ترحيب سياسي بإجراء الحوار الوطني.. أحزاب: سيعمل على صياغة رؤية متكاملة لمواجهة التحديات
رحبت الأحزاب السياسية بالحوار الوطني المرتقب عقده، بعد توجيه الأكاديمية الوطنية للتدريب الدعوات للمشاركة، وتضمنت الدعوات جميع أطياف المجتمع، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، في إفطار الأسرة المصرية بعقد حوار وطني موسع، ورفع نتائج هذا الحوار إلى الرئيس شخصيًا.
وسيعقد الحوار بالتنسيق مع جميع التيارات السياسية الحزبية والشبابية لإدارة حوار وطني حول أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة، وسيعقد الحوار تحت مبدأ توسيع قاعدة المشاركة في الحوار من خلال دعوة جميع ممثلي المجتمع المصري بكل فئاته ومؤسساته بأكبر عدد ممكن، لضمان تمثيل جميع الفئات في الحوار المجتمعي وتحقيق الزخم الحقيقي والمصداقية وتدشين لمرحلة جديدة في المسار السياسي للدولة المصرية.
ومن المرتقب أن يتم تشكيل لجنة مشتركة حيادية من مراكز الفكر والرأي، تكون مهمتها تجميع مخرجات الحوار الوطني عبر جلساته المختلفة، في وثيقة أولية موحدة متفق عليها من جميع القوى والفئات المشاركة، يتم رفعها إلى رئيس الجمهورية.
رؤية متكاملة لمواجهة التحديات
وفي هذا السياق، قال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، إن الحوار الوطني المرتقب الذي كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي بإجرائه ودعت إليه الأكاديمية الوطنية للتدريب هو دعوة جاءت في وقتها تماما لأن مصر كانت تحتاج لحوار بين كل أبنائها سياسيين واقتصاديين وبين السلطة والأحزاب السياسية وذلك من أجل مناقشة مجتمعية واسعة حول قضايا المجتمع المختلفة.
وأوضح الشهابي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن مصر منذ عقد من الزمان تمر بتحديات داخلية وخارجية ضخمة، ورأى الرئيس السيسي ضرورة الاستماع لآراء المصريين من كل الأطياف السياسيين والأكاديميين وتكنوقراط وبرلمانيين ومهنيين، مضيفا أن الرئيس يريد إشراك الجميع في حل مشاكل مصر وصياغة رؤية وطنية متكاملة.
وأكد أن مصر بدأت في بناء الجمهورية الجديدة وهي جمهورية يجب أن يتشارك في بنائها كل أبناء الوطن في الحكم أو خارجه، فالحوار الواسع الذي دعا إليه الرئيس يضم كل أطياف وفئات المجتمع المصري، وبذلك هو تدشين حقيقي للجمهورية الجديدة التي شرع الرئيس السيسي في إقامة دعائمها منذ السنوات السبع الماضية.
وأشار إلى أن هذا يؤكد إيمان الرئيس السيسي بالرأي الآخر وأن مصر ملك كل أبنائها، وأن التحديات التي تواجه الوطن تتطلب من كل أبناء الوطن المشاركة في حلها، مشددا على أن الحوار جاد وسيكون فاعلا ولم يستثن أحدا، فسيشارك في هذا الحوار كل أطياف وفئات المجتمع المصري وهذا يعني أن هناك أفكارا عديدة وعظيمة حول قضايا مصر.
وشدد على أن هناك تحديات خارجية كبيرة تواجه مصر مثل قضية سد النهضة وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية والتهديدات على حدود مصر كلها، مشيرا إلى أن كل تلك التحديات تستلزم أن يسهم المصريون في إيجاد حلول للنهوض بالبلاد والتقدم بخطوات واثقة على طريق البناء والتنمية الذي هو أحد معالم الجمهورية الجديدة.
تماسك الجبهة الداخلية
ومن جانبه، قال حازم عمر، عضو مجلس الشيوخ ورئيس حزب الشعب الجمهوري، إن الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي ووجهت الأكاديمية الوطنية للتدريب الدعوات للمشاركة فيه هو خطوة كان الجميع يتطلع إليها، والهدف منها هو الحفاظ على صلابة وتماسك الجبهة الداخلية المصرية، لأن مصر تمر في الوقت الراهن بتحديات صعبة.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذه التحديات اقتصادية واجتماعية وأمنية وسياسية تهدد مصر والعالم أجمع ولها العديد من التأثيرات، ولا يمكن لمصر تخطي تلك التحديات إلا بصلابة الجبهة الداخلية، مشددا على أن المجتمع المصري يضم الكثير من التوجهات والاختلاف هو أمر طبيعي، لكن يجب البحث على المساحات المشتركة برغم تعدد الاتجاهات الحزبية والسياسية.
وأضاف أن اختلاف البرامج والتوجهات طبيعي، ويمكن البناء على المساحات المشتركة، والتمتع برحابة صدر للرأي الآخر للوصول إلى أرض مشتركة تخدم قوة الدولة المصرية وصلابة الجبهة الداخلية المصرية ويغلق الباب أمام المحرضين، موضحا أن هناك أجيال جديدة وجدت تقلبات سياسية عنيفة منذ 2011 والاستقطاب الحاد بعد 2013 ثم كورونا والتحديات العالمية والاقتصادية الراهنة لذلك يجب صياغة رؤية مستقبلية لحماية هذا الجيل.
وشدد "عمر" على ضرورة أن تظل الدولة المصرية قوية ومستقلة وإنهاء حالة الاستقطاب من أجل مستقبل أفضل للأجيال الجديدة، مشيرا إلى أن المشاركة المجتمعية الواسعة في الحوار الوطني جاءت في ظل حرص الجهة المنظمة وهي الأكاديمية الوطنية للتدريب وهي جهة محايدة.
وأشار إلى أن كل المشاركين في الحوار الوطني سيمثلون الفئات التي ينتمون إليها فالأحزاب السياسية ستطرح رؤيتها للعمل السياسي، وكذلك منظمات المجتمع المدني ستطرح مشكلاتها التشريعية والقانونية وغيرها، وكذلك العمال والنقابات ستطرح رؤاها، حيث سيكون الحوار الوطني هو فرصة لطرح المشاكل والتحديات والوصول إلى حلول ونقطة انطلاق لمساحات مشتركة من العمل والبناء عليها.
وأكد أن ذلك ضرورة لإعادة تماسك الجبهة الداخلية لأنه لن يمكن لأحد أن يضمن أمن وحماية مصر إلا شعبها، فالجميع رأى الحرب الروسية الأوكرانية التي هي حرب لمصر ليس لها ناقة لها ولا جمل ولكنها تأثرت بشدة منها، مشيرا إلى أنه تماسك وترابط أبناء مصر هو الأساس لحماية مصر وبدء الارتقاء بالوعي السياسي المصري.