بسبب حرب أوكرانيا.. قفزة كبيرة لعائدات الغاز في أذربيجان
ظهر الغاز الأذربيجاني كلاعب مهم في حل أزمة الطاقة في أوروبا، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين روسيا والغرب على خلفية الحرب في أوكرانيا.
ويُقدَّر إجمالي الاحتياطيات من النفط والغاز الطبيعي في بحر قزوين بـ100 مليار برميل من النفط و12 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية؛ إذ يُعَد بحر قزوين ثالث أكبر مصدر للطاقة في العالم بعد الخليج العربي وسيبيريا.
وأظهرت بيانات رسمية تسجيل إيرادات صادرات الغاز الطبيعي في أذربيجان قفزة كبيرة، خلال الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي.
وذكرت لجنة الجمارك الأذربيجانية أن حجم الغاز الطبيعي المصدّر من أذربيجان خلال 3 أشهر من العام الجاري بلغ نحو 5 مليارات و686.8 ملايين متر مكعب.
وأشارت إلى أن إجمالي إيرادات تصدير الغاز الطبيعي خلال المدة من يناير حتى مارس بلغ 3 مليارات و463.8 مليون دولار أمريكي.
واستفادت أذربيجان من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي التي سجلت مستويات قياسية، خلال العام الجاري، بدعم من التوترات السياسية في شرق أوروبا، جراء الحرب الروسية الأوكرانية، مما دفع إلى توجه العديد من دول القارة العجوز نحو باكو من أجل تأمين احتياجاتها من الوقود.
وقال المحلل الأذربيجاني أوكتاي بيرموف إن شركة تاب المشغلة لخط الغاز تاب، صدرت 3.5 مليار متر مكعب إلى أوروبا في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2022، حيث تم توريد 3.1 مليار متر مكعب إلى إيطاليا، و0.3 مليارات متر مكعب إلى اليونان، و0.1 مليار متر مكعب إلى بلغاريا، وإذا استمرت وتيرة الصادرات اليومية الحالية، ستتجاوز صادرات البلاد من الغاز إلى أوروبا 10 مليارات متر مكعب بحلول نهاية عام 2022.
ويعد خط /تاب/ واحدًا مِن أهم خطوط الغاز الطبيعي في أذربيجان، ويمتد على مسافة 870 كيلومترًا، ويتصل مع خط أنابيب الغاز العابر للأناضول "تاناب" قرب الحدود التركية-اليونانية في منطقة كيبوي، وبلغت تكلفة المشروع قرابة 7 مليارات دولار.
وأضاف الخبير الأذربيجاني أن ممر الغاز الجنوبي أعاد التأكيد على أهميته الاستراتيجية من خلال تزويد المستهلكين الأوروبيين بالغاز الطبيعي دون انقطاع وبأسعار معقولة خلال أزمة الطاقة، وأن أذربيجان عازمة على مواصلة دورها في المنطقة وأوروبا كمورد موثوق للطاقة.
وأشار إلى أن أذربيجان أصبحت تحتل المرتبة الثالثة بين أكبر موردي الغاز الطبيعي للأسواق الإيطالية بفضل خط الأنابيب عبر البحر الأدرياتيكي (TAP)، حيث أعلنت الشركة المشغلة للخط أن أكثر من 11 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي من أذربيجان قد وصل الآن إلى أوروبا عبر نقطة ربط كيبوي، على الحدود اليونانية التركية، حيث يتصل خط تاب بخط الأنابيب العابر للأناضول (TANAP) منذ بدء عمليات التشغيل.
في ذات السياق جرى تصدير أكثر من 158.7 ألف طن من الكيروسين بقيمة 91.07 مليون دولار للمحركات النفاثة والأغراض الأخرى خلال الربع الأول من العام الجاري.
وقالت هيئة الإحصاء الحكومية إن أذربيجان صدرت 225.6 آلاف طن من البتروكيماويات المقطرة بقيمة 91.2 مليون دولار، كما أنها صدّرت 27.6 آلاف طن من القار النفطي خلال المدة من يناير إلى مارس من العام الجاري، بقيمة 4.6 مليون دولار.
ونجحت أذربيجان في تصدير 43 ألفً و717 طنً من فحم الكوك خلال الربع الأول من العام الجاري، بقيمة 8 مليون و281 ألف دولار.
وقال وزير الطاقة الأذربيجاني بارفيز شاهبازوف، إن الاتجاهات الرئيسية لحوار الطاقة في أذربيجان هي إزالة الكربون عن قطاع الطاقة، وتحول الطاقة، وكفاءة الطاقة، وتوسيع ممر الغاز الجنوبي للغاز الإضافي، بما في ذلك تصدير الهيدروجين إلى أوروبا، وإنتاج وتصدير أنواع أخرى من "الطاقة الخضراء".
وشدد شاهبازوف، في كلمة نقلتها وكالة الأنباء الحكومية، على أهمية تحقيق إمدادات طاقة مستدامة وميسورة التكلفة وآمنة، وأن حل هذه المشكلة لا يتعلق بإعطاء الأفضلية في سياسات الطاقة في الدولة سواء لأمن الطاقة أو التنويع أو التحول الأخضر، لكن مع الحفاظ على التوازن بين كل منها.