مهن رمضانية| راقص التنورة.. الفرار من الأرض لـ السماء
يختلف شهر رمضان الكريم في عاداته وطقوسه بالنسبة للمصريين، فيظهر به الزينة والأنوار وفروع الإضاءة في الشوارع والحارات، تزدهر الأسواق، وتنتعش حركة البيع، تكثر العزائم على الإفطار ويتبادل الجيران الأطباق، تجتمع العائلات لمشاهدة المسلسلات، ونرى مهن لا تظهر إلا في هذا الشهر، وهناك أخرى توجد طوال العام ولكنها تبرز وتنشط في هذا الشهر.
ويعتبر راقص التنورة من المهن التي تنشط في شهر رمضان، نظرًا لانتشار الطقوس الدينية في هذا الشهر الكريم، وخاصة الإنشاد الديني والتواشيح التي ارتبطت برقص التنورة، وهي تعد رقصة إيقاعية تؤدى بشكل جماعي بحركات دائرية، تنبع من الحس الإسلامي الصوفي ذي أساس فلسفي ويرى مؤدوها أن الحركة في الكون تبدأ من نقطة وتتنتهي عند النقطة ذاتها، ولذا يعكسون هذا المفهوم في رقصتهم فتأتي حركاتهم دائرية وكأنهم يرسمون بها هالات يرسخون بها اعتقادهم يدورون ويدورون كأنهم الكواكب سابحة في الفضاء.
رقصة التنورة هي رقصة مصرية ذات أصول صوفية، وتلقى رواجًا واسعًا بين السياح العرب والأجانب القاصدين مصر على حد سواء|، كما يسعى الكثير من الشباب في مصر، لتعلم هذه الرقصة التي أصبحت اليوم طقسًا مهمًا من طقوس الاحتفال تؤدى في مناسبات كثيرة.
وتصنع التنوارت من القماش الخشن الذي يصنع منه قماش الخيامية؛ ليتحمل الاستخدام الشاق لتيارات الهواء المتدفقة في أثناء الدوران، ويبدأ لف الحاناتي من اليسار إلى اليمين -عكس اتجاه عقارب الساعةـ ويكون ذراعه الأيمن متجهًا إلى السماء والأيسر إلى الأرض، وكلما زاد صوت إيقاع الإنشاد الديني كلما ازدادت سرعة لفه، ويبدأ بخلع سترته العلوية ومن ثم التنورات كل واحدة تلو الأخرى بعد تقديم بعض العروض بهم، وتشمل عروض التنورة أيضًا استخدام الدفوف والفانوس الذي يعتبر أصعب عروض التنورة، وينتهي الحاناتي من رقصته في نفس النقطة التي بدأ وانطلق منها.