رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مساجد مصر| «السلطان الأشرف».. أهم معالم بناء التاريخ الإسلامي (29-30)

30-4-2022 | 17:00


مسجد السلطان الأشرف

عبدالله مسعد

قديمًا كان يطلق على القاهرة مدينة الألف مئذنة، لكثرة عدد مآذن المساجد بها، والتي بلغ عددها 500 مسجد، ربما قيلت تلك المقولة قديمًا، قبل أن تنهار مئات المآذن بفعل الكوارث الطبيعية، مثل زلزال 1302 ميلادية، أو حتى زلزال 1992، وكذلك بفعل حرائق الفسطاط، أو تتابع الدول والممالك على مصر، أو ربما قيلت فى مرحلة متأخرة، حيث زادت عدد المساجد بشكل كبير خلال القرون الأخيرة، حيث أن بيانات إحصائية أخيرة قالت إن إجمالى عدد المساجد والزوايا الموجود بمصر بلغ 132 ألفا و809 مساجد وزاوية، منها 102 ألف و186 مسجدا، و30 ألفا و623 زاوية.

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، أحد أشهر المساجد التاريخية في مصر، ونتناول اليوم مسجد «السلطان الأشرف».

يعد مسجد السلطان الأشرف، أحد أهم معالم بناء التاريخ الإسلامي، تم تشييده عام 841 هجرية 1437ميلادية، في «الخانقاه»، المعروفة حاليًا بمدينة الخانكة في محافظة القليوبية، «نحو 15 كيلو متر شمال القاهرة».

المسجد عبارة عن مصلى فسيح يتكون من صحن مكشوف «تبزغ الشمس داخله من خلال هذا الصحن فتضيء المسجد وتصل لكل جوانبه»، وتحيط بهذا الصحن أربعة أروقة ترتفع الأروقة حوالي 40 سنتيمتر عن الصحن، أكبر الأروقة هو رواق القبلة الذي يشتمل على ثلاثة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية ويتكون كل من الرواقين الجانبيين من صفين كما يتكون رواق المؤخرة من صف واحد.

والواجهة الرئيسة للمسجد تشرف على الطريق العام، وبها المدخل الذي تغطيه مقرنصات جميلة ويحلي صدره أشرطة من الرخام الأبيض والأسود بأعلاها طراز مكتوب به تاريخ الفراغ من عمارة عام 841 هجرية، وإلى يمين المدخل سبيل يعلوه كتاب، وإلى يساره تقوم مئذنة مكونة من ثلاث طبقات مماثلة لمئذنة مسجده بشارع المعز لدين الله، وللمسجد ثلاث وجهات أخرى بمنتصف الوجهة الغربية منها مدخل آخر.

وبحسب البيانات الصادرة مؤخرًا عن جهاز الإحصاء، فإن محافظة الشرقية تأتي في المركز الأول من حيث انتشار عدد المساجد والزاويا بها، يليها محافظة البحيرة، ثم القاهرة، وتمثل هذه المساجد تطورا في فن العمارة والتي تطورت تطورًا سريعًا ساير ركب الحضارة الإسلامية فتتعدد أشكالها وأساليبها تبعا لتعدد وتغير وظائفها، فالعمارة الإسلامية بدأت ببناء المساجد والأربطة فالمدارس والمصليات والخوانق والأسبلة والتكايا على أننا إذا أردنا أن نتتبع تطور العمارة الإسلامية وجدنا المسجد حجر الزاوية فيها، وعلى ذلك نجد أن أول عمل قام به الرسول صلى آله عليه وسلم عند هجرته من مكة إلى المدينة هو بناء المسجد في مربد التمر الذي بركت فيه ناقته وكان بناؤه بدائيا بسيطا فكانت مساحته 60 في70 ذراعًا وجدرانه من اللبن وسقف جزء منه بسعف النخيل وترك الجزء الآخر وجعلت عمد المسجد من جذوع النخل، نهج بعد ذلك المسلمون هذا المنهج في بناء مسجد البصرة عام 14 هـ ومسجد الكوفة عام 18 هـو كانت مساجد الكوفة والبصرة خالية من المحاريب المجّوفة ومن المنابر والمآذن على غرار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.