وفاة عمرو سمير تفتح الملف من إسبانيا صالات الجيم.. الموت بمرض «الفيتنس»
تقرير يكتبه : ولـيـد سـمــير
عدسة : مصطفى سمك
فى حملة واحدة لإدارة تراخيص العلاج الحر بوزارة الصحة صدرت إنذارات بالغلق لثمانى صالات «جيم» بسبب مخالفات تناول المنشطات والمكملات الغذائية مجهولة المصدر أو تعاطيها بدون إشراف طبى.
قصة صالات الجيم كارثية لكنها مسكوت عنها، وربما كشفتها بعض الحملات الصحية المفاجئة بعض كوارثها، لكن هذا قليل بينما تبقى القاعدة العامة أن أغلبها لا رقابة عليه، أو يعرف كيف يفلت من الرقابة، لكنه إفلات قد يؤدى إلى الوفاة خاصة وأن الغالبية العامة من هذه الصالات لا تدار بواسطة محترفين أو متخصصين وإنما يتعامل معها أصحابها كمشروعات تجارية.
أول الكوارث فى هذا الملف أنه حسب إدارة تراخيص العلاج الحر بوزارة الصحة فعدد صالات الجيم والأندية الصحية المرخص لها ٧١ صالة وناديا فقط، وخلال عام ٢٠١٦ تم منح التراخيص ل٢٥ ناديا جديدا وتجديد ترخيص ٢٣ ناديا موجودا، لكن الواقع يقول إن صالات الجيم والأندية الصحية تزيد عن هذا الرقم كثيرا وهو ما يعنى أنها لا تخضع للرقابة وربما حتى لا تعرف عنها الصحة شيئا.
الأخطر والذى كشفت عنه واقعة وفاة الإعلامى الشاب عمرو سمير فى إسبانيا وما أثبته تقرير الطب الشرعى هناك من أنه مارس الرياضة فى الجيم دون تناول أى أطعمة غذائية أو مشروبات سكرية مما تسبب فى حدوث هبوط فى الدورة الدموية.
هذا الكلام فى إسبانيا، أما فى مصر فالكارثة ربما تكون أكبر، فأغلب صالات الجيم وحسب اعتراف مديريها وأصحابها لا يطبقون القواعد الصحية ولا يتحرون الدقة فى التعرف على السيرة الصحية لمن يمارسون الرياضة، وإن فعلوا فهى مجرد أسئلة روتينية يوجهونها لمن يريد أن يمارس الرياضة فقط، وله حرية الإجابة كما يشاء، بل وكثيرا ما يسقط ضحايا بسبب هذا التهاون، فليست هناك قواعد أو معايير واضحة فى التعامل داخل صالات الجيم، قد تجد مدخنين، وقد تكتشف أن مرضى بالقلب يمارسون الرياضة فى صالات الجيم، وكما يقول مسئول فى إحدى صالات الجيم فرغم أن ٩٠ بالمائة من حالات الموت المفاجئ سببها عضلة القلب لكن لا توجد فى أى صالة ضوابط أو إجراءات للكشف على عضلة القلب والتأكد من قدرتها قبل بدء ممارسة الرياضة.
الفيتنس بروفايل، أحد أهم الأساسيات فى أى صالة جيم على مستوى العالم ويشمل سن اللاعب وكل ما يتعلق به من حالة صحية وتاريخ عائلته المرضى، لكن هذا الفيتنس بروفايل وكأنه الفريضة الغائبة فلا يهتم أحد بوجودة.
وبحسب الدكتور على محروس، وكيل وزارة الصحة لشئون العلاج الحر فالمخالفات التى يتم رصدها فى حملاتهم على صالات الجيم المرخصة وحدها كارثية، وتتراوح بين استخدام أدوية ومنشطات غير مصرح بها أو مجهولة المصدر أو بدون إشراف طبى، ورغم أن المفترض وجود طبيب فى كل صالة جيم إلا أن القاعدة العامة أنه لا يوجد طبيب أصلا وهو ما يؤكد أنه فى صالات الجيم لا ضوابط ولا قواعد ولا حتى خوف على الحياة، فضحايا صالات الجيم وإن كان أغلبهم لا يعلن عنهم، لكنهم موجودون، والسبب غالبا الموت عشقا فى الفيتنس أو بمرض الفيتنس.
يؤكد كابتن ياسر فؤاد، أخصائى التغذية واللياقة البدنية: ٩٠٪ من حالات الموت المفاجئ يرجع سببها إلى «عضلة القلب»، وفيما يتعلق بإجراء الكشف الطبى على أى شخص قبل البدء فى التمرين، من الممكن ألا أقوم بالأمر، لكننى فى الوقت ذاته أسأله عن تاريخه الصحى أسئلة لها علاقة بالدورة الدموية و»الضغط» و»السكر»، وما إن كان مدخنًا أو يتناول أدوية معينة، أو يداوم على شرب الكحوليات، وأريد أن أشير هنا إلى أن أمراض الضغط والسكر والقلب، تأتى على رأس القائمة لأنها تؤثر بشكل مباشر على حياة ممارسى الرياضة لكن قليلاً ما يهتم مسئولو الصالات بهذا الأمر .
وعندما تطرق الحديث إلى «هرومونات البناء العضلى» واحتمالية أن تكون سببا فى الوفاة، قال ياسر : أن المواد التى تؤدى لضخامة العضلة كالزيوت سواء تستيرون أو استرويد من الممكن أن تسبب ضررًا لأعضاء الجسم، لكنها لا تؤدى إلى الموت المفاجئ لمن اعتاد تناولها، فمثلا التيسترون «هرمون الذكورة» فيعمل على الخصيتين ، وعوامل الذكورة كلها التى من ضمنها العضلات، حتى لو حدث تاثير يحدث تاثير جنسى، أما «الأسترويد» فيعمل على الكبد والكلى، لكن الوفاة تحدث عند أى تأثير مباشر على القلب.
