رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الكبير «لَعِّبْنا» كل الألعاب!

3-5-2022 | 18:45


د. هبة سعد الدين,

تختلف خلطة أحمد مكي عن كوميديا الآخرين وهذا سر بقاؤه، وها هو يبهرنا هذا العام متحدياً بجزئه السادس من "الكبير قوى"، الكتابة لمصطفى صقر ومحمد عز الدين، والإخراج لأحمد الجندى، ليظهر عملاً متماسكاً مع عرض كل حلقة من حلقاته الثلاثين، وكأنه شهر زاد التى تنهى يوماً لتبدأ آخر من جديد بذات الروح الباحثة عن التفاصيل لتمزجها فنرى "الكبير".

واجه المسلسل كل التحديات الكوميدية بالبحث فى المناطق غير المعتادة، ليعيد رؤية شخصياته الأساسية ويضعها فى تحديات مختلفة، وليبحث عن الجديد فتأتى رحمة أحمد الشهيرة بـ"مربوحة" ليضعها فى عالمها الخاص فتختلف عن دنيا سمير غانم الشهيرة بـ"هدية" والتى ارتبط بها الجمهور على مدى الأجزاء السابقة؛ فيحب الظهور الجديد ويرى فى ذات الوقت الإثنين معاً، لذلك كانت "مربوحة" ببداية إطلالتها ولزماتها و"أطقمها" التى انتظرها المشاهدون أرضاً جديدة تنضم لعالم الكبير.

لقد اعتمد "الكبير قوى" فى جزئه السادس استراتيجية التغيير التى ظهرت من خلال ظهور شخصيات جديدة لها لزماتها وطبيعة اختلافها وتميزها، فيكون لهذا "غمزة عين" ولذلك "مواء" فى كلماته، وفى ذات الوقت نرى شخصياته الأساسية كل يوم فى حال جديد.

وأدرك أنه سيكون بمعزل عن الواقع إن لم يستمع لنداء الجماهير، ليظهر أشهر المسلسلات الكورية "لعبة الحبار" الذى أصبح فى أرض المزاريطة "لعبة السبيط"، ليثير الضحكات والتساؤلات حول من وراءه والهدف، لنرى عبقرية "الكبيرة فحت" التى أرادت أن تجمع بين مربوحة والأسرة.

ثم توالى رصد الأمراض التى أصابت مجتمعنا واقتحمها الكبير ومن حوله، فانكشف كل شيء بإبداع يليق بأهل المزاريطة؛ لدرجة عشق "العفريت" الذى لبس "العترة" ابن الكبير؛ الذى كبر قبل الأوان؛ لهذه الجماعة وخروجه بإرادته من المزاريطة.

 أما النهاية فاختارها الكبير أو مكى وفريقه فى المهرجان السينمائى الذى استطاع أن يثير الضحكات من خلال الإطلالات أو "الأوت فيت" وكذا الحوارات المهرجانية التى ننتقدها، ولكنه فى ذات الوقت يعيدنا إلى خطايا المهرجانات السينمائية؛ فكأن استراتيجية "المرايا" هى الأخرى تعيد الرؤيا إلينا مرة أخرى، فنرى ما اعتدناه ونهاجمه وكأننا نراه للوهلة الأولى.

اختار مكى أن يكون الكبير؛ فكان عليه أن يعلو على كل المشاعر السلبية فيجمع كل "الإفيهات" واللحظات الدرامية الناجحة والإعلانات، ليعيدها مرةً أخرى بإمضائه ومن خلال ثلاثيته الشخصية "الكبير وجونى وحزلقوم"، فبدأ من حيث انتهى الآخرون.

لقد أبدع فريق "الكبير" وانطلقوا كل فى مكانه، فصاروا نجوماً تضيء ليالى رمضان وتركوا بصمة تطارد الجميع واستطاع الحصول بجداره على لقب "الكبير".