طائر غامض يرتدى قناع «تحوت».. اهتمام عالمي بمومياء مصرية منسية (فيديو)
كشفت مجلة علمية في تقرير نشرته، الخميس، عن تفاصيل إحدى المومياوات المصرية القديمة الغامضة، التي بقيت "منسية" لفترة طويلة، بعد أن ظن الخبراء أنها "مجرد طائر".
وأشارت المصادر إلى أن المومياء هي لطائر مصري قديم، تم نسيانها منذ فترة طويلة في المخزن وتم تسميتها بشكل خاطئ على أنها صقر، كبل أن يكشف الباحثون حقيقتها الغامضة بعد تصويرها رقميا واكتشاف ما بداخلها.
بحسب المقال المنشور في مجلة "livescience" العلمية، فقد اكتشف العلماء أن الطائر الموجود في المومياء منذ أكثر من 1500 عام لم يكن صقرا، بل من المحتمل أنه طائر "أبو منجل المقدس" والذي يملك منقارا غريبا يشبه القناع، إلى حد ما.
ونوه المقال إلى أن الطائر الذي يطلق عليه اسم (Threskiornis aethiopica)، الذي يملك سيقان طويلة سوداء اللون مع منقار طويل ومنحني وبقعة جلدية تغطي الوجه أحيانا فتبدو كقناع، والذي غالبًا ما ضحى به المصريون القدماء للإله "تحوت" إله القمر والحساب والتعلم والكتابة، والذي تبدو صوره برأس يشبه رأس أو قناع الطائر.
وقالت كارول آن بارسودي قائدة المشروع وطالبة الماجستير في علم الآثار في جامعة كورنيل "لم يكن هذا في يوم من الأيام مجرد كائن حي يستمتع به الناس خلال النزهات وهو يتجول في المياه. لقد كان، ولا يزال، شيئا مقدسا، شيئا دينيا".
ونوه المقال بأن جامعة كورنيل لا تملك سجلا يوثق زمن وصول المومياء إلى مجموعاتها.
واشتبهت بارسودي في البداية في أن المومياء وصلت كجزء من شحنة في عام 1884، والتي تضمنت المومياء البشرية "بيني"، بعد إجراء المزيد من البحث، اكتشفت أنه لا توجد قطع أثرية مصرية أخرى مع المومياء البشرية.
وتعتقد بارسودي الآن أن المومياء كانت جزءا من تبرع تم عام 1930 من قبل خريج جامعة كورنيل جون راندولف، لكنها لا تزال "تلعب دور المحقق" لتحديد الأصول الحقيقية للمومياء.
وعملت بارسودي في جامعة كورنيل كموظفة في مركز ترخيص التكنولوجيا، وأثناء سعيها للحصول على شهادتها في علم الآثار، أصبحت مهتمة بالمومياء كدراسة حالة لكيفية استخدام التكنولوجيا لكشف غموضها.
وقررت بارسودي أن تتعلم كل ما تستطيع عن المومياء دون "إزعاج الحيوان الموجود بداخلها"، بالتعاون مع الباحث فريدريك جليتش، كبير المحاضرين وأمين قسم "كورنيل" للأنثروبولوجيا، حيث أخذت المومياء التي تزن رطلين (942 غراما) إلى كلية الطب البيطري وخضعت لفحص بالأشعة المقطعية من أجل تحديد حقيقة وجود طائر بداخلها.
وكشف الفحص عن كسر بساق الطائر قبل عملية التحنيط وأن الريش والأنسجة الرخوة لا تزال محفوظة، كما تمكن الباحثون من تمييز أن منقار الطائر، كسر بعد التحنيط.
واستشار الباحثان أمينة الطيور والثدييات في متحف كورنيل للفقاريات فانيا روهير، التي حددت بقايا طائر "أبو منجل". ولم يكن هذا مفاجئا للغاية، حيث تم تربية طيور أبو منجل في مصر القديمة بأعداد كبيرة بسبب شعبيتها، لا سيما في استخدامها كقرابين.
وفي البداية، حيرت هذه المومياء بالذات الفريق بسبب الطريقة التي أعد بها المصريون القدماء الطائر، وعند إجراء فحص التصوير المقطعي المحوسب، لم يتمكنوا من رؤية كيفية تحنيط الطائر في شكله الحالي، وإظهار شكل الطائر بعناية عن طريق تركيب قطع التحنيط.
وتمكن الباحثون بعد تحليل القطع من استنتاج أن رأس أبو منجل كان ملتويا حوله وانحنى للخلف والتصق بجسمه. وتمت إزالة القص والقفص الصدري أيضًا، وهي ممارسة غير شائعة بين تحنيط الطيور، بحسب المصدر.