وبُني المسجد على شكل رواق جنوبي وآخر شمالي تفصل بينهما ساحة مكشوفة ويتصل الرواقان شرقاً وغرباً برواقين طويلين، ويتألف سطحه من مجموعة من القباب المتصلة منها 6 قباب كبيرة، قطر كل منها 12 متراً، و56 قبة صغيرة قطر كل منها 6 أمتار، وتستند القباب إلى أقواس تقف على أعمدة ضخمة داخل كل رواق، وكُسيّت أرض المسجد وساحته بالرخام العاكس للحرارة، وظُللت الساحة بمظلة آلية صنع قماشها من الألياف الزجاجية تُطوى وتُنشر حسب الحاجة.
وبلغت مساحة المصلى وحده 5035 متراً مربعاً، وبلغت المساحة التي يشغلها مبنى المسجد مع مرافق الخدمة التابعة له 13500 متر مربع، في حين كانت مساحته قبل هذه التوسعة 1600 متر مربع فقط، كما ألحق بالمسجد مكتبة ومنطقة تسويق لخدمة الزائرين.
اقرأ المزيد
ولي العهد السعودي يُعلن إطلاق أكبر توسعه في تاريخ مسجد "قباء"
دعاء أول جمعة في رمضان 1443.. أدعية مستحبة من القرآن والسنة
توسعة مسجد قباء
وأعلن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي إطلاق أكبر توسعة في تاريخ مسجد قباء، وتطوير المنطقة المُحيطة به، ووجّه بتسمية المشروع باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وذلك بهدف رفع المساحة الإجمالية للمسجد لـ 50 ألف متر مُربع بواقع 10 أضعاف مساحته الحالية، وبطاقة استيعابية تصل إلى 66 ألف مُصل.
وسيعمل المشروع على رفع مساحة المسجد من 5.035 مترًا مُربعًا إلى 50 ألف متر مُربع، كما يرفع المشروع كفاءة هذا المعلم التاريخي الإسلامي بهدف إثراء تجربة الزائر التعبدية والثقافية عبر المواقع التاريخية، كما يشتمل المشروع على تطوير وإحياء المواقع التاريخية لتشمل 57 موقعًا تغطي العديد من الآبار والمزارع والبساتين وتربط ثلاثة مسارات نبوية، وفقا لما أعلنته وكالة الأنباء السعودية.
ويرتكز المشروع على ربط مسجد قباء الحالي بساحات مظللة من الجهات الأربع متصلة وظيفيًا وبصريًا بمصليات مستقلة غير ملاصقة بنائيًا لمبنى المسجد الحالي مع توفير الخدمات اللازمة كافة والتابعة للمسجد، كما سيتم رفع كفاءة مبنى المسجد القائم حاليًا بمنظومة الخدمات المصاحبة له وتحسين شبكة الطرق والبنية التحتية المحيطة لرفع كفاءة التفويج وسهولة الوصول للمسجد وإيجاد حلول جذرية للزحام وتعزيز أمن وسلامة المصلين، إضافة إلى تطوير وإحياء عدد من جملة المواقع والآثار النبوية ضمن نطاق المسجد وساحاته.