رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


سر الأسرار.. واستشراف المستقبل

12-5-2022 | 22:29


عبد الرازق توفيق,

عندما تتأمل ثبات وثقة مصر في تعاملها مع تداعيات الأزمات الدولية وآخرها الحرب الروسية ــ الأوكرانية تخرج بنتائج أن هذه الدولة امتلكت القيادة الوطنية الشريفة التي استشرفت المستقبل وسابقت الزمن وحققت إنجازات ونجاحات فاقت كل التوقعات حتى مكنت مصر من القدرة على مواجهة الأزمات وامتصاص الصدمات.. فلك أن تنظر إلى التوسع الزراعي الأفقي والرأسي في سيناء وتوشكى وشرق العوينات ومستقبل مصر والدلتا الجديدة ومشروعات عملاقة في مجال الأمن الغذائي وإصلاح اقتصادي شامل هيأ لمصر القدرة على عبور الأزمات وتوفير احتياجات المصريين.. ومنحها مرونة في التعامل مع تداعيات الحروب والأزمات.. إن البلد دي فيها حاجة لله محفوظة بأمر ربها.. هيأ وسخر لها قيادة وطنية شريفة لديها القدرة على الرؤية والتحدي والإنجاز وإرادة صنع المستقبل.

«مصر دي فيها شئ لله».. إزاي تعبر وتنجو وتواجه الأزمات والتداعيات.. وكيف أدركت قيادتها أهمية وحتمية الاستعداد للقادم والمجهول.. وسابقت الزمن.. وحققت إنجازات فاقت كل التوقعات.. فاطمأن المصريون.. وأمنوا فى وطنهم.

«مصر دى فيها شئ لله»، ربنا حافظها وصاينها ودايماً واقف جنبها.. أحداث كثيرة مرت على مصر ومخاطر وتهديدات وحروب ومؤامرات ومخططات وفتن، كان من المستحيل تصدق أنها هتنجو وتفلت وتعدى منها.. لكن ربنا كبير، وعدت وعبرت مصر فوق ما يتخيل البشر مين كان يصدق ان مصر تحول نكسة 1967 وفى زمن قياسي لا يتجاوز الـ 6 سنوات إلى أعظم انتصار عسكري في العصر الحديث في أكتوبر 1973 وترجع سيناء.. وتعيد الأرض والكرامة.. ومين كان يصدق أن مصر تفلت من مؤامرة يناير 2011 المحكمة.. اللي معظم شياطين الأرض تكالبت عليها لإسقاطها لكنهم فشلوا، ونجت وعدت مصر بسلام ومين  كان يصدق ان مصر تعبر أسوأ وأدق فترة في تاريخها عندما وصل الإخوان إلى حكم مصر وأضمروا لها ولأهلها الشر لكن ربك أراد للشعب أن يسترد وعيه ويعزل نظام الإخوان فى أعظم ثورة في 30 يونيو 2013؟

مين كان يصدق إن مصر بعدما كانت على حافة وشفا الانهيار اقتصادياً وأمنياً وداخلياً وخارجياً، وعاث فيها الإرهابيون فساداً وإرهاباً وتفجيراً وقتلاً لأبناء مصر الشرفاء.. إن مصر بهذا الحال تعبر وتنتصر وتحقق إنجازات ونجاحات وبناء ومشروعات وتمتلك التجربة الملهمة التي أشاد بها العالم وتجرى أهم إصلاح اقتصادي مكنها من مواجهة الأزمات وامتصاص الصدمات وتحقيق نجاحات كبيرة على طريق الاكتفاء والاحتياطي والنمو الاقتصادي والقدرة والمرونة على التعامل الناجح مع تداعيات الأزمة العالمية وتلبية وتوفير احتياجات المصريين من السلع الأساسية والاستراتيجية.. إنها أقرب إلى المعجزة الحقيقية، وعندما تسأل نفسك كيف كنا، وماذا أصبحنا، تقول سبحان الله البلد دي محفوظة برعاية وحماية ربها.

ولأن هذا الوطن محصن بالعناية والرعاية الإلهية سخر له قيادة وطنية شريفة امتلكت الحكمة والقدرة على استشراف المستقبل وتعمل على إنقاذه وانتشاله وبنائه وتحقيق آمال وتطلعات شعبه.. وتمكينه من امتلاك القوة والقدرة على الحماية من التهديدات والمخاطر التي تحدق بأمنه القومي ليقف شامخاً على أرض صلبة في مواجهة أعتى التحديات يحافظ على الأرض والموارد والحقوق والثروات ويحصن الأمن القومي الشامل لهذا الوطن.

مصر دي فيها شئ لله، عندما يستشرف الرئيس عبدالفتاح السيسي المستقبل ويبنى ويعمر وينمى على مدار 8 سنوات وكأنه يتوقع ما سيحدث فى العالم من أزمات شديدة الوطأة والقسوة لها تداعيات خطيرة خاصة على الجانب الاقتصادي واحتياجات الشعوب من السلع الأساسية، وبطبيعة الحال ستلقى بظلال تداعياتها وأزماتها على مصر.. لكن القارئ لدفتر أحوال تجربة الدولة المصرية على مدار الـ8 سنوات الماضية، يجد أن الرئيس السيسي حرص في مشروعه الوطني على بناء مصر وتقدمها وتوفير احتياجات شعبها وسد النقص والعجز وكأنه في سباق مع الزمن، حقق إنجازات ونجاحات في توقيتات قياسية كانت تحتاج وقتاً لا يقل عن ثلاثة عقود.. وهو ما فاق توقعات البشر في كافة المجالات والقطاعات.

