جامعة الدول العربية تحتفل بعيدها الـ ٦٤ وتكرم مؤسسها أحمد سعيد «صوت العرب».. من القاهرة
قبل ٦٤ عاما كان مولد إذاعة صوت العرب، أو صوت المناضلين كما يفضل عشاقها أن يطلقوا عليها. منذ أول يوم لها كان سلاح الاستقلال وتغيير الواقع العربى كاملا.
كان صاحب فكرة إنشائها فتحى الديب وتبناها ودعمها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر لإيمانه بمدى تأثير الإذاعات على الرأى العام الشعبى داخل الشارع العربى والمصرى فكانت تذاع من خلال أثيرها خطاباته وعباراته الرنانة.
بدأ البث الإذاعى لـ «صوت العرب» لمدة نصف ساعة يوميا إلا أن دعم ناصر جعل مدة بثها تمتد لتصل إلى خمس عشرة ساعة يومياً فى عام ١٩٦٢ إلى أن أصبحت تواصل بث إبداعاتها وفكرها المستنير لمدة ٢٤ ساعة خلال عام ١٩٩٠ .
ورغم ما يحاول البعض ترويجه عن افتقار صوت العرب لتأثيرها، لكن صوتها مازال يقظا وميكروفونها مازال مسموعا، واليوم، الأربعاء، تحتفل جامعة الدول العربية بتلك الإذاعة وتكرمها مع مؤسسها أحمد سعيد الذى شغل موقع رئيسها منذ نشأنها حتى عام ١٩٦٧ ليستهل بثها بصوته الأجش بعبارة “أيها الإخوة فى العروبة» التى كتبها له عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين .. إلا أن أحمد سعيد نفسه لم يسلم من اضطهاد الإنجليز له لدعمه لحركة التحرير فى جنوب اليمن ضدهم بينما حاولت فرنسا إخماد صوته داخل الجزائر بتوزيع أجهزة راديو مجاناً على الشعب الجزائرى لا تلتقط صوت العرب إلا أنها فشلت ..!
كما لعبت صوت العرب دوراً فى استقلال وتحرير دول الخليج العربى.. صوت العرب تاريخ ومن خلف ميكروفونها عرفنا رموزا إعلامية، ورغم ما يدعيه البعض من أن صوت هذه الإذاعة أصبح خافتا وربما غائبا لكن الحقيقة أن «صوت العرب» مازال حيا ينبض من ميكروفونات هذه الإذاعة الصامدة بدورها العروبى رغم كل الظروف.
اليوم «الأربعاء» تتم صوت العرب عامها الرابع والستين وتكرمها جامعة الدول العربية مع مؤسسها أحمد سعيد.
نحتفل فى «المصور» مع نجومها .. لكونهم إعلاميين من نوع خاص لا يراهم المستمع، لكن يعرف أسماءهم بقوة خاصة فى الدول العربية.
وكما يؤكد الإعلامى حمدى الكنيسى أحد رموز صوت العرب ونقيب الإعلاميين الحالى، فصوت العرب دون منافس هى أشهر إذاعة تنطلق من مصر موجهة إلى الأمة العربية، وكان لها دور مباشر وقوى جداً فى تحرير الجزائر وفى عدد من دول الخليج لدرجة أن فرنسا وضعت خططها فى عام ١٩٥٦ لضرب إذاعة صوت العرب.
الكنيسى يعتبر أن أهم تاريخ للإذاعة هو ٤ يوليو عام ١٩٥٣ عندما بدأت صوت العرب بفترة محدودة تقريبا ساعة أول أقل على موجة البرنامج العام ثم انتشرت بعد ذلك وأصبحت شبكة كاملة تضم إذاعة فلسطين وإذاعة وادى النيل، وكان الهدف من تدشينها الدعوة إلى الوحدة ومناهضة الاستعمار وهذا كان مبدأ جمال عبد الناصر، وحققت نجاحاً وشعبية مذهلة وهى أول وأشهر إذاعة تنطلق من مصر موجة إلى الأمة العربية كلها.
ويقول: صوت العرب بلغت من الشهرة لدرجة أن أهلنا فى الخليج وفى شمال أفريقيا عندما كانوا يشترون “ راديو” كانوا يسألون قبل الشراء عن «إذاعة صوت العرب» وأوقات كانوا يسألون عن “ أحمد سعيد” لأنه أول من ارتبط بصوت العرب عندماً كان المذيع الرئيسى فيها إلى أن أصبح مدير صوت العرب وظل بها من عام ١٩٥٣ إلى ١٩٦٧ ثم استقال بعد «النكسة» وبعد ما كان يؤخذ عليه البيانات العسكرية والحقيقة هو “ظلم” لأنه كان يتحدث بحماس فله طريقته وأدائه ومتدفق حماساً وحيوية، لكن أتضح أن البيانات كان يوجد بها أخطاء وتحمل أحمد سعيد هذا الوزر رغم أنه لم يكن مسئولاً عنها إلى أن استقال فى عام ١٩٦٧.