السيرة الهلالية (18 - 30) .. جايل العقيلي يصل بلاد الزحلان
"بعد المديح في المُكَمَّل.. أحمد أبو درب سالك.. نحكي في سيرة وكَمِل.. عرب يذكروا قبل ذلك.. سيرة عرب أقدمين.. كانوا ناس يخشوا الملامة.. رئيسهم أسد سبع ومتين.. يسمى الهلالي سلامة" بهذه الكلمات تبدأ واحدة من أهم وأبرز السير الشعبية، تبدأ السيرة الهلالية بالمديح للنبي العربي والصلاة عليه، قبل أن تسرد قصص البطولة، والشجاعة، والحب، والألم، وكذلك الحسرة، وتحوي السيرة الهلالية أشهر السير الشعبية التى تمتلك حتى وقتنا الحالى الشيوع والانتشار فى الصعيد، الكثير من قصص الحب المتنوعة.
وتقدم بوابة "دار الهلال" خلال شهر رمضان كل يوم حلقة إذاعية من السيرة الهلالية والتي كان يقدمها الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي والشاعر الشعبي جابر أبو حسين، وحلقة اليوم جاءت تحت عنوان "وصول جايل العقيلي إلى بلاد الزحلان".
ولدى المصريين تاريخٌ طويلٌ حافلٌ بالبطولات والملامح الوطنية، تؤرخ وتوثق سيرهم في شتى أنحاء البلاد، ويعتبر المصريون السير الشعبية إرثا شعبيا قوميا وطنيا تاريخيا يتناقلونه من جيل إلى جيل، ولعل أبرز هذه السير "السيرة الهلالية".
تؤرخ السيرة الهلالية مرحلة تاريخية كبيرة في حياة قبيلة بني هلال وتمتد لتشمل تغريبة بني هلال وخروجهم إلى تونس وهي السيرة الأقرب إلى ذاكرة الناس، والأكثر رسوخًا في الذاكرة وتبلغ نحو مليون بيت شعر.
تحكي السيرة الهلالية عن حلف الهلالي المكون من قبائل "نجد" المقاتلة والمدافعة عن قيم الأمة وشرفها. "هلال" الجد البعيد الذي تنتسب له القبيلة المحاربة قبيلة "بني هلال"، وهي مقسمة إلى 5 أجزاء الجزء الأول منها عن خضرة الشريفة ويتناول مأساة رزق بن نايل جرامون بن عامر بن هلال قائد الهلاليين وفارسهم وأميرهم، الذي تُعجب "خضرة" بخلقه وشهامته وفروسيته رغم أن فارق العمر بينهما 45 عامًا.
والجزء الثاني هو "أبو زيد في أرض العلامات" حيث أتمت خضرة خمس سنوات تحيا في منازل "الزحلان" في كنف الملك فاضل بن بيسم ويسرد هذا الكتاب ما حدث لأبي زيد في بلاد الرحلان من علو المجد والشأن وفي "مقتل السلطان سرحان" وهو الجزء الثالث يتخفى أبو زيد في ملابس شاعر رباب ويدخل قصر حنظل بعد أن عرفت نساء بني هلال حقيقته وتكتشف عجاجة ابنة السلطان حنظل حقيقة الفارس الهلالي فتبلغ أباها الذي يعتقل غريم بني عقيل. ليقيد بالسلاسل ويلقي به في السجن انتظارًا لشنقه.
أما الجزء الرابع (فرس جابر العقيلي) وكيف خاض أبو زيد الأهوال ليعود بالفرس التي حكت عنها الأجيال، وفيه يحتال الدرويش لدخول جناح الأميرة ليلضم لها عقدًا، ويقرأ لها الطالع وتكاد جارته أن تكتشف تسلله والهدف منه، لكنه يقنعها بدروشته وفقره وبالرشوة أيضًا، بأن أسئلته عن "الخيمة المتبوعة" إنما هي من قبيل الفضول.
وفي الجزء الخامس (أبو زيد وعالية العقيلية) وكيف أسرت أبو زيد بجمالها وكيف ناضل إلى أن اقترن بها وفي ليلة وداع البطل لعالية العقيلية حيث أولمت الولائم ووجهت الدعوة لحراس فرس والدها الملك (السلطان) جابر العقيلي، ووضعت في المنان مخدرًا قويًا لينام الحراس كي يتمكن أبو زيد من امتطاء الفرس والانطلاق إلى خارج المدينة.