شاركت مصر ممثلة في وزارة الخارجية في اجتماعات التحالف الدولي ضد “داعش” المنعقد حاليا بالعاصمة الأمريكية واشنطن، برئاسة المستشار أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية.
وفِي تصريح للإعلام عقب انتهاء اجتماعات مجموعة العمل الخاصة باستراتيجية الاتصال والإعلام الخاصة بالتحالف، أشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إلى أن هذا الاجتماع يعقد في توقيت مفصلي ومنعطف بالغ الأهمية من عمر التحالف بعد إعلان الحكومة العراقية رسميا عن تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش.
وفي أعقاب انعقاد القمة العربية الإسلامية الأمريكية لمكافحة الإرهاب في الرياض في مايو الماضي، الأمر الذي يؤسس لمرحلة جديدة ويمهد الطريق نحو دفع الجهود الدولية من أجل القضاء على أفكار التطرف والإرهاب بكافة صورة وأشكاله، ووفقا لرؤية واضحة ومقاربة شاملة تتسق مع وجهة النظر المصرية بحتمية المواجهة الشاملة مع الإرهاب والتي عبر عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته التاريخية أمام قمة الرياض.
وأضاف أبو زيد، أن “مصر أكدت في بيانها خلال الاجتماع على أن الانتصار الميداني والعسكري ضد تنظيم داعش الإرهابي، وبقدر أهميته، يجب أن يمتد لينال من كافة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، بل ومن الأذرع - التي لم تعد خفية- في مساندها ودعمها لتلك التنظيمات من أجل ضمان بقائها على مدار السنوات الماضية سواء بالمال أو بالسلاح أو بالغطاء السياسي والإعلامي أو بتوفير الملاذ الآمن”.
ومن هذا المنطلق، جاء قرار كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين بمقاطعة قطر -عضو التحالف- في ظل دعمها لجماعات التطرف والإرهاب في المنطقة ولاسيما في ليبيا وسوريا واليمن، وزعزعتها للاستقرار والأمن الإقليمي، فضلاً عن توفيرها منابر إعلامية لتمجيد أعمال الإرهاب والتعاطف معها”.
واستهجن “الدفاع المستميت من قبل البعض عن محطة الجزيرة الفضائية والتي تتخفى تحت عباءة حرية التعبير من اجل نشر أفكار سامة ومحتوى إعلامي مغرض يحض على العنف والإرهاب، ومستشهدا في ذلك باستضافة تلك المحطة لأبي محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة القاعدية أكثر من مرة، واستضافتها ليوسف القرضاوي الذي تأويه قطر، وهو يبيح قتل المصريين ويبيح العمليات الانتحارية ضد المدنيين، فضلاً عما تبثه تلك المحطة من أفلام وثائقية لتصوير والاحتفاء بقنص جهاديين لأبناء القوات المسلحة خلال تأديتهم لواجبهم المقدس في حماية الوطن”.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن “مصر أكدت أنها ساهمت منذ نشأة التحالف الدولي في رسم استراتيجية متكاملة لمواجهة الإرهاب شملت، إلى جانب البعد العسكري، محاور عدة على رأسها كيفية دحض الفكر الداعشي وغيره من أفكار التطرف”.
أسفرت تلك الجهود عن استصدار قرار من مجلس الأمن رقم 2354 للترحيب بالإطار الدولي الشامل لمكافحة الخطاب الإرهابي والذي تم اعتماده خلال رئاسة مصر للجنة مكافحة الإرهاب.
كما تناول البيان في ذات السياق “الجهود المبذولة من جانب الأزهر ودار الإفتاء من أجل مواجهة خطاب التطرف وتفنيد الأفكار السامة والمغلوطة التي يبثها داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية باسم الدين وهو منها براء”، منوها إلى مبادرة "المقاهي الثقافية" التي دشنها الأزهر مؤخرا لنشر تعاليم الإسلام الوسطي بمختلف المحافظات المصرية، وإلى اعتزام الأزهر إطلاق محطة تلفزيونية لذات الغرض.
كما تم التطرق كذلك إلى أنشطة دار الإفتاء المصرية التي تستقبل ما يزيد عن 2200 استفسار يوميا حول تفسير النصوص القرآنية، فضلاً عن جهود مرصد الإفتاء في إصدار دورية شهرية باللغة الإنجليزية لنشر صحيح الإسلام.
واختتم أبوزيد تصريحاته، بقوله إنه دعا خلال إلقائه لبيان مصر دول التحالف إلى وقفة صادقة مع النفس والنظر بجدية إلى ما به من تناقضات، لافتا إلى أن عضوية التحالف يجب أن تقتصر على الدول متشابهة الفكر التي تقف على قلب رجل واحد في مواجهة الإرهاب، وهو ما لا يتحقق بانضمام دول تعاني انفصاما وترتدي قناعين أحدهما أمام المجتمع الدولي بوصفها شريكا في محاربة الإرهاب والآخر في علاقتها المشبوهة بالعناصر الإرهابية والمتطرفة التي تدعمها بالمال والسلاح من أجل جلب الخراب على المنطقة، بل إنه وفي اللحظة التي يضيق فيها الخناق المالي على التنظيمات الإرهابية تسارع تلك الدول بنجدتهم عبر أموال الفدية في مخالفة صارخة للقانون الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة.