التاريخ لا يترك ليكتبه الكاذبون والمضللون والمزيفون بل لابد من كتابة وتوثيق أمين وموضوعي.. حماية لوعى الأجيال تلو الأجيال، فذاكرة الوطن سلاح مهم لصون البقاء وكشف الأعداء.. لابد أن نقدم ما لدينا من حقائق عبر مختلف الوسائل ولتكن أبرزها الدراما.. التى قال عنها الرئيس أفضل من ألف كتاب وحوار.
المشهد الذى جسدته احتفالية عيد الفطر لأبناء وأسر الشهداء رسم ملامح فريدة لجمهورية جديدة تتخذ من الوفاء والصدق والإنسانية عقيدة راسخة.. فهذا الحنو والتكريم والاحتضان الرئاسى لأبناء الشهداء يعكس اننا أمام قائد عظيم متدفق الوفاء والإنسانية.. اتخذ من الحق والصدق دستورًا ومنهجًا لا يحيد عنه مهما كانت الظروف.
«بالوفاء والصدق والإنسانية».. تحيا الأمم
لا أبالغ إذا قلت إن لحظات الفرحة والبهجة، أيام الخير والنماء.. عهد الأمن والاستقرار.. صنعتها تضحيات الشهداء، ولا أبالغ أن سبب وجود مصر حتى هذه اللحظة وهى تملك القوة والقدرة والإرادة على رسم المستقبل الواعد.. صاغتها دماء الشهداء لقد منحونا الأمل والاطمئنان، شتان الفارق بين دول هوت إلى قاع مستنقع الفوضى والدمار والخراب.. وبين مصر الآمنة المستقرة النابضة بالحياة المتطلعة لمستقبلها المشرق.. هذا الفارق الكبير بين الموت والحياة يعود الفضل فيه إلى المولى عز وجل وإلى بطولات الرجال.. وتضحيات الشهداء من أبناء مصر.
ما أعظم نعمة الوفاء والإحساس النبيل.. والإنسانية المتدفقة، أن تشعر أن هناك من يحتاج إلى الحنان والاحتواء، أن تشعره بقيمة تضحية الأبناء والآباء، ألا تتركه وحيداً يستسلم لآلام الفراق.. للأب أو الابن الشهيد، ان تربت على أكتافهم أن تقبل رءوس أبنائهم، أن تمنحهم الفرحة والبهجة من القلب رغم أوجاع الفراق ما أجمل وأعظم أن تطمئن روح الشهيد وتخبره أن هناك من يرد الجميل فى أبنائه وأسرته أن توجه التحية إلى روحه الطاهرة، وتقول له إن تضحياتك لم تذهب عبثاً أو هدراً.. فالمولى عز وجل أهداك الجنة، والوطن يتفانى فى تكريم روحك الطاهرة.. وامتدادك من صلبك، وتشعر الأبناء أنهم فى حضن الوطن فى قلب الرئيس السيسى الذى يعلمنا دروساً من نور فى أسمى معانى الوفاء، فى جمهورية الوفاء التى تشرق شمسها بطاقة نور من فيض تضحيات الشهداء.
بالأمس كان يوماً مشهوداً، تجلت فيه أسمى معانى الوفاء.. شهد التقليد الذى سطره التاريخ باسم الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو أداء صلاة العيد والاحتفال بأول أيامه مع أبناء وأسر الشهداء، ما أروعه معنى وما أكرمه وفاء.. لا يأتى إلا من شريف هو قائد سفينة الوطن الذى يدرك نبل النقاء والتضحية من أجله، كيف لا وهو من امتلك الشجاعة والإرادة ولم يهب الموت، ولم يتآمر أو يتردد فى تلبية نداء المصريين لإنقاذ هذا الوطن.. والعبور به إلى بر الأمان والأمن والاستقرار والبناء.
تختلط المشاعر.. ما بين لحظات الفرحة والبهجة فى عيون أبناء الشهداء التى غمرتها السعادة وما بين لحظات استدعاء الماضى حيث كان الوطن يواجه أخطر اللحظات الفارقة من تحديات وتهديدات ومؤامرات.. حيث كان الشقيق والصديق ينظر إلى مصر بعين الشفقة والخوف على عمود الخيمة فى الأمة العربية.. والعدو ينتظر لحظة السقوط والضياع التى كانت قاب قوسين أو أدنى ولكن نحن دائماً على موعد مع بطولات الرجال، ومواقف الأبطال من رجال الجيش والشرطة الذين لا يعرفون المستحيل أو الخوف ولا يهابون الموت تسابقوا للدفاع عن شرف ووجود هذا الوطن وتنافسوا على العطاء والفداء والتضحية من أجل أن يبقى ويعيش.
