رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في ذكرى ميلادها الـ 118 .. أسرار تنشر لأول مرة عن أم كلثوم وحفلاتها في لبنان ـ الحلقة الأولى

14-1-2017 | 16:10


كتب: خليل زيدان

في الذكرى الـ 118 لميلاد كوكب الشرق وجب علينا أن نحيي ذكراها، ولن تكون إطلالتنا في يوم مولدها عن نشأتها أو حياتها أو أعمالها داخل مصر، بل سنذهب إلى زاوية جديدة لم يتطرق إليها أحد من قبل، وهي رحلات أم كلثوم إلى لبنان، حيث امتلأت هذه الرحلات بأحداث جميلة وغريبة منها منعها من الغناء وحريق يؤخر حفلتها واشتباك بين الجمهور بسبب عدم توافر المقاعد وأحداث أخرى ستسعدكم في هذا التقرير.

ثروة من عرس الثري
   نبدأ بالرحلة الأولى التي احتار فيها المؤرخون ولم يتم الجزم حتى الآن أهي عام 1927 أو عام 19288 ولكن المؤكد أن زيارتها الأولى للبنان كانت في أحد هذين العامين وكانت بدعوة شخصية من الثري “مصطفى عز الدين” لتغني في عرس إبنه واصف بعد أن ذاع صيت أم كلثوم في الوطن العربي آنذاك في  مقابل ألف ليرة عثمانية ذهباً وكانت بمثابة ثروة في ذلك الوقت، حضرت أم كلثوم من القاهرة وأحيت الحفل الذي اقتصر على عدد محدود من الأشخاص ولم ير اللبنانيون أم كلثوم في حفلات عامة إلا بعد ذلك بسنوات بعد أن تعاقد معها متعهد الحفلات الوحيد أحمد الجاك الذي أنشأ مقهى كبيرا وأسماه كوكب الشرق، ومن النوادر أن أقام الجاك حفل عشاء على شرف أم كلثوم دعا إليه أصدقائه وغنت أم كلثوم وقد سحرت الحضور بحسن صوتها فقام أحد القرويين بإلقاء نفسه في الماء وانتشله باقي رفاقه الذين تجمعوا لسماع صوتها في الحفل.

اللبنانيون لا يصدقون 
   وتأتي الرحلة الثانية للبنان وكانت في سبتمبر 1931 ضمن جولة بدأتها أم كلثوم من لبنان للقدس وحيفا ويافا وسوريا، وفي لبنان غنت أم كلثوم ليلة 15 سبتمبر حفلًا واحدًا فقط على مسرح و تياترو زهرة الفيحاء بمدنية #طرابلس صاحبها تختها المكون من محمد القصبجي وإبراهيم عريان وكريم حلمي ، ولم يصدق العديد من اللبنانيين حضور أم كلثوم عام 19311 لولا الإعلان الذي وجدوه تحت أطلال مسرح الأنجا أو الباروكة وهو نفسه زهرة الفيحاء ويروي أحد المعمرين بعد الحفل الذي أبهرت به أهل طرابلس أن أم كلثوم وقعت في منطقة الحدود بين سوريا ولبنان وأصيبت قدمها برضوض خفيفة .

منع ثومة من الغناء !!
ونأتي إلى عام 1954 وتحديداً 222 أكتوبر من نفس العام وكانت تلك الزيارة هي الأشد ألما في نفس أم كلثوم في لبنان حيث دعيت لإحياء حفل زفاف #الأمير_طلال بن عبدالعزيز على منى كريمة رئيس وزراء لبنان وأتت برقية من #الملك_سعود لشقيقه طلال بعدم الغناء في حفل الزفاف لأن ذلك يتنافى مع تقاليد المملكة !!  فكان ذلك بمثابة صدمة لأم كلثوم غير أن نقابة الموسيقيين احتوت الأمر سريعاً وأقامت حفلاً بفندق الكابيتول ليلة 29 أكتوبر حضره رئيس الوزراء اللبناني سامي الصلح ولفيف من المثقفين والسياسيين والفنانين والشعراء ، ووجدت أم كلثوم نفسها في جو أجمل من مكان العرس الذي كانت ستغني فيه وهنا بدأ جورج ابراهيم الخوري يحث صديقه سعيد فريحه أن يدفع أم كلثوم للغناء في هذا الجو المفعم بالحضور الجلل ونظر فريحه إليها وتبسم ثم قال لها : يا ظالمني .. فسألته : مين اللي ظلمك؟ فأشار بيديه الإثنتين : صاحبة العصمة ، فقالت له : فين الفرقة .. وفين بتوع #الإذاعة؟ عاوزه أذيع الحفل على الهوا ، وكان معروفا عن أم كلثوم أن لها شروطا وأجرا إضافيا عند إذاعة حفلها على الهواء إلا أنها غنت (ياظالمني) كأروع حفل لها في تلك  الليلة بدون شروط ليملأ صوتها كل أرجاء لبنان ردًا على من منعها في حفل الزفاف.

الساعة بـ 10 آلاف ليرة!!
وفي عام 1955 كانت الرحلة الرابعة، ومكثت فيها أم كلثوم ثلاثة أيام أحيت خلالها حفلين في قصر الأونيسكو ببيروت، الحفل الأول ليلة 12 مايو 1955 حضر الحفل رئيس الجمهورية اللبناني ورئيس الوزراء والرئيس الأسبق حبيب أو شهلا وغنت أم كلثوم ثلاث وصلات ، الأولى كانت (جددت_حبك_ليه)، والثانية (رباعيات_الخيام) والثالثة (يا ظالمني) ، والحفل الثاني أقيم ليلة 14 مايو في نفس القاعة وغنت أم كلثوم أيضاً ثلاث وصلات الأولى كانت ( ذكريات) والثانