قال الدكتور رأفت يوسف أستاذ الإدارة واستشاري التنمية البشرية إنه في دراسة علم الاقتصاد كي نزيد من نسبة الفائدة إما أن نزيد من دخل العائد، أو أن نقلل من التكلفة، وفي ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم كله، لا توجد زيادة ملموسة في الدخل، وبالتالي لكي نحافظ على حياتنا بلا استدانة نحتاج إلى التقليل والترشيد في المصروفات، لكن عندما لا يزيد دخلنا، وتزداد المصروفات فبالتأكيد سنصبح مدينين، لذا لا بد للجميع فردًا وأسرة من تعلم فن الإدارة الذي لا يرتبط وحده بإدارة الموظفين في الشركة أو المؤسسة، وإنما يرتبط أيضًا بإدارة الوقت والميزانية.
وأضاف "يوسف" في حديث خاص لـ "بوابة دار الهلال": "نجاح أي مؤسسة أو دولة أو أسرة يعتمد على التخطيط، فمن لم يستطع التخطيط لن ينجح، وكذا فكرة الترشيد هي فكرة تخطيط، وعكس التخطيط العشوائية، فإن لم يكن لدينا خطة فنحن نعمل بعشوائية، لذا لدينا مشكلات كثيرة واستهلاكات أكثر بسبب عدم هذا الوعي".
وذكر: "على سبيل المثال عندما نتحدث عن الترشيد في الطعام نستحضر مقولة فرعونية شهيرة مفدها "نحتاج إلى ربع ما نأكله لكي نعيش والباقي لكي يعيش الأطباء"، وهي مقولة تشير إلى أننا نستهلك الكثير في أكلنا مما لسنا بحاجة إليه، وفرق كبير بين الأكل للشبع، والأكل للعيش، ففي الحالة الأولى نحتاج من ربع إلى نصف رغيف في الوجبة الواحدة، وفي الحالة الثانية نحتاج إلى رغفين أو ثلاثة في الوجبة، ما يزيد من وزننا ويعرضنا للأمراض، ويضطرنا للجوء إلى الدكتور، وصرف مبالغ مادية قد تكون عشرة أضعاف ما يصرف في الطعام، للتعافي والعلاج".
وأكد أستاذ الإدارة واستشاري التنمية البشرية: "لا بد أن نعي أننا لا نأكل حتى الشبع، ولكن حتى نأخذ ما نحتاجه من قدرة على استكمال حياتنا، وحتى لا نصاب بأي نوع من الأنيميا أو الضعف".