حدث في 23 رمضان... مولد أحمد بن طولون عام 220 هجريا
"أحمد بن طولون" الرجل الذي أدرك قيمة مصر بـ "القطائع" ولد أحمد بن طولون في سامراء العراق في سنة 835 م ، وكان أسرته ووالده من الأتراك الفنجاقين، كما أنه يعد أمير ومؤسس الدولة الطولونية في بلاد مصر وبلاد الشام ، وتم تعيين أحمد بن طولون في سنة 254 ه ، 868 م رئيساً لمصر، ووقام باعلان استقلال مصر، ومنذ ذلك الحين ولحد ثمانية وثلاثين عاماً أصبحت أسرته هي الأسرة الحاكمة لمصر.
كما أن من أهم إنجازات أحمد بن طولون في مصر أنه أنشأ عاصمة جديدة وأطلق عليها اسم القطائع، وقام ببنائها بطريقة تشبه إلى حد كبير بهاء سامراء الذي ترعرع فيها في العراق .
وبنى أحمد بن طولون عاصمته لتكون على امتداد بين جبلي يشكر والمقطم وذلك من أجل أن تكون على مرأى لجميع المناطق الخلابة الموجودة في مصر، فقد كان يستطيع أن يرى الجمع العمراني في مصر بأكملها من منطقته التي بناها، وفي هذه العاصمة تحتوي على قصر أحمد بن طولون الضخم والجامع الشامخ، كما أنه بنى دار للإمارة، وأنشأ بها ساحة كبيرة واسعة .
وقام أيضاً بتقسيم المدينة إلى أكثر من أقسام ، وأسمى كل قسم باسم القطيعة، وكان يسكن كل قطيعة طائفة معينة، تحتلف عن الطائفة التي تسكن القطيعة المجاورة لها، كما أن كل قطيعة كانت تضم فئة معينة من المحتمع، فقد كان الصناع يعيشون في قطيعة أما المزارعون يعيشون في قطيعة.
ومن أشهر ما تميز به أحمد بن طولون الكفاءة والحنكة العسكرية، حيث أن مصر في عصره كانت من أفضل الدول، وكانت فترة حكمه فترة ازدهار لمصر ولشعبها .
كما أن القليل من الآثار الطولونية استطاعت الوصول إلينا في هذا العصر والتي توجد الآن في القاهرة ، وفي مصر القيمة والتي من أهمها البيت الطولوني الموجود حالياً في منطقة المدابغ .
والزائر لمصر يستطيع أن يرى عظمة أعماله من خلال الجامع الذي أنشأه في ا لقاهرة ، والذي يعتبر من أشهر وأعظم الجوامع الموجودة في القاهرة ، كما أنه معلم أثري حيث أنه من أقدم المساجد الموجودة الآن في مصر ، كما أنه يمتاز بمئذنته العاليو العريقة والتي يظهر بها أفضل التصاميم وروعة البناء ، حيث أن مئذنته تتكون من قاعدة مربعة على ساق أسطوانية ، على سطحها الخارجي يوجد سلم دائري الشكل .
كما أن احمد بن طولون هو أول حاكم يحكم مصر ويستطيع أن يوصلها إلى بر الإستقلال ، وكما ذكرنا سابقاً كانت من مصر في فترة حكمه من أفضل الأوقات ، ومن أفضل الدول .
مات أحمد بن طولون في سنة 270 ، ولأن الحكم كان وراثي وملكي ، فقد ورث الحكم من بعده ابنه وكانت سياسة حكمه نفس سياسة والده ، وبقي الحكم ينتقل بالوراثة بين أحفاد أحمد بن طولون ، فقد كان يكوت الأب ليتولى الحكم من بعده أبناؤه .