ذكرت صحيفة (الأهرام)، أن مصر تحتفل اليوم بعيدين من أعيادها الوطنية (عيد تحرير سيناء، وعيد شم النسيم)، ويحمل تعانق العيدين دلائل تنفس المصريين النسمات العطرة لاستعادة الكرامة بعد سنوات صعبة مرت في ظل الاحتلال، وهي نفسها المشاعر التي يتنفسها المصريون حين يقبل فصل الربيع بجماله ونسمات أزهاره التي تفيض بالبهجة وتكسو وجوه المصريين بالسعادة.
وأوضحت الصحيفة -في افتتاحية عددها الصادر اليوم الإثنين، تحت عنوان (الذكرى الأربعون لتحرير سيناء)- أنه في مثل هذا اليوم منذ أربعين عامًا، تحررت سيناء من احتلال جثم على صدور المصريين، فجعلهم لا يتذوقون طعم الحياة ويفتقدون كل بصائص الأمل بالمستقبل، ويتذكر كل من عاش هذه الفترة، كيف مرت بكل ما بها من مشكلات وأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية ونفسية، لكنها لم تنل أبدًا من التضامن الداخلي ووحدة القرار الوطني خلف هدف تحقيق النصر وإنهاء الاحتلال.
وقالت صحيفة (الأهرام) إنه على الرغم من أن الدروس والخلاصات الوطنية العامة لتحرير سيناء كثيرة، إلا أنها كحدث وطني كبير، تفيض دروسه الخاصة والمستجدة علينا كل عام بفيوضات نستخلصها من سياقات الأحداث والتحديات الخاصة بهذا العام.
وأضافت الصحيفة أن الدرس الأول من ملحمة تحرير سيناء، الذي يتصدر هذا العام وكل الأعوام، هو أن القوات المسلحة المصرية هي مؤسسة من طبيعة خاصة، وتتمتع بعلاقة تتسم بالخصوصية مع شعبها، وأنها تمثل بوتقة ومرتكزًا لصناعة الوطنية، وهي الدرع الحصين، المدافع عن أمن مصر واستقرارها ضد كل من يفكر في التعرض لها أو المساس بها، من أعداء خارجيين أو إرهابيين، لن يرتدعوا من ذاتهم، وإنما تردعهم قوة مصر والجيش المصري، لذلك فإن هذه المؤسسة تتحمل الكثير وقت الحرب ووقت السلم على السواء، وهي لا وقت عندها للفراغ أو الدعة والسكون، مع التطور المستمر في العلوم العسكرية وفي أنماط التهديدات والأخطار.
وتابعت الصحيفة أن الدرس الثاني لتحرير سيناء والمُستقى من تحديات عام 2022، فهو أنه لا هدف يتحقق دون إرادة وعمل وطني واستعداد علمي، وأنه لولا ما بذله رجال القوات المسلحة من تدريب وكفاح وتخطيط قبل الحرب بست سنوات، ولولا الصبر والدعم الشعبي خلف القيادة والجيش، لما اكتمل التحرير في آجاله الزمنية.
ورأت صحيفة (الأهرام) أنه إذا كانت معركة تحرير جزء من أرض الوطن استغرقت ست سنوات، فإن معركة إعادة تعمير مصر وبناء الجمهورية الجديدة يستحق سنوات كثيرة، ويتطلب الصبر أكثر، حتى يتحقق كامل الأهداف وتنجو سفينة الوطن من بحار الاضطراب العالمي.