رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


داعش إلى أين..؟

14-7-2017 | 15:37


اليوم نتساءل: هل بدأ العد العكسى للقضاء على الارهاب؟ هل طويت صفحة داعش الظلامى لنرى عالما جديدا بلا ارهاب، ونرى دولا يشيع فيها الاستقرار. دولا موحدة بعيدة عن الصراعات والطائفية؟. هل هزيمة داعش اليوم فى الموصل والرقة واجهة لاختفائه، أم أنه سيكون بامكانه اعادة تشكيل تنظيمه من جديد لبسط نفوذه على مناطق أخرى ؟

 

ولا شك أن ترجيح تلك الفرضية يرتكز على استمرار الحرب الأهلية فى سوريا والنتائج التى قد تتمخض عنها فى السنوات المقبلة. وكذلك الوضع فى العراق، فالتعاون الحالى بين الحكومة العراقية والقوات العسكرية المختلفة من كرد وسنة قد لا يصمد خلال السنوات المقبلة وسط التغييرات السياسية. وهو ما يجعل المناخ مهيئا لعودة التشكيلات الارهابية من جديد مثل داعش وغير داعش.

لقد رأينا كيف أن داعش خلال السنوات الماضية بادر فكون تجمعات له فى افريقيا وشمالها وليبيا واليمن وسيناء، وعمل على ضم مقاتلين من تنظيمات ارهابية أخرى. دفعه إلى ذلك حرصه على تكوين الخلافة والاستحواذ على مناطق أكبر، ورغبته فى أن يكون هو الذى يقود المشروع الارهابى. أى أنه سيستمر على غرار تنظيم القاعدة الذى ظل قائما ومتواجدا فى العراق. بيد أن الصورة ستختلف كلية فيما إذا أصبح التنظيم منعزلا لا يجذب أحدا إليه للالتحاق به. ولكن ليس هناك ما يضمن هذه الفرضية. وعليه نقول بأن تحرير الموصل والرقة لا يعنى انحسار التنظيم ولا يعنى وأد الارهاب لا سيما إذا كان السياق السياسى والأمنى الذى أحيا التطرف والارهاب لا يزال على حاله، بل يجرى امداده بكل الذرائع كى يبقى على قيد الحياة. لا سيما وأن الوقائع على الأرض فى سوريا والعراق ما زالت متوفرة وبالتالى لا تزال ملائمة لمنح المتطرفين الذرائع. كما أن القوى التى أسهمت فى وجود المشكلة قد تنقل الصراع من مرحلة إلى أخرى خدمة لاهدافها وغاياتها.

وفى هذا السياق الدرامى، ومع وجود ترامب وتصريحاته العنصرية، ومع غياب الحلول السياسية والتوافقات الدولية والاقليمية والمحلية تحديدا تصبح الأبواب مشرعة أمام ظهور دواعش جدد. أى أن المشهد لا يبعث على الطمأنينة.وبالتالى فحتى لو هزم تنظيم داعش فى الموصل العراقية والرقة السورية فإن هذا لن يشكل نهايته، فهزيمته العسكرية لن تعنى بالضرورة القضاء عليه كلية لا سيما وأن فلوله تظل موجودة فى حالة تربص بالدولتين، بل وبدول أخرى فى المنطقة يشحذها على ذلك أفكار التنظيم التى تظل نبراسا لتحركاته.بل إن آلاف المقاتلين من التنظيم الظلامى قد يكونوا الآن فى مناطق أخرى يجهزون أنفسهم لمعارك جديدة مستقبلا، وبالتالى من المستبعد أن يكون داعش قد انتهى، وأن تكون معارك الموصل والرقة قد قضت عليه وبترت أطرافه.

يجب أن نضع فى الاعتبار أن الأطراف المشاركة فى المعارك على الأرض السورية والعراقية ستتصارع بدورها على مناطق النفوذ بعد رحيل داعش، فالحشود العسكرية المختلفة سيكون لكل منها مراميه وأهدافه وبالتالى فإن التنافس فيما بينها سيكون كفيلا بتفجير صراعات جديدة ربما تكون أشد هولا وقساوة من الصراع مع الارهاب. وبالتالى هل يمكن أن ينجم عن كل ذلك معادلة دموية جديدة تعيد الأطراف إلى صدارة المشهد ؟. إذ أن ما يحدث فى الموصل والرقة يجرى وسط انشطار مذهبى وإثنى خطير يغذيه تسابق خارجى على النفوذ وابتلاع ما بقى من العراق وسوريا. أما ما يزيد من وطأة الأحداث فهو أن الوحدات المحتشدة فى الساحات لا تحمل فقط السلاح وإنما تحمل مشاريع متناقضة ومتعارضة....