تواشيح السحور (11 ـ30)| «ياسيدي.. يارسول الله» للشيخ عبد الباسط عبد الصمد
ارتبط المسلمون في كل مكان بالابتهالات الدينية، خاصة في شهر رمضان المبارك، فهي تهدئ النفس وتمنحها السكينة والاطمنئان، وعرف المصريون الابتهالات، بالتواشيح وأحبوها واعتادوا على سماعها في وقت السحور، خاصة قبل رفع آذان الفجر، ميقات الإمساك عن الطعام؛ لبدء صوم يوم جديد.
وتقدم «دار الهلال»، في رمضان 2022، كل يوم وليلة سلسلة حلقات متتابعة من «الابتهالات» تحت عنوان «تواشيح السحور»، لأهم وأبرز وأكبر المبتهلين والقراء من التراث الديني المصري، الذي ظل خالدًا بيننا.
ونستمع مع السحور الحادي عشر من رمضان، إلى الابتهال البديع « في مديح النبي صلى الله عليه وسلم » للشيخ عبد الباسط عبد الصمد.
صاحب« الحنجرة الذهبية»
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد هو أحد أبرز أعلام قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي، وتمتع بشعبية كبيرة، وأحبه الناس لما يتمتع به من صوت جميل وأسلوب فريد في التلاوة، وهوصاحب لقب «الحنجرة الذهبية»، ولقب ب«صوت مكة».
ولد الشيخ عبد الباسط في قرية المراعزة التابعة لمركز أرمنت بمحافظة قنا، عام 1927، وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ محمد الأمير شيخ كتاب قريته، أخذ القراءات على يد الشيخ المتقن محمد سليم حمادة، وتم اعتماده بالإذاعة عام 1951،وكانت أول تلاواته من سورة فاطر.
عُيّن الشيخ عبد الباسط قارئًا لمسجد الإمام الشافعي سنة 1952، ثم لمسجد الإمام الحسين سنة 1958 خلفًا للشيخ محمود علي البنا .
وترك للإذاعة ثروة من التسجيلات إلى جانب المصحفين المرتل والمجود ومصاحف مرتلة لبلدان عربية وإسلامية، وجاب بلاد العالم سفيرًا لكتاب الله، وكان أول نقيب لقراء مصر سنة 1984
نال الشيخ عبد الباسط الكثير من الأوسمة، والتكريمات، منها تكريمه عام 1956 من دولة سوريا بمنحه وسام الاستحقاق، ونال ووسام الأرز من لبنان 1975 ، وآخر من المغرب، وكرم من العراق، من رئيس حكومة ماليزيا عام 1965 ووسام من السنغال، وكرم بالوسام الذهبي من باكستان عام 1980، ووسام العلماء من الرئيس الباكستاني ضياء الحق عام 1984.
وآخرالأوسمة التي حصل عليها الشيخ عبد الباسط كان قبل رحيله من الرئيس الأسبق، محمد حسنى مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1987، وكرم بوسام الإذاعة المصرية في عيدها الخمسين
ورحل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد عام 1988، عن عمر يناهز 61 عامًا، وكانت جنازته وطنية ورسمية على المستويين المحلي والعالمي، فحضر تشييع الجنازة جمع غفير من الناس يتضمنهم سفراء دول العالم نيابة عن شعوبهم وملوك ورؤساء دولهم تقديراً لدورهِ في مجال الدعوة بأشكالها كافة.