رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


دراما رمضان المصرية 2122

3-5-2022 | 18:20


حاتم جمال,

أيوه أنت قرأت العنوان صح.. "دراما رمضان 2122"، أى بعد قرن من الآن، فبعد أن استمتع الجمهور بالوجبه الدرامية الرمضانية هذا العام، وبعيدًا عن استفتاءات الأفضل التى تغزو الإعلام المصرى والعربي والخاسر والرابح منها، دعنا نقفز 100 عام للأمام ونحاول التعرف على شكل الدراما فى المستقبل .


المتتبع للطفرة الحادثة فى الذكاء الاصطناعي سيكتشف أن القرن المقبل هو قرن هذا الذكاء الذى سيدخل فى كل تفاصيل الانسان، وربما يؤثر على إنسانية البشر، ليصبح العالم كالفيلم الأمريكى الشهير "ماتركس"، فالبشر سيعيشون داخل هذا الذكاء أو بالأحرى "المصفوفة" على حد تعبير الفيلم.

غزو الذكاء الاصطناعى سيفرض نفسه بقوة على الفنون بكل صورها، والذى قد يجعل من الروبوت مبدعًا و له جمهوره، فمع دوران عجلة التكنولوجيا التى تمضى وبقوة فى إحداث تغيير جذرى لمفهوم المشاهدة عبر الأجهزة المنزلية، فستختفى أجهزة التلفزيون أو الشاشة من الوجود وتصبح جزءًا من التراث الإنسانى المنقرض، وستخرج مستحدثات تكنولوجية جديدة معتمدة على الإنترنت فائق السرعة بدأت فى الوجود الآن مثل نظارة الـ"فى آر" ثلاثية الأبعاد، والتى ستُطوّر لتصبح مثل العدسة اللاصقة التى توضع فى العين متعددة الأبعاد؛ ليعيش الإنسان من خلالها عالمه الافتراضى، حيث يختار شكله ومظهره وسلوكه وأسلوبه فى التعاملات، وربما يؤلف مسلسله الخاص ويختار نجومه اللذين سيمثلون العمل معه "قدماء ومعاصرين" ويختار اللوكيش الذى يدور فيه العمل ومن الممكن أن يخرجه أيضا ليعيش هو داخل مسلسله و كأنه فى حلم يتابعه أفراد اسرته أو متابعيه عبر الإنترنت لتختفى من قاموس اللغة الاستديوهات والبلاتوه وكاميرات التصوير والإضاءة والمونتاج والمكساج، فكل هذه الأدوات ستقتصر على برامج داخل العدسة التى بها يمكن فعل كل شيء فى المسلسل، وستمتلئ الدراما بمئات من المسلسلات نجومها المشاهد نفسه.

هذا التصور ليس وليد الخيال، بل إنه شكل فانتازى يعتمد على حقائق علمية بدأت فى حيز التنفيذ منذ عدة أعوام والتفتت إليها كبرى شركات الانتاج وعملوا تجارب حقيقية حققت بعض النجاح منها تجربة شركة "نتفليكس" التى قدمت طريقة جديدة تماما لمشاهدة المحتوى، أطلقت عليها اسم "التلفزيون التفاعلي" لتغيير طريقة مشاهدة التلفزيون من خلال عرض محتوى يحدد المشاهد مسار أحداثه، كما يضع نهاية العمل بنفسه بعدد من النقرات على اختيارات تظهر أثناء المشاهدة، وقالت شركة نيتفلكس إن الطريقة التفاعلية للفيلم تعمل على جميع أجهزة التلفاز الحديثة التى تملك تطبيق "نيتفلكس" وكذلك على أغلب أجهزة الكمبيوتر وأجهزة الألعاب مثل "البلاى ستيشن "، كذلك أطلقت شركة صينية تحت اسم "زاو" والذى يمكن المشاهد من منافسة نجوم الأفلام العالمية ليحل محل بطل العمل، ويعمل التطبيق على تغيير فى الفيديوهات مما يسمح للمستخدم بأن يصور نفسه فى صورة أى من الشخصيات والنجوم فى مقاطع من الأفلام السينمائية.

إذًا نحن أمام بداية، ستتطور فى عدة عقود، لتبلور لنا الشكل الجديد من الدراما مستعينة بأدوات وتقنيات جديدة ومغايرة لما عرفته الحضارة الإنسانية، فشكل الدراما سيصبح أقرب إلى لعبة البلاى ستيشن سيكون اللعب هو كل عناصر الإبداع فى العمل مستعينا ببرامج حديثة أو أقرب لحلم كما ذكرت من قبل يعيش فيها الفرد ويبدع ويتوقف نجاحه وفشله من عدد المتابعين الحقيقيين له فى عالم تحول إلى أرقام فى كل شيء .

السؤال الذى توقفت عنده كثيرًا قبل كتابة هذه السطور: هل سيكون هناك ما يعرف بـ"دراما رمضان" أم ستختفى هذه الظاهرة التى استمرت نصف قرن وبلغت ذروتها فى الـ20 سنة الأخيرة؟ أترك الإجابة لخيال كل منكم.