قال الخبير الآثري والمتخصص في علم المصريات د.أحمد عامر إن مصر القديمة من أوليّ الحضارات التي قدست العمل والإنتاج، بل وحققت إكتفائها الذاتي بنفسها، ومن ثمّ كرمت العامل، وقدست المهن والحرف، فبفضل هؤلاء المهرة من الصُناع والفنانين والمثالين والنحاتين الذين كانوا يعملون في الخدمات العامة، إستطاعت الدولة المصرية القديمة في تلك الفترة الوصول إلي مكانه رفيعة بين دول الشرق الأدني القديم، فنجد الطبقة الوسطي إحتوت علي صغار الموظفين والتجار واصحاب الحرف الممتازة من فنانين وصناع، وأشهرهم ممن يعملون في المناجم والمحاجر وفي بناء الأهرام، والمقابر، والمعابد.
وأشار "عامر" أن العمال كانوا ينقسمون الي فرق، كل فرقة تحمل اسم معين، وهناك من يقوم بتسجيل أسماء العمال ومفتشون يمرون يوميًا واسبوعيًا، وإلي جانب العمال الحرفيين نجد أنه كان يوجد فريق من العمالة المساعدة من العاملة والمموليين الذين كانوا أساساً من المزراعين وقاطعي الأخشاب والسقائين والصيادين وكانوا مسئولين عن نقل المواد الغذائية ومعدات العمل، وكان يستمر العمل طول العام، ويمنح العامل أجازة عبارة عن ثلاثة أيام في الشهر "اليوم العاشر والعشرون والثلاثون"، حيث يقسم الشهر عند المصري القديم الي ثلاثة فترات، كل فترة عشرة أيام، بحيث يكون اليوم العاشر أجازة، ويضاف الي الأجازات أيام أعياد الأرباب الكبري الرئيسية في البلاد.
وتابع "عامر" أنه كان هناك مكتب لإدارة شئون طائفة العمال الذي كان يحتوي علي أرشيف يقوم الكتبة بوضع التقارير فيه عن حياة العمال الجماعية ومشاكلهم في القرية، ويجب الإشارة إلي التقدير الذي كان يناله العمل في مصر القديمة علي مر العصور، حيث نجد ما جاء في نصين من عصر الدولة الوسطي، أحدهما نقش لقائد حملة يذكر فيه بعد أن أكد أنه لم تحدث آية وفاة أثناء العمل "لقد عاملتُ جميع رجالي بكثير من الطيبة ولم أنادِ العمال صائحاً علي الإطلاق"، وقد أشار النبلاء في آثارهم انهم أعطوا الأجر للعمال، والفنانين الذين نحتوا آثارهم، وأن هؤلاء العمال كانوا راضيين عن الأجر، كما نجد أنه في عصر الدولة الحديثة أيضًا أشارت النصوص الي تحسن أوضاع العمال في عصر الدولة الحديثة متمثلين في عمال منطقة "دير المدينة" .