اكتظ البيت الأزرق " تشونج واديه " بآلاف الزوار الذين تدفقوا إليه صباح اليوم الثلاثاء، في اليوم الأول من فتح أبواب القصر الرئاسي السابق بالكامل لعامة الناس بعد أن أعد الرئيس الجديد يون سيوك-يول مكتبه الرئاسي في مكان آخر.

عقب حفل الافتتاح، دخل أكثر من 6,000 شخص المجمع وسط سيول في الساعة 11:38 قبل الظهر، للإطلاع على مساحة تبلغ حوالي 250 ألف متر مربع وتشمل المبنى الرئيسي ومقر الإقامة الذي سكن فيه رؤساء كوريون جنوبين لمدة 74 عاما مضى، بالإضافة الى حدائق ودار الضيافة " يونج -بن-كوان ".

وغادر الرئيس السابق مون جيه-إن المجمع يوم أمس الاثنين بعد ولايته لمدة 5 سنوات. وقال تشوي تشانج يونج ، 76 عاما من بوتشيون ، غربي سيول ، "لقد تأثرت بشدة لوجودي في مكان استخدمه رؤساء كوريا الجنوبية لعقود".

"لقد كان قرارًا جيدًا أن يفتح البيت الأزرق لعامة الشعب". وقالت زائرة أخرى ، تعرف باسمها العائلي يانج ، 21 عامًا ، إنها أرادت أن تكون من أوائل الأشخاص الذين يزورون البيت الأزرق بعد افتتاحه. وقالت يانج "لم أعلم أنه سيكون هذا رائعًا. إن البيت الأزرق أكثر روعة وأكبر مما رأيته في الكتب المدرسية وفي الأخبار" ، مضيفة أنها مستعدة لزيارة المجمع مرة أخرى عندما تكون المباني مفتوحة للجمهور كذلك. يشار إلى أن المباني للبيت الأزرق مغلقة حاليا حتى يتم إخراج جميع المعدات والوثائق الحساسة. وكان من بين الزوار أيضًا المنشق الكوري الشمالي كيم كيوم هيوك البالغ من العمر 31 عامًا ، والذي فر من الشمال في عام 2012.

وقال كيم: "في كوريا الشمالية ، كل المنشآت السياسية محجوبة عن الجمهور ولا يستطيع الأشخاص العاديون حتى الاقتراب من مكتب الزعيم. بعد مشاهدة الناس يستمتعون بوقتهم في البيت الأزرق، تمنيت أن تنفتح كوريا الشمالية أكثر". وكان من بين الزوار عددا من الأجانب ايضا.

جاء الافتتاح الكامل لـ تشيونج واديه(يعني باللغة الكورية البيت الأزرق) تماشياً مع وعد الرئيس المنتخب بنقل المكتب الرئاسي من تشيونج واديه وإعادة القصر الرئاسي للجمهور. وقال إن هذه الخطوة ستساعده على التواصل بشكل أفضل مع الناس لأن تشونج واديه أصبح "رمزًا للقوة الإمبريالية".

وبدأ يون فترة ولايته في منتصف ليل الاثنين في المكتب الرئاسي الجديد الذي تم إنشاؤه في مبنى وزارة الدفاع السابق في منطقة يونجسان في سيول ، على بعد عدة كيلومترات من تشونج واديه.

وانتقلت وزارة الدفاع إلى المبنى القريب الذي تستخدمه هيئة الأركان المشتركة. ويقع البيت الأزرق عند سفح جبل بوك -آك خلف قصر كيونجبوك الملكي لسلالة جوسون (1392-1910) ، وكان مقرًا للمكتب الرئاسي والإقامة على مدار الـ 74 عامًا الماضية بعد إنشاء حكومة كوريا الجنوبية في عام 1948. وتبلغ مساحة المجمع الذي يغطي حوالي 250 ألف متر مربع ، أو 62 فدانًا ، 3.4 مرة أكبر من البيت الأبيض.

يتكون المجمع ، المعروف أيضًا باسم البيت الأزرق ، من مبنى المكاتب الرئيسية ، والسكن الرئاسي ، ودار الضيافة، والقاعة الإعلامية ومباني الأمانة العامة ، من بين مبان أخرى. ونظرًا لموقعه المنعزل والمسافات الكبيرة بين مكاتب الرئيس والأمناء والصحافة ، انتُقد تشيونج وا ديه باعتباره إرثًا من "الرئاسة الإمبراطورية".

ويمتد تاريخ موقع البيت الأزرق لأكثر من 1000 عام ، حيث كان موطنًا لقاعات القصر الملكي خلال عهد أسرة كوريو (918-1392). ثم كان جزءًا من الحديقة الخلفية لقصر كيونغ بوك خلال عهد مملكة جوسون. وخلال الفترة الاستعمارية اليابانية من عام 1910 إلى عام 1945 ، كان المقر الرسمي للحاكم العام الياباني ، بينما تم استخدام جزء من أراضي قصر كيونج بوك للحكومة الاستعمارية.

ومع تشكيل حكومة كوريا الجنوبية في عام 1948 ، بدأ الرئيس ري سونج-مان استخدام الموقع كمكتب رئاسي ومقر إقامة بعد أن أطلق عليه اسم كيونج مو ديه. وتم تغيير اسمه إلى تشيونج واديه عام 1960 بعد تنصيب الرئيس يون بو- سون. على مدار الـ 62 عامًا التالية ، تم استخدام تشيونج واديه ككلمة ترمز إلى القوة العليا.