الرئيس السيسى فى هذا التقليد النبيل وهو قضاء الساعات الأولى من أول أيام عيد الفطر المبارك مع أبناء وأسر الشهداء يحرص على توفير كل ما يضفى البهجة والسعادة على قلوب أبناء أشرف الرجال، تتبدل آلام الفراق.. إلى سعادة غامرة تتأكد تماماً من مشاعر الرئيس الفياضة، وتلقائيته الإنسانية بلا حدود ان هؤلاء فى قلب وعقل الرئيس لا ينساهم، ولا يفرط فى نبل إسعادهم، لك أن تتخيل ماذا لو قضى أبناء وأسر الشهداء أول أيام العيد فى منازلهم يحتضنون صوراً.. ويستدعون ذكرياتهم مع أبنائهم وآبائهم.. دموع تنهمر.. وحزن يخيم، لكن الرئيس أرادها لهم سعادة وفرحة وبهجة مع إيمان عميق راسخ بعظمة التضحيات التى قدمها شهداء الوطن الأبرار.
جاء الاحتفال الذى حضره الرئيس السيسى وتواجده بين أبناء وأسر الشهداء مجسداً ومعبراً عن الطريق الذى خاضته مصر، فقد تضمنت فقرات الاحتفال ومزجت بين عظمة عطاء الشهيد وما آلت إليه مصر من نصر على الإرهاب أدى إلى البناء والتنمية والتقدم والتطوير والتجديد عروض زينتها المشروعات القومية العملاقة على مدار الـ ٧ سنوات التى حولت مصر صورة جميلة وجذابة ترسم ملامح المستقبل، فى جمهورية جديدة ثم جاءت فقرة الحب والعشق العربى لمصر عبر كلمات الشيخ راشد العفاسى الذى تغزل فى أرض الكنانة داعياً لها بالخير والنماء والأمن وأن يحفظها من كل سوء، ثم تكريم عدد من أسماء شهداء جيشنا العظيم وشرطتنا الوطنية وجيشنا الأبيض الذى ضحى أبناؤه فى أشد الأزمات وطأة وقسوة هى أزمة فيروس «كورونا» لتجسد للجميع أننا فى جمهورية الوفاء لكل من أعطى وضحى من أجل مصر، ولتأتى ملحمة الدراما المصرية.. وأيقونة الوعى والصدق والأمانة فى توثيق درامى حى هو مسلسل «الاختيار ٣» حيث ظهر نجومه على خشبة المسرح أحمد عز وكريم عبدالعزيز وياسر جلال، وهنا وجه الرئيس السيسى مجموعة من الرسائل المهمة والقوية التى تعد توثيقاً جديداً للحقيقة التى جرت قبل ثورة ٠٣ يونيو وما بعدها وتكشف بوضوح ما دار فى سراديب وأنفاق نظام الإخوان من خيانة وفاشية وتهديد للجيش بإشعال البلاد وتكسير عظام الوطن.. ومن أهم الرسائل التى جاءت فى كلام الرئيس السيسى هي:
أولاً: أن دور الدراما التى تروى وتوثق تاريخ مصر وما دار قبل ثورة ٠٣ يونيو مهم وحتمى للحفاظ على ذاكرة الوطن من مظلوميات وأكاذيب ومزاعم الإخوان المجرمين.. وحتى نضمن الوعى والفهم لأبنائنا.. ونمنحهم القدرة على مجابهة محاولات تزييف التاريخ، فـ «الاختيار ٣» الذى تناول أحداث أخطر الفترات فى تاريخ مصر بأمانة وصدق وموضوعية هو سلاح فتاك يتصدى لأكاذيب وادعاءات الإخوان.. وهذا الإجماع المصرى والعربى على «الاختيار ٣» كان كاشفاً للحقائق التى دارت فى هذه الفترة وأكد أن نوايا هذا التنظيم الإرهابى لم تكن تريد الخير لمصر بل سعت إلى تحويلها إلى ساحة للحرب الأهلية، والعمل على صناعة الفوضى التى تدمر الوطن وتشرد الشعب.. «الاختيار ٣» أيضاً كان كاشفاً فى إبطال مقولة «الجمهور عاوز كدة» وأن الفن التجارى والاستهلاكى والبضاعة الفنية الرديئة لا يمكن أن تعرف طريقها إلى عقل ووجدان المشاهد، ولكن العمل المبدع والجيد والصادق والمحترم هو من يجذب أنظار ويستحوذ على اهتمام المشاهدين وهو ما أكده مسلسل «الاختيار» الذى حظى بنسب مشاهدة وتأثير مدو فى الشارع المصرى والعربي.
