تقرير: الغرب يبدأ في تقديم أسلحة متطورة لأوكرانيا في محاولة لحسم الحرب ضد القوات الروسية
ذكر تقرير صحفي نشرته مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية أن الدول الغربية بدأت فى إمداد أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة اللازمة لمواجهة القوات الروسية خلال العملية العسكرية التى بدأتها في أوكرانيا أواخر شهر فبراير.
وأضاف التقرير، الذى شارك فى كتابته ثلاثة صحفيين هم روبي جرامر و جاك ديتش و إيمي ماكينون، إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها من أعضاء حلف شمال الأطلسى قد بدأوا بالفعل فى تسليم أسلحة ثقيلة لأوكرانيا تشمل دبابات وطائرات هليكوبتر وغيرها من الأسلحة، بينما تستعد أوكرانيا لمعارك واسعة النطاق ضد القوات الروسية فى منطقة دونباس فى شمال أوكرانيا.
وبين التقرير أن شحنات الإمداد العسكرى تلك تمثل من جانب الغرب تحولاً كبيراً فى موقف الدول الغربية من المساعدات المقدمة لأوكرانيا حيث كانت أمريكا ودول أوروبا مترددة فى بداية الحرب فى تقديم الدعم العسكرى اللازم للمقاومة الأوكرانية بسبب عدم ثقتهم من قدرة الجيش الأوكرانى على المقاومة فى مواجهة القوات الروسية وخشية أن تستولى القوات الروسية على الأسلحة المقدمة للجانب الأوكرانى، كذلك تعكس شحنات الأسلحة تحولاً كبيراً فى العمليات العسكرية الأوكرانية على أرض المعركة من عمليات دفاعية إلى عمليات هجومية ضد القوات الروسية وهو ما تحتاجه القوات الأوكرانية فى مرحلة حاسمة وخطيرة من الحرب هناك.
ويذكر التقرير أن جمهورية التشيك قامت بفتح مخازن الأسلحة لديها أوائل الشهر الحالى وإرسال دبابات إلى أوكرانيا إلى جانب أنظمة مدفعية وسيارات حرب مشاة وبذلك تكون أول دولة من أعضاء حلف الناتو تبدأ فى إرسال معونات عسكرية ثقيلة لأوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية الروسية هناك، ثم بدأت دول أخرى من أعضاء الناتو تحذو حذو جمهورية التشيك حيث قامت سلوفاكيا بإرسال منظومات دفاع جوى متطورة، كذلك أعلنت أمريكا الأسبوع الماضى تخصيص معونات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 800 مليون دولار.
ويوضح التقرير أن السبب فى هذا التحول من جانب الدول الغربية هو تخوفها فى بداية الحرب من أن العاصمة الأوكرانية سوف تسقط فى يد القوات الروسية فى غضون أيام وبالتالى استحواذ القوات الروسية على المعدات العسكرية والأسلحة التى قد ترسلها الدول الغربية للقوات الأوكرانية، ولكن بعد أن ثبت بالتجربة صلابة المقاومة الأوكرانية المدعومة من الدول الغربية وفشل العمليات العسكرية الروسية فى شمال البلاد، فقد تغير الموقف الغربى تماماً.
وفى نفس الوقت، يرى الجانب الأوكرانى أنه على الرغم من أهمية الإمدادات العسكرية الثقيلة من الدول الغربية إلا أنها ليست كافية وأنه بإمكان الغرب تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لتعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية قبل مرحلة جديدة وحاسمة من الحرب مع روسيا.
ويقول الرئيس الأوكرانى فلودومير زيلينسكي"إنه بدون هذه الأسلحة المتطورة، فإن الحرب فى أوكرانيا سوف تعنى الدمار والخراب وحمامات من الدماء لا نهاية لها".
ويشير التقرير إلى تصريحات لوزير الدفاع فى ليتوانيا أرفيداس أنوشوسكاس حيث يؤكد أن دول غرب أوروبا تبذل قصارى جهدها من أجل مساعدة أوكرانيا لتنتصر فى حربها ضد روسيا وأن هذه المساعدات تتزايد من حيث الكمية والنوعية.
كما أشار إلى تصريحات مسؤولين أمريكيين وأوروبيين بأن شحنات الأسلحة المتطورة لأوكرانيا لها مدلولاتها الكبيرة حيث تؤكد عزم الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها من دول أوروبا على إمداد أوكرانيا بكل ما يلزمها فى هذه الحرب ليس فقط لضمان مقاومتها للقوات الروسية ولكن أيضاً لكى تتمكن من أخذ زمام المبادأة وشن هجمات عسكرية ضد القوات الروسية فى محاولة لحسم الحرب لصالح أوكرانيا.