أكد تقرير نشرته صحيفة"واشنطن بوست"الأمريكية أن روسيا تقوم حالياً بتوسيع نطاق الحرب في أوكرانيا تجاه الشرق. وأوضح التقرير، الذي شارك في كتابته كلا من الصحفيين ماري اليوشينا وميسي ريان ودان لاموث ودافيد ستيرن، أن روسيا أعلنت صراحة أنها بدأت أمس الثلاثاء عملية عسكرية مكثفة فى شرق أوكرانيا بهدف السيطرة على مناطق حيوية تمثل عصب القطاع الصناعى فى أوكرانيا .
وأشار التقرير إلى تصريحات وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف فى لقاء مع محطة تليفزيونية هندية حيث أكد أن روسيا قد بدأت أمس مرحلة جديدة من الحرب فى أوكرانيا وأنها سوف تسعى خلالها لتحرير منطقتى دونتسك ولوجانزا لكي تصبحان تحت السيادة الروسية، موضحاً أن تلك المرحلة من الحرب فى أوكرانيا تمثل أهمية قصوى فيما يخص نتيجة المعارك الدائرة حالياً هناك.
وفى الوقت نفسه، كما يشير التقرير، فقد حذر مسؤلون أمريكيون من أن موسكو قد تطلق العنان لقدراتها العسكرية الكبيرة فى شرق أوكرانيا فى تلك المرحلة من الحرب .
ويقول التقرير أن الرئيس الأمريكى جو بايدن عقد مباحثات عبر الفيديو كونفرنس أمس الثلاثاء مع الدول الحليفة لأمريكا شملت فرنسا واليابان وألمانيا ودول حلف شمال الأطلسى إلى جانب الاتحاد الأوروربى من أجل عزل القيادة الروسية وإنهاك الاقتصاد الروسى، مشيراً إلى أن المباحثات تناولت إمداد أوكرانيا بالأسلحة والمعدات العسكرية اللازمة لتعزيز قدراتها فى مواجهة الآلة العسكرية الروسية.
وقد اتفق قادة تلك الدول خلال مباحثاتهم، كما يقول التقرير، على ضرورة تكثيف العقوبات على الجانب الروسي والسعى للتوصل إلى حل أمنى بعيد المدى للحيلولة دون تعرض أوكرانيا لهجمات مماثلة فى المستقبل. إلا انه لا يوجد الكثير من المؤشرات على أن هذا الصراع سوف ينتهى من خلال تسوية سلمية ولاسيما فى ظل تحذيرات مسؤلين أوربيين أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين سوف يسعى إلى تكثيف جهوده من أجل تحقيق انتصاراً عسكرياً فى هذه الحرب.
ويقول مسؤلون عسكريون أمريكيون أن الجانب الروسى قد بدأ بالفعل إرسال إمدادات لوجيستية إلى منطقة دونباس تمهيداً لشن هجوم عسكرى شامل. ويشير التقرير إلى تصريحات مسؤلين من أوكرانيا والدول الغربية حيث يؤكدون أن القوات الروسية تقوم حالياً بشن هجمات جوية مكثفة فى منطقة دونباس فى الوقت الذى تحاصر فيه القوات الروسية ميناء ماريوبول وهو أحد أهم الموانئ الأوكرانية والذى بات من الواضح أنه سوف يقع تحت السيطرة الروسية قريباً .
وأوضح التقرير أن وزارة الدفاع الروسية أمهلت القوات الأوكرانية فرصة حتى أمس الثلاثاء لكي تلقى أسلحتها وتقوم بإخلاء المنطقة إلا أنه كما يبدو أن المقاومة الأوكرانية لم تستجيب لهذا التحذير.
ويشير التقرير إلى مناشدة أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش بتوقف الحرب لمدة أربعة أيام بمناسبة عيد القيامة لكى يتمكن المسيحيون فى أوكرانيا وروسيا على حد سواء من الاحتفال بأعيادهم وكذلك للسماح بمرور مواد الإغاثة الإنسانية للمدن المتضررة من الحرب فى أوكرانيا، ولكن إلى الأن لا يوجد أى استجابة لمناشدة الأمين العام من كلا الجانبين الروسى والأوكرانى.