ثانياً: أن دور الدراما ذات الجودة العالية لم ينته بعد.. ولن ينتهى أبداً.. فهى أهم أدوات بناء الوعى الحقيقي، والفهم الصحيح، فعلى حد تعبير الرئيس أقوى من ألف كتاب وساعات طويلة من الحوارات التليفزيونية.. لذلك جاءت مقولة الرئيس السيسى لنجوم الدراما أن دورهم لم ينته بعد بل مازال مستمراً يتدفق بالوعى الحقيقى وتبصير الناس وإحاطتهم بالحقائق الصادقة والأمينة عما جرى فى مصر.
ثالثاً: أن القوات المسلحة وقائدها الفريق أول عبدالفتاح السيسى عندما كان وزيراً للدفاع قائداً عاماً للقوات المسلحة بذلت جهوداً مضنية حتى آخر لحظة لتجنب الصدام وتفادى حدوث اقتتال أهلى يسقط البلاد فى غياهب الفوضى والمجهول.. وحاول الفريق أول السيسى آنذاك مراراً وتكراراً إقناع محمد مرسى بالابتعاد عن مكتب الإرشاد.. والتعامل من مبدأ أنه رئيس لكل المصريين، لكن كل هذه المحاولات الصادقة باءت بالفشل بسبب سياسات الإخوان الفاشية، وإدارتهم للدولة بنفس أسلوب إدارة الجماعة وهو ما أدى إلى نقطة اللاعودة وفرض الاستجابة لإرادة الشعب منعاً لسقوط الوطن.. وتحملت القوات المسلحة والشرطة تكلفة باهظة من أجل الحفاظ على الوطن، فالجيش لم يقع فى معركة طغيان، فلم يعتد ولم يتآمر بل كان جاداً ومخلصاً فى إسداء النصيحة ومحاولات ومساعى لم الشمل وإثناء محمد مرسى عن سياسات وتعليمات مكتب الإرشاد التى كادت تدمر الدولة المصرية، الحقيقة أن مسلسل «الاختيار» كان معبراً وبأمانة وناقلاً للحقيقة من خلال وثائق تاريخية بلسان الإخوان الملوث بالنوايا الخبيثة والشر والتهديد والوعيد والتآمر على الوطن.
رابعاً: يقيناً الرئيس السيسى أرسى واحداً من أهم المبادئ فى التعامل مع التاريخ، فلا يجب علينا أن نترك تاريخنا لأحد يزيف ويكذب ويدعى ويزعم المظلومية تاريخياً لابد أن يوثق بشرف وصدق وأمانة وموضوعية.. و»الاختيار» مثال على ذلك وهو ما أصاب الإخوان المجرمين بالألم والوجيعة وهو ما دعاهم إلى مواصلة مشوار وحملات التشويه والكذب والتشكيك، رغم أن التاريخ سطر بأن القوات المسلحة حاولت بكل الطرق وبجهود مضنية حل الإشكالية.. وفتح الطريق المسدود بين الرئيس والتنظيم الإرهابى ومكتب الإرشاد من ناحية، والشعب من ناحية أخري.
من المهم أن نكتب تاريخنا بأيادى الحق والصدق والأمانة، وألا نترك أبناءنا من الأجيال القادمة يقعون فريسة لأكاذيب ومظلوميات وتزييف وأكاذيب الإخوان، فمن المهم أن نترك لهم التاريخ الحقيقى والصادق للحفاظ على ذاكرة الأجيال وأن يدركوا شرف هذا الوطن وصدق رموزه ومدى إخلاصهم لمصر.
خامساً: نحتاج عشرات المسلسلات الدرامية التى توثق لتاريخنا ليس فقط فى مجال الدراما الوطنية، والتى تعكس أصالة هذا الشعب وتاريخه المجيد ولكن لكشف وفضح كل ما يجرى من مؤامرات ومخططات تحاك لمصر وشعبها.. وكيف تصدت وواجهت الدولة المصرية للحفاظ على وجودها، وما هى تكلفة وتضحيات الرجال والأبطال، لأن ذلك يرسى دعائم الولاء والانتماء والثقة والفخر لدى جميع الأجيال.. ويعكس شرف الدولة المصرية ومواقفها المضيئة، وأمجادها وقدرتها على الحفاظ على مستقبل كل الأجيال وضمان خلود وبقاء هذا الوطن، وأنها أقوى دائماً من مؤامرات أهل الشر فى الخارج والداخل.. فمن المهم أن نشارك جميعاً بأدواتنا وأبرزها الدراما فى بناء وعى حقيقى لهذا الوطن يحصنه ضد محاولات التزييف والعبث والتلاعب فى تاريخنا.
