ظهر في التاريخ الكثير من العلماء المسلمين البارزين الذين قاموا بإسهامات عديدة في العلم ومختلف المجالات، منها: العلوم العلمية والتطبيقية والدينية واللغوية والعقائدية والفلسفية والطبية والاجتماعية وغيرها.. بل وقاموا بتأسيس مناهج وقواعد علمية متكاملة لأشهر العلوم وأهمها التي أفادت البشرية كلها حتى وقتنا هذا، وسنقدم كل يوم عالم مسلم خلال أيام شهر رمضان المبارك، لنتعرف على إسهاماتهم على مر التاريخ، وما يتميز به، وسنذكر في أول سلسلة، أشهر وأبرز العلماء في اللغة والأدب، وما قدموه لهذا العلم.
يعد أبو عَبد الله محمد بن محمد الإدريسي الهاشمي القرشي ( 493 - 559 هـ / 1099 - 1160 م) أبرز علماء العرب وأحد مؤسسي الجغرافيا وكبار الجغرافيين في التاريخ، ما أنه كتب في التاريخ والأدب والشعر والنبات ودرس الفلسفة والطب والنجوم في قرطبة.
استخدمت مصوراته وخرائطه في سائر كشوف عصر النهضة الأوربية، حيث لجأ إلى تحديد اتجاهات الأنهار والبحيرات والمرتفعات، وضمنها أيضًا معلومات عن المدن الرئيسية بالإضافة إلى حدود الدول.
اشتهر الإدريسي بولعه بالبحار وحركتها، كما حدد مصدر نهر النيل، ففي موقع معين وضع نقطة تقاطع نهر النيل تحت خط الإستواء، وهذا هو موقعه الصحيح.
ومن أشهر مؤلفاته كتاب "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، الذي أصبح من أشهر الآثار الجغرافية العربية، أفاد منه الأوروبيون معلومات جمة عن بلاد المشرق، كما أفاد منه الشرقيون، فأخذ عنه الفريقان ونقلوا خرائطه، وترجموا بعض أقسامه إلى مختلف لغاتهم ويعد هذا الكتاب فريد من نوعه.
استغرق الكتاب في تأليفه 15 عامًا حيث نهج فيه الإدريسي نهجًا جديدًا عن غيره من الجغرافيين المسلمين فقد وصف العالم ككل ثم قسمه إلى سبعة أقاليم وكل إقليم إلى عشرة اقسام رئيسيه ثم وصف كل قسم ورسم له خريطة وتحاشى فيه الخلط بين التاريخ والجغرافيا وظل كتابه مرجعًا لعلماء أوروبا أكثر من ثلاثة قرون.