رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


سيرة جديدة لـ إدوارد سعيد في كتاب «أماكن الفكر» للأمريكي تمثي برنن

9-5-2022 | 14:32


إدوارد سعيد

أبانوب أنور

صدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت ضمن سلسلة "عالم المعرفة" كتاب بعنوان "إدوارد سعيد: أماكن الفكر" تأليف الأكاديمي الأمريكي تمثي برنن وترجمة محمد عصفور.

ويصف الدكتور رشيد الخالدي الأستاذ بجامعة كولومبيا هذا الكتاب الذي جاء في 528 صفحة بأنه "يقدم صورة إدوارد سعيد بكل أبعادها، ويكشف الزوايا العديدة لحياته وأعماله التي يجهلها أقرب المقربين له"، ويقول إن المؤلف يعطينا فيه صورة رثائية مرهفة لشخصية من أبعد شخصيات القرن الماضي تأثيرًا.

كان إدوارد سعيد شخصية محبوبة يختلف الناس بشأنها، وكان رائدا لدراسات ما بعد الاستعمار، وناقدا أدبيا واسع الثقافة لا تزال كتبه، ولاسيما كتاب "الاستشراق" تترك أثرا بليغا في الطلبة والمفكرين في هذه الأيام.

وكان تمثي برنن من تلاميذ سعيد، وبقى صديقا له حتى وفاته في العام 2003 وهو يعطينا في هذا الكتاب أول سيرة كاملة للمشرف على أطروحته، ذلك المشرف الذي يتبين لنا من هذا الكتاب أنه كان مدافعا برقة وبلاغة عن التأثير الذي يتركه الأدب في السياسة والحياة المدنية.

يتتبع الكتاب المسار الفكري الذي اتخذه سعيد ويستنتج أنه كان من المحطمين اللامعين للأصنام التقليدية: كان صاحب استراتيجية مخادعة، مفكرا من مفكري نيويورك، وكان يتردد على بيروت ويعمل على ترتيب الحفلات الموسيقية في فايمار، ويبرع في سرد الحكايات على شاشة التلفزيون القومية، ويفاوض من أجل فلسطسن في وزارة الخارجية الأمريكية ويمثل في أفلام يؤدي فيها دوره في الحياة.

وقد تقصّى برنن التأثيرات العربية في فكر سعيد إلى جانب تتلمذه على يد بعض رجال الدولة اللبنانيين، وكان باحثا وأديبا حداثيا، وقد غيرت كتاباته وجه الجامعة إلى الأبد، علما أنه قد تمكن بما تميز به من فكر ثاقب وسحر شخصي، من صياغة هذه المعارف بحيث غدت تراثا مغايرا من المذهب الإنساني على خلفية التفوق العلمي والتكنولوجي والحرب الدينية، وقد أعطى للعلوم الإنسانية بوضوح ليس له مثيل مكانة جديدة في عصر الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان وهي مكانة لا تزال تحتفظ بها إلى يومنا هذا.

استفاد المؤلف من شهادات حصل عليها من عائلة سعيد ومن أصدقائه وتلاميذه وخصومه على حد سواء، كما استعان بسجلات مكتب التحقيقات الفيدرالي وبكتابات سعيد غير المنشورة ومسودات رواياته ورسائله الشخصية، وبذا فإن هذا الكتاب يرسم من المجال الفكري الواسع لسعيد ومن التأثير الذي تركه، صورة ذات حميمية لا سابقة لها لصاحب واحد من أعظم العقول في القرن العشرين.