«ياسر»، يشدد على أنه «إذا كان أحد الأشخاص يعانى من أمراض قلب أو ضغط أو سكر فلا بد من الحصول على فترات الراحة بين التمرين والتمرين، على أن تكون أطول من فترات الاستراحة التى يحصل عليها الإنسان الطبيعى، كما أنه من المفترض أن يعرف المدرب أثناء تدريبه أى شخص حالته الصحية، والأمراض التى يعانى منها، فمثلا الشخص الذى يتمرن وقام بإجراء عدة عمليات فعمره ٥٧ سنة نقول له لا تمارس التمرينات الهوائية أكثر من ١٠ دقائق والشخص أكبر من ٤٠ سنة لا يمارس التمرينات الهوائية أكثر من ساعتين فى الأسبوع.
واقعة الفنان الإعلامي الشاب عمرو سمير، يلخصها ياسر بأنه «كان لديه نظام تخسيس قاس»، : من جانبى لا أفضل اللجوء إلى نظام التخسيس القاسى.
وحول الدور الذى يمكن أن تلعبه أدوية التخسيس، فى الإصابة بالموت المفاجئ، قال «كابتن ياسر»: منظمة الصحة العالمية منعت المادة الخام فى أدوية التخسيس «الأفيدرين» لتأثير حارق للدهون, فهو ينتج حرارة داخل الجسم، ومنذ فترة كان هناك دواء منتشر فى مصر اسمه «اوكس أوليت»،أدى لوفاة ٢٨٨ ألف شخص على مستوى العالم، فقامت منظمة الصحة بإغلاق المصنع وحبست المسئولين عن إنتاجه، لكن العقار بشكل أو بآخر لا يزال موجودًا ويتم تداوله فى مصر، وهناك من يتعاطونه دون استشارة طبية، وقد أصيب عدد منهم بأمراض مزمنة، كما كان العقار ذاته سببًا فى وفاة بعضهم.
وتابع ياسر : دون الدخول فى مسميات كبيرة أي مستحضر تدخل فى تركيبته مادة الأفيدرين يصبح خطرًا، لأن هذه المادة تزيد من ضربات القلب، وهناك أيضا مادة الـ«كلين بترول» منتشرة فى الوسط الرياضى تخسس بشكل كبير جدا، ومن المفترض أن أدوية التخسيس يتم تناولها ٢١ يومًا والحصول بعدها على راحة لمدة أسبوع، وهناك أشخاص يتناولون أدوية لمدة ٩٠ يوما وهذا غير صحيح، وغير صحى.
كما كشف أن «البطل الجزائرى محمد بن عزيزة مات عندما تناول أدوية «لازكس» وهو مسئول عن نزع الماء من الجسم، ويتم تناوله قبل المباراة بيوم،، وهناك أشخاص يتعرضون لأزمات، وعدم شرب الماء يجعل الشخص عرضة لاضطراب فى القلب أو هبوط فى الدورة الدموية.
ويضيف كابتن هيثم أبو ضيف لاعب منتخب مصر لكمال الأجسام ومدرب اللياقة البدنية أن أدوية «حرق الدهون»، أيضا لها مخاطرها فمنها ما يلعب على حاسة الإشباع فى المخ، وأخرى تلعب على الغدد الدرقية، وغيرها منتشرة فى الوسط تلعب على المجهود وقلبك أساس جسمك كله، تتخن نتيجة قلبك وتخس نتيجة قلبك، القلب فى الفترة العادية من ٧٠ حتى٩٠نبضه وعندما تمارس رياضة فتدخل مرحلة الحرق لتصل إلى ١٤٠، والدواء الذى تحصل عليه يرفع ضربات القلب وتدخل مرحلة الحرق طول اليوم كأنك تجرى وتمارس رياضة وأنت فى مكانك دون مجهود، والشخص الذى سيحصل على هذه الأدوية لا بد أن تكون دورته الدموية سليمة، وضغطه سليم والسكر «مظبوط»، وقلبه سليم ١٠٠٪، والحوامل والمرضعات لا ينصح لهن بذلك تماما، كما توجد أدوية مفعولها أقوى إذا تحدثنا عن المنشطات، وهذه الأدوية يتم بيعها فى الصيدليات، وتصبح آمنة إذا تم تناولها تحت إشراف مختص، لكننى لا أحبذها، وهناك أيضا هرمون الـ«جى إتش».. وهو واحد من الهرمونات التى يفضلها لاعبو كمال الأجسام، غير أنه يسبب أضرار متعددة، منها الضغط والسكر وتضخم المفاصل وكبر حجم عظام الوجة، ويضيق على ربع معين من المخ، كما يكون سببًا فى تضخم عضلة القلب، لذلك من الخطر تناوله، لأنه يؤدى لتنشيط عشوائى فى خلايا الجسم، كما أن الهرمون له مفعول السحر على حيوية الجسم، وهو فى الأساس علاج لمرضى الشيخوخة، لكن الكثير من الرياضيين يقعون فى خطأ جسيم حين يكثرون من تناول هذا العقار دون إشراف طبى، ويجب ألا يزيد تناول هذا العقار عن سته أشهر فقط، والرياضيون يتناولون هذا العقار لمدة ٤ أشهر وهذا يشكل خطرًا كبيرًا.