بعد غد.. قومي البحوث يعلن نتائج المسح لمعدل انتشار التوحد والإعاقات للاطفال بمصر
يعلن المركز القومي للبحوث بعد غدتفاصيل نتائج مبادرة "المسح القومي لمعدل انتشار اضطراب التوحد والإعاقات للأطفال 1-12 سنة بمصر" والتي ينفذها المركز بالتعاون مع مركز القاهرة الديموجرافي والإدارة العامة للحد من الإعاقة بوزارة الصحة والسكان، بتمويل من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.
وقالت الدكتورة آمال مختار أستاذ الصحة العامة والطب الوقائي بقسم بحوث طب المجتمع بالمركز ورئيسة المبادرة، في تصريح لها اليوم /الأحد/، إن تلك المبادرة هي الأولى من نوعها ليس فقط على مستوى جمهورية مصر العربية وإنما في منطقة الشرق الأوسط لدراسة طيف التوحد والإعاقات كدراسة مجتمعية متعمقة لعدد 41640 طفلا يقيمون في 22026 منزلًا تتراوح أعمارهم بين عام و12 عامًا.
وأضافت أن المبادرة بدأت في مارس 2017 واستمرت حتى يونيو 2021 على 4 مراحل لتحديد حجم مشكلة التوحد والإعاقات المختلفة بالإضافة إلى تحديد عوامل الخطورة لكل وبذلك يمكن التدخل المبكر بالبرامج التي تدعم تحسين النتائج التنموية.
وأكدت أن نتائج المسح ستسهم في الوصول الأمثل إلى احتياجات الأطفال المصابين بطيف التوحد، وكذلك ذويهم من الأسر المعنية لدعمها، موضحة أن اضطراب طيف التوحد يعتبر إعاقة تطورية قد تمتد مدى الحياة ويعرٌف -حسب المعايير التشخيصية- بوجود قصور شديد في المهارات الاجتماعية المتبادلة، ومهارات التواصل اللفظي وغير المنطوق، وكذلك محدودية القدرة على اللعب، وممارسة الأنشطة المهارية، واستبدالها بحركات تكرارية، وسلوكيات نمطية غير هادفة أو موظفة.
وأوضحت أنه تم تنفيذ المسح القومي في 8 محافظات تمثل جميع مناطق مصر الجغرافية وفقا لكثافتها السكانية وهي (القاهرة، الفيوم، أسيوط، أسوان، الدقهلية، الغربية، دمياط ومرسى مطروح)، وتم اختيار العينات والمجموعات باستخدام تقنية الاحتمالية المتناسبة مع الحجم لضمان التقدير القومي للتوحد وكذلك ضمان التعميم لنتائج المبادرة.
وكشفت عن مراحل تنفيذ المبادرة، ففي المرحلة الأولى تم إجراء دراسة مقطعية لفحص الأسر المعيشية وتم إجراؤها من خلال التعاون بين فريق من مركز القاهرة الديموجرافي وأعضاء فريق المركز القومي للبحوث ومقدمي الخدمات الصحية في مراكز الأمومة والطفولة التابعة لوزارة الصحة.
وأوضحت أن العينة شملت 21.437 ذكراً مقابل 20202 أنثى وكان الناتج الرئيسي لهذه المرحلة هو استنباط المؤشرات الكمية الأولية حول الظاهرة لتحديد الحالات التي يحتمل إصابتهم، لافتة إلى أن المرحلة الثانية تمت داخل المنشآت الصحية بالمراكز والقرى المعنية وقام بتنفيذ هذه المرحلة الممرضات المتدربات سواء في مراكز الرعاية الصحية للأطفال للذين امتثلوا للإحالة أو من خلال زيارات منزلية لأولئك الذين لم يلتزموا، حيث كان الناتج الرئيسي من تلك المرحلة هو اكتشاف الأطفال المشتبه بإصابتهم بالتوحد بالإضافة إلى الإعاقات الأخرى باستخدام اختبارات الفحص ذات الصلة وفقًا لأعمارهم.
