مقاهي تاريخية.. «مقهى جروبي» (16-30)
لا يعلم الكثير أن المقاهي المصرية تعدّ جزءًا يمثِّل تاريخًا مهمًا من تاريخ جمهورية مصر العربية، وأنها ليست مجرد أماكن للتجمعات وقضاء أوقات الفراغ كما يظن البعض، فداخل مصر العديد من المقاهي ذات التاريخ والأثر، الذي يفوح منه عبق التاريخ، وقد شهدت المقاهي المصرية إنطلاقًا فكريًّا وثقافيًا كبيرًا، على مر حقبات زمنية مؤثرة استطاعت تغيير التاريخ، حيث جمعت المقاهي كافة الطبقات الاجتماعية أسفل سقفها، واكتسبت شهرتها من قامات مرتاديها، على كافة المستويات الفكرية والثقافية وفي مختلف المجالات، السياسية والفنية والأدبية وغيرها.
يعد جروبي من أشهر وأعرق المقاهي المصرية القديمة والتي تقع في وسط ميدان طلعت حرب بوسط البلد بالقاهرة، وقد أسسه الحلاوني السويسري جاكومو جروبي الذي هاجر إلى مصر في عام 1884م.
وعند رؤيتك لجروبي من الخارج تشعر أن عينيك وقعت على مبنى تاريخي أوروبي، وتجد العلامة التجارية تحمل الحروف العربية واللاتينية، وجمال وحسن العمارة، وستجد من الداخل المكان مازال يحتفظ ببعض الآثاث القديم الذي يعود إلى بدايات القرن الـ 19.
ويعد جروبي مقهى عريق بني على الطراز الفرنسي، وله أبعاد ثقافية، أضافت للذوق الثقافي نكهة مختلفة، كما أنه كان من أشهر المقاهي في القرن الـ 20 وملتقى للعشاق وللفنون، وكانت تقام فيه الحفلات الراقصة والفرق الموسيقية، وفي حديقته عُرض العديد من الأفلام السينمائية.
كما قامت السينما بتصوير العديد من أفلامها ومسلسلاتها داخل جروبي، مثل أفلام: يوم من عمري، عمارة يعقوبيان، صايع بحر، العتبة الخضراء، ومسلسل جمهورية زفتى.
ويعتبر جروبي من الأماكن المفضلة في القرن الـ 20 للطبقات الأرستقراطية المصرية، ولأنه كان يتميز بتقدبيم أفخر انواع الشاي في العالم حينذاك.
وكان يتميز بتقديم منتجاته المختلفة، وأدخل جروبي لأول مرة في مصر أنواع جديدة ومختلفة من الشيكولاته والحلويات والعصائر، مثل: مارون جلاسيه، كريم شانتيه، ميل فوي، جيلاتي، إكلير وغيرها..