المفوضية الأوروبية: الشتاء القادم سيكون الأصعب والأعلى كلفة نتيجة الأزمة الروسية الأوكرانية
حذرت مفوضية الاتحاد الأوروبي من تصاعد مؤكد في أسعار التدفئة خلال الشتاء القادم نتيجة لتداعيات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مؤكدة أنها تداعيات ستطال العالم بأسره، وأوروبا على وجه الخصوص.
وقال المفوضية - في بيان، اليوم /الأربعاء/ - "إن شتاء أوروبا القادم ستكون الوقاية منه أعلى كلفة على الأوروبيين، وهذا يجب أن يدفعهم إلى البحث عن بدائل أخرى للطاقة لإنهاء اعتمادهم على الغاز الروسي، لاسيما بعد تنفيذ المرحلة السادسة من العقوبات الاقتصادية على روسيا".
وتفرض المرحلة الخامسة من العقوبات الاقتصادية على روسيا حظرا على استيراد الفحم الروسي، بينما تتجه المرحلة الرابعة من العقوبات إلى حظر استيراد نوعين للمنتجات النفطية الروسية.. ويقول مراقبون إن ألمانيا تتبنى موقفا أقل تشددا تجاه المرحلة السادسة من العقوبات، وذلك نتيجة اعتمادها بصورة كبيرة على صادرات الطاقة الروسية، وحيث تطالب ألمانيا بتدرج من الآن وحتى نهاية العام الجاري تقوم خلاله بالتقليص التدريجي لوارداتها من النفط الروسي.
وبحسب البيانات الصادرة عن مفوضية الاتحاد الأوروبي، تعتمد دول الاتحاد الأوروبي (27 دولة) في تدبير 40% من احتياجاتها من الغاز على الاستيراد من روسيا، وبنسبة 37% بالنسبة لاحتياجاتها من النفط.. أما بالنسبة للفحم، فإن اعتماد دول الاتحاد الأوروبي على روسيا لا يعدو 19% من حجم احتياج الأسواق الأوروبية للفحم المستورد، وذلك وفقا للبيانات المحدثة للعام 2020.
وأوضح خبراء الطاقة في مفوضية الاتحاد الأوروبي أنه بينما تعهدت دول الاتحاد بتقليص وارداتها من الغاز الروسي بنسبة الثلثين خلال العام الجاري 2022، وتعهدت بأن تبدأ البلدان الأوروبية تقليص التجارة مع روسيا في مجال الطاقة وصولا إلى إنهاء الاعتماد على روسيا كمورد رئيس لها بحلول العام 2027، فإن الفحم الروسي قد يستغرق استغناء الأوروبيين عنه وقتا إلى ما بعد هذا العام.
يشار إلى أن مسؤولي الطاقة والبيئة في حكومات دول الاتحاد الأوروبي يبحثون الآن أفضل حزم المزاوجة بين الفحم ومصادر الطاقة الأخرى وصولا لمعادلة قد تكون الأمثل للحفاظ على البيئة الأوروبية وخفض مستوى الانباعاثات الكربونية الملوثة بنسبة 55% بحلول عام 2030، وبنسبة تقترب من 100% بحلول عام 2050.