عندما تجول بخاطرك وتتصفح المشروعات القومية العملاقة.. تخرج بنتيجة واحدة أن المولى عز وجل منح مصر قائداً وطنياً شريفاً امتلك نعمة  استشراف المستقبل ووهبه القدرة على تشخيص الحالة المصرية وأزماتها واحتياجاتها ونواقصها.. لذلك عندما شرع في البناء والتنمية والعمل.. أدرك ما هو مطلوب جيداً لإنقاذ مصر وتوفير احتياجات شعبها في كافة المجالات خاصة الأمن الغذائي.

عندما تقرأ إنجازات ومشروعات السيسي وربطها بتداعيات الأزمة، تجد هناك ارتباطاً وثيقاً عمل على تأمين وتحصين مصر من الأزمات والنقص والعجز، بما يفسر لماذا مصر لا تجد معاناة الآن في توفير احتياجات شعبها من السلع الأساسية مثل القمح وزيوت الطعام والبوتاجاز والمواد البترولية، تجد أن الرئيس السيسي سبق تداعيات الأزمات العالمية بسنوات عندما نفذ المشروع القومي لصوامع الغلال بما خزن 3.6 مليون طن وفى القريب تصل إلى 5 ملايين طن من الغلال وعلى رأسها القمح، تجد أن الرئيس أرسى مبدأ مهماً للغاية هو ألا يقل المخزون الاستراتيجي من أي سلعة أساسية عن 6 أشهر وقد يصل إلى العام، تجد أيضا أن الرئيس السيسي قد عمل على إقامة مستودعات لتخزين زيوت الطعام والبوتاجاز في الموانئ وكذلك مستودعات وخزانات إستراتيجية للمواد البترولية تؤمن احتياجات مصر عند الأزمات.

أيضاً.. أدرك المواطن الآن لماذا هذه المشروعات القومية العملاقة في مجال الأمن الغذائي لتوفير احتياجات المصريين من السلع والاحتياجات الأساسية من أسماك ولحوم ودواجن ومحاصيل زراعية وخضروات، لماذا كل هذا التوسع الزراعي الرأسي والأفقي ولماذا سيناء لاستصلاح وزراعة 500 ألف فدان وإنشاء واحدة من أكبر محطات معالجة مياه الصرف الزراعي في العالم في بحر البقر، ثم لماذا أعاد الرئيس السيسي مشروع توشكى للحياة ليكون مصدراً للخير والنماء والاكتفاء لكل المصريين، ثم لماذا مشروع قومي عملاق في حجم الدلتا الجديدة وفى القلب منه مشروع مستقبل مصر الذى سيبدأ موسم الحصاد للقمح فيه منتصف الأسبوع القادم ويوفر إنتاج محاصيل تصل إلى 350 ألف فدان تصل في غضون عامين إلى ضعف هذا الرقم.

«مصر دي فيها شىء لله».. عندما يتولى هذا القائد الوطني الشريف أمرها ويستشرف مستقبلها.. ويعمل على حل أزماتها.. فلم تكن المزارع السمكية العملاقة والحيوانية والداجنة إلا طريقاً لتحقيق الاكتفاء أو تقليل النقص والعجز، ولم تكن مشروعات الصوب الزراعية بمعدل 100 ألف صوبة زراعية تعادل إنتاج مليون فدان من الأراضي والزراعة الطبيعية، ناهيك عن مشروعات المليون ونصف المليون فدان وشرق العوينات وأيضاً التصدي لكل التعديات على الأراضي الزراعية واعتبارها قضية أمن قومي وإيقاف هذا النزيف الذى يمس أجود الأراضي في العالم.. كل ذلك مكن مصر من مواجهة الأزمة الطاحنة.

لكن السؤال المهم أيضا لكل المصريين، كيف لمصر أن تستقر وتتوافر فيها كل احتياجات شعبها، ولم يشعر مواطنوها بأي عجز أو نقص رغم التداعيات الخطيرة والقاسية على دول وشعوب العالم جراء الحرب الروسية ــ الأوكرانية؟ هل سألت نفسك لماذا.. هل سألت نفسك لماذا حددت دول كبيرة مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا حصول مواطنيها على بعض السلع مثل الدقيق وزيت الطعام بعبوة واحدة لكل مواطن.. لسنا أفضل من هذه الدول اقتصادياً لكن سبحان الله نحن أفضل منها بكثير استقراراً واطمئناناً في توافر وتوفير السلع والاحتياجات وبالبيانات والمعلومات والمعايشة والتجربة، لك أن تنزل لتشتري ما تحتاج.. لترى بنفسك ثقة الرئيس عندما قال مخاطباً شعبه انزلوا روحوا إلى الأسواق وعبوا واشتروا زي ما انتوا عاوزين، إنها نعمة من الله وستر ورعاية ثم إنها حكمة القيادة وقدرتها على استشراف المستقبل واستباق الأزمات بسنوات استعداداً لمواجهة تداعياتها.. ربما يبادر البعض بالقول نعم السلع متوافرة.. لكن هناك زيادة في الأسعار.. أقول هذا ليس ذنب الدولة أو الحكومة فهي تراقب وتوفر.. وتفتح منافذها لكنها في النهاية تداعيات أزمة عالمية طالت الجميع دون استثناء سواء بالنقص والعجز أو التضخم وزيادة الأسعار، ونحمد الله أنها متوافرة مع زيادة غير مؤلمة لكثير من الفئات من المصريين.