سادساً: الرئيس السيسى أقسم بالله مراراً وتكراراً أن تهديد الإخوان للجيش جرى ثلاث مرات الأولى كانت من محمد مرسى للمشير حسين طنطاوى رحمة الله عليه بإشعال البلاد إذا لم يتم إعلان محمد مرسى رئيساً لمصر.. ثم الثانى لخيرت الشاطر عندما قال إنهم قادرون على حصار مقرات أمن الدولة وإجراء محاكمات شعبية لهم، والثالثة كانت للفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربى لمدة ٥٤ دقيقة بأنهم قادرون على مواجهة الجيش، والإشارة بيده بما يعنى إطلاق النار وإشعال البلاد إذا انحاز الجيش لإرادة الشعب.. لكن وزير الدفاع انتفض أن أى شخص هيرفع السلاح فى وجه الجيش هشيله من على وش الأرض، ونسى الإرهابى «خيرت الشاطر» أنه يتحدث مع قائد الجيش المصرى العظيم الذى لا يخشى فى مصلحة الوطن.. ولا يهاب الموت، وأن عقيدته هى الولاء لله والوطن والمصلحة العليا للبلاد.
سابعاً: ومن فرط حرص القوات المسلحة على حل الأزمة ولم الشمل وتفادى الصدام، جاء ميثاق ٣ يوليو ٣١٠٢ متضمناً حضور كافة القوى ومكونات الدولة المصرية.. ودعا الإخوان إلى الحضور ولم تكن فيه أى إساءة لمحمد مرسى أو حتى جماعته رغم ممارساتهم واستنفاد كل محاولات العدول عن التعنت والإصرار على الصدام.. كان الجيش حريصاً على الحفاظ على الوطن لآخر لحظة لتجنيب الوطن فاشية التنظيم الإرهابى لذلك يقيناً أن مسلسل «الاختيار ٣» منح الحقيقة للجميع بما فيهم المتعاطفون مع الجماعة أو من لم يستطيعوا الوصول إلى حقيقة موقف الإخوان ورغبتهم فى إشعال البلاد وكواليس وأسرار مشروع الإخوان الذى كان يستهدف ضرب الوطن وتدميره والتنكيل بالمصريين والمماطلة والكذب والتصلب تجاه اتخاذ ما فيه مصلحة الوطن لنزع فتيل الأزمة والصدام المتوقع آنذاك.
الحقيقة أن احتفالية عيد الفطر لأبناء الشهداء بمركز المنارة التى شارك فيها الرئيس السيسى جاءت ثرية بالمواقف الإنسانية، حافلة بلمسات الوفاء والتكريم ورد الجميل لمن أعطوا وضحوا لتعيش مصر.. كذلك ثرية بالرسائل المهمة التى تبنى الوعى الحقيقى والفهم الصحيح فنحن أمام دولة وفية وصادقة وشريفة فى زمن عز فيه الشرف.
ترجمة «الاختيار».. وأجزاء أخرى
فى اعتقادى أنه من المهم جداً ترجمة حلقات مسلسل «الاختيار ٣» إلى جميع اللغات أو على الأقل الإنجليزية والفرنسية والتركية، ليعرف العالم مدى خطورة هذا التنظيم الإرهابى على أمن واستقرار الدول والشعوب وفهم الفكرة الإخوانية الخبيثة التى تنشر الفتن وتهدم وتدمر الأوطان وتشرد الشعوب.. ليعلموا حقيقة وقصة وحكاية هذا الوطن الذى نجا من السقوط والانهيار بفضل الله وعبقرية شعبه وشرف ووطنية وإخلاص جيشه.
من المهم أيضاً أن توزع نسخ من المسلسل على كل ضيوف مصر «مترجمة» وتقوم السفارات المصرية أيضاً بإهداء نسخ من المسلسل للنخب والسياسيين والكتاب والصحفيين وقادة الرأى فى البلدان الأجنبية ليعرفوا حقيقة جماعة الإخوان الإرهابية.
ولا يفوتنا إعادة عرض المسلسل مرة أخرى وليكن التوقيت المناسب عقب انتهاء المصايف ومن الممكن أن يتزامن مع احتفالات ذكرى نصر أكتوبر المجيد لتنشيط الذاكرة الوطنية وأن بطولات ومواقف الجيش المصرى العظيم الوطنية هى امتداد لبطولات جيل أكتوبر.
من المهم أيضاً أن يكون هناك أجزاء أخرى من مسلسل «الاختيار» لأن لدينا أحداثاً ومواقف وتحديات كثيرة.. ومعارك مقدسة خاضتها الدولة المصرية وخيانات واضحة لتنظيم الإخوان الإرهابي.. لذلك ننتظر الجزء الرابع رمضان القادم.. خاصة أن لدينا الكثير لنرويه ونوثقه بصدق وأمانة لأبنائنا والأجيال القادمة عن إرادتنا فى تحقيق النصر والإنجاز والإعجاز فى معركتى البقاء والبناء.
تحيا مصر