30 رواية في السينما.. إني راحلة (30-30)
يزخر تراثنا العربي بالكثير من الأعمال الأدبية القيمة، والتي حظيت بقراءة واهتمام أجيال عدة منذ وقت صدروها وحتى الآن، واستطاعت الرواية العربية ان تفرض نفسها كلون أدبي في ساحات الأدب العالمية، وتحصد الجوائز أيضا وتظل خالدة، كما أنها ألهمت السينما للإستنتاد على أحداثها وتحويلها إلى أفلام حققت هي الأخرى التفرد والنجاح مثلما فعلت الرواية الأصلية، تاركة هي الأخرى بصمة في تاريخ الفن والأدب.
تحكي رواية "إني راحلة" للكاتب يوسف السباعي عن فتاة تدعى عايدة تقع في حب ابن خالتها أحمد بعد سنين من البعد والإعراض غير المبرر من الطرفين كما تروي أحداث القصة في بدايتها. ولكن يرفض والدها زواجهما لعدم التوافق المادي. فعايدة من عائلة ثرية ميسورة، وأحمد لا يزال في بداية حياته، يسعى بنفسه لبناء مستقبله. وتكون النتيجة أن يتزوج أحمد من ابنة الجيران، وتتزوج عايدة من أحد أبناء الطبقة الأرستقراطية نزولا عند رغبة والدها.
ثم تكتشف المسكينة في النهاية أن زوجها قد خانها مع امرأة متزوجة. فكان أن تحطمت نفسيا وانطلقت إلى بيت زوج تلك العشيقة، فما كان من الزوج إلا أن راود عايدة عن نفسها.
فانطلقت عايدة هائمة في الطرقات إلى أن التقت حبيبها أحمد الذي ماتت زوجته أثناء الولادة. وهكذا قررا أن يمضيا في ما حرما منه بالحلال بسبب جبروت الأب وظلمه. لكن لم يقدر الله فيموت أحمد بعلة الزائدة الدودية، وتقرر عايدة أن تنتقم لنفسها وحبيبها من المجتمع الذي ظلم حبهما، وتشعل المنزل فتموت مع حبيبها وسط النيران.
وولد الاديب الكبير يوسف السباعي في عام 1917، في حي الدرب الأحمر بالقاهرة، لأب يتقن اللغة الإنجليزية ومتعمقا في الآداب العربية والفلسفات الأوروبية.
عمل السباعي مترجما للروايات الغربية وكاتبا في مجلة "البيان"، شاءت الاقدار أن يلتحق بالكلية الحربية في نوفمبر 1935، وكان طالبا نابغا استطاع أن يرقى إلى درجة "الجاويش" وهو في السنة الثالثة من الكلية، وفور تخرجه مباشرة تم تعيينه في سلاح "الصوارى"، وأصبح قائدا لفرقة من فرق الفروسية.
شغل السباعي العديد من المناصب منها رئيس مؤسسة الأهرام ونقيب الصحفيين، بالإضافة إلى الرئاسة التحريرية للعديد من الصحف والمجلات المصرية، كما شغل منصب وزير الثقافة في عهد الرئيس الراحل أنور السادات 1973 وظل في منصبه حتى اغتيل في قبرص 1978.
كتب السباعي العديد من الأعمال الأدبية التي لاقت نجاحا كبير ومنها ما تحولت إلى افلام سينمائية ومن أعماله الأدبية: "نائب عزرائيل، يا أمة ضحكت، أرض النفاق، إنى راحلة، أم رتيبة، السقا مات، بين أبوالريش وجنينة ناميش، الشيخ زعرب، فديتك يا ليل، البحث عن جسد، بين الأطلال، رد قلبى، طريق العودة، نادية، جفت الدموع، ليل له آخر، أقوى من الزمن، نحن لا نزرع الشوك، لست وحدك، ابتسامة على شفتيه، العمر لحظة، أطياف، اثنتا عشرة امرأة، خبايا الصدور، اثنا عشر رجلًا، في موكب الهوى، من العالم المجهول، هذه النفوس، مبكى العشاق