المشروع الزراعي العملاق والشامل والواعد مستقبل مصر نموذج لمشروعات الجمهورية الجديدة التي تعمل على التوسع الزراعي الأفقي والرأسي والذى يأخذ بأحدث نظم التكنولوجيا في الزراعة الحديثة، ويستهدف توفير منتجات زراعية عالية الجودة وبأسعار مناسبة للمواطنين وتصدير الفائض للخارج مما يساهم في تقليل الاعتماد على الخارج والاستيراد وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

مستقبل مصر قفزة كبيرة في مجال الزراعة والتصنيع الزراعي وتوفير احتياجات المصريين.. ويحظى بموقع عبقري يتيح له العديد من المزايا الإستراتيجية سواء توافر الأيدي العاملة وسهولة مستلزمات الإنتاج مثل الأسمدة والمبيدات والبذور والمعدات وسهولة توصيل المنتجات النهائية إلى الأسواق الرئيسية وإلى موانئ التصدير البرية والجوية حيث يقع المشروع العملاق على امتداد طريق محور روض الفرج ــ الضبعة الجديد على بعد 30 كيلو من مدينة السادس من أكتوبر.

المشروع العملاق يحقق هدفاً مهماً وهو توفير 10 آلاف فرصة عمل مباشرة و360 ألف فرصة عمل غير مباشرة ومن المتوقع زيادتها خلال المواسم القادمة.

مشروع مستقبل مصر.. ملحمة وطنية بكل المقاييس لأنه لا يقتصر فقط على استصلاح وزراعة الأراضي لكن هناك طرقا تم تشييدها تصل إلى 500 كيلو متر وتوفير مصادر للمياه ومحطات لإنتاج الطاقة الكهربائية وكذلك تطبيق النظم العلمية من خلال إجراء تحاليل دورية لقياس ملوحة المياه لتحقيق الاستغلال الأمثل من المحاصيل الزراعية.

ربما يرى المواطن الإنتاج ذا الجودة العالية من المحاصيل الزراعية لكنه لا يرى حجم المجهود الذى يبذل في تنفيذ البنية الأساسية للمشروع بإجمالي تكلفة 8 مليارات جنيه سواء في تمهيد الطرق الداخلية بإجمالي أطوال حوالى 500 كيلو متر وعرض 10 أمتار وحفر آبار مياه جوفية ومحطتي كهرباء بقدرة 350 ميجا وات وشبكة كهرباء داخلية بطول 200 كيلو متر جار ربطها بشبكة كهرباء الدلتا الجديدة ومخازن مستلزمات الإنتاج ومبان إدارية وسكنية.

القطاع الخاص شريك أساسي في المشروع حيث إنه تم الانتهاء من استصلاح وزراعة مساحة 350 ألف فدان يتم زراعتها مرتين سنوياً (صيفي وشتوي).. تنتج محاصيل كثيرة لكافة الأنواع والخضروات وأيضا المحاصيل الإستراتيجية مثل القمح والذرة الصفراء والشعير والبطاطس والبنجر والفول السوداني والفراولة والبطاطا والفاصوليا البيضاء والبصل والطماطم والبسلة والجزر والخيار وفول الصويا وعباد الشمس بالإضافة إلى الموالح والبرتقال واليوسفي والليمون والجوافة والعنب والمانجو تخيل أن هناك 350 ألف فدان زيادة للرقعة الزراعية في مصر.

إن مصر تنطلق وبقوة إلى المستقبل وقادرة على مواجهة الأزمات وامتصاص الصدمات، والعبور الآمن من تداعيات الأزمات الدولية.. بفضل الله وقدرة القيادة على استشراف المستقبل والعمل على توفير احتياجات الوطن والمواطن بامتلاك القوة والقدرة الشاملة المؤثرة.

إن مصر وشعبها تعيش في نعمة استشراف المستقبل.. التي منحت مصر فرصة الاستعداد لعبور الأزمات والصدمات وتداعيات الحروب والأزمات الدولية التي أرهقت دولاً كبرى وألقت بظلالها على معاناة الكثير من الشعوب.. لكن من الواضح أن مصر استعدت وتجهزت بما أنجزته كل السنوات الماضية ومازال أمامها رصيد كبير من الإنجازات والمشروعات والعمل خلال المستقبل القريب.