رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الانفتاح « ليس سداح مداح» قصة المقال الأزمة!

8-2-2017 | 12:12


 تقرير: شريف البرامونى

أثار مقال الكاتب الصحفى الكبير أحمد بهاء الدين فى الصفحة الأولى من صحيفة الأهرام يوم «١٢ يوليو ١٩٧٤» بعنوان «الانفتاح ليس سداح مداح» ضجة كبيرة، وأزمة مع الدولة والسادات، وأدى إلى الشعور العام بالقلق والغضب فى الشارع المصري.

وحينها ذهب رئيس الوزراء الدكتور عبد العزيز حجازى إلى الرئيس الراحل أنور السادات يشكو إليه من الحالة، التى تولدت فى الشارع نتيجة لهذا المقال، الذى وصفه بـ»الحملة على الانفتاح». فقرر السادات وقتها منع «بهاء الدين» من الكتابة، ورفض مُناقشته فى وجهة نظره عن الأسلوب الذى جرى به تطبيق سياسة الانفتاح.

وكان «بهاء الدين» ذا رؤية موضوعية ثاقبة، شهد لها العديد من الخبراء الاقتصاديين والسياسيين، فلم يكن مقال «الانفتاح ليس سداح مداح» مُجرد حق التعبير عن الرأي، لرفض توجه ما سواء اقتصاديا أو سياسيا، بل حمل بين سطوره المعايير الغائبة عن الانفتاح الاقتصادي.

وقدم «بهاء الدين» فى مقاله التحولات التى تقوم بها الدولة على أى صعيد، والتى يجب أن تكون مدروسة ولها خطة معروفة ومُعلنة، وليس مُجرد قرار دون أن تراعى الدولة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لقرارها.

وهذا وقد تحول الموضوع من مجرد مقال رأي، إلى موضوع سياسى وأزمة، أدت لغضب السلطة من الكاتب الكبير.

وعقب أحداث انتفاضة ١٨ و١٩ يناير ١٩٧٧.. راجع السادات مقال «بهاء الدين» بنظرة بعيدة عن الغضب، للبحث عن طبيعة فهم الكاتب للانفتاح.. وكيف له أن يتوقع بعد صدور القانون رقم ٤٣ لسنة ١٩٧٤ والذى أصدره حين ذاك عبدالعزيز حجازي، والذى قضى بفتح باب الاقتصاد المصرى لرأس المال العربى والأجنبى فى شكل استثمار مُباشر، دون النظر لردود الأفعال الشعبية حول نتائج هذا القرار.

فعنوان المقال نفسه لخص حالة الفوضى غير المدروسة نحو تحول اقتصادى جديد دون رؤية استراتيجية واضحة.. ولأهمية هذا المقال ما زال الباحثون والمتخصصون فى الشأن الاقتصادى المصري، يرون فى هذا المقال نقلة نوعية للصحافة المصرية فى تناول موضوعات استراتيجية من حقيبة السلطة.

وفى دراسة حديثة أعدها «منتدى البدائل العربية»، قال الباحث الاقتصادى محمد العجاتي، إنه رغم أن مضمون مقال «بهاء الدين» لم يكن أكثر من انتقاد للأسلوب أكثر منه للمضمون، إلا أنه قوبل بغضب كبير من الرئيس السادات.

لكن بعد أحداث ١٧ و١٨ يناير ١٩٧٧ وجدت السلطة فى فكرة «بهاء الدين» ضالتها لتهدئة وتمرير مثل هذه القوانين، و»بهاء الدين» منها براء.

فمن «انفتاح»، إلى إصلاح، إلى تكيف هيكلي، إلى إعادة هيكلة، إلى خصخصة، إلى تعويم.. تغيرت الأسماء والفعل واحد.