وأشارت إلى أن المرحلة الثالثة من المسح قام بها الفريق المتخصص من المركز القومي للبحوث داخل المنشآت المعنية وتم التوصل من خلالها إلى معرفة الأطفال المؤكد إصابتهم بالتوحد وكذلك الكشف عن شدته باستخدام الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الإصدار الخامس (DSM-V) ومقياس تقييم التوحد في مرحلة الطفولة (CARS).
وتابعت " أن المرحلة الرابعة والأخيرة من المبادرة كانت مرحلة تقييم شاملة بعد تأكيد تشخيص اضطراب التوحد حيث تم إجراء مقابلات معمقة مع الحالات المؤكدة بهدف تقييم الحالة الاجتماعية - الديموجرافية ، اضطرابات السلوك المعوي الوظيفي، القدرات الذهنية والسلوك التكيفي، التقييم الغذائي والتغذوي المفصل مع القياسات الأنثروبومترية".
وأوضحت أنه تم كذلك تقييم وعي واتجاهات وسلوك وممارسات أولياء أمر هؤلاء الأطفال تجاه التوحد، وتم تقييم أكبر التحديات/العوائق التي تمت مواجهتها والاحتياجات الصحية الخاصة بسبب التوحد.
ولفتت إلى قياس 5 معادن ثقيلة (الرصاص والزئبق والكادميوم والزرنيخ والألمنيوم) في شعر بعض الأطفال المصابين بالتوحد وميكروبات الأمعاء (الميكروبيوتا) في براز عينة فرعية من الأطفال المصابين بالتوحد.
وكشفت نتائج المرحلة الأولى والتي أسفرت عن تشخيص 91.1% من الأطفال على أنهم أصحاء، و9.4% لديهم إعاقات واضحة أو مشتبه بها، و7.1% يعانون من إعاقات في النمو بما في ذلك الأطفال الذين يشتبه في إصابتهم بالتوحد.
وأوضحت أن نسبة الأطفال الذين يعانون من تأخر في مجال واحد كانت 3.9% مقابل 2.8% يعانون من تأخيرات متعددة، وكان التأخر في مجال التواصل هو الأكثر انتشارا، حيث بلغ نسبته (5.3%) ، يليه التأخر في مهارات الحياة اليومية بنسبة (2.3%)، الحركات الدقيقة والتنشئة الاجتماعية (1.5% لكل منهما)، بينما كان التأخر في الحركات الكبيرة الأقل انتشارا (1.3%).
وأضافت أن معدل انتشار الأطفال المصابين الذين لديهم صعوبات الكلام كان هو الأكثر انتشارًا (4.1%) يليه صعوبات التعلم (2.9%) ثم الإعاقات الحركية / الجسدية (2.4%)، والنوبات الصرعية (2.2%)، واضطرابات الصحة العقلية (0.6%)، الإعاقات البصرية (0.6%) وكان أقلها الإعاقات السمعية 0.3%).
وأكدت أن أعلى نسبة انتشار لمعظم الإعاقات كانت في محافظة القاهرة تليها محافظة دمياط باستثناء الصحة النفسية والتي كانت أكثر انتشارا في محافظتي مطروح ودمياط.
وقالت إن نتيجة المرحلة الثانية من المسح أوضحت أن 3.3% من إجمالي الأطفال الذين شملهم المسح مشتبه بإصابتهم بالتوحد وهم يمثلون 27.3% من جميع الحالات التي تمت إحالتها إلى مراكز الأمومة والطفولة بوزارة الصحة، أما نتيجة المرحلة الثالثة فوجدت أن معدل انتشار الحالات التي تم تأكيد تشخيص إصابتها بالتوحد (1.09%) من الأطفال الذين شملتهم الدراسة (455/41640) مع وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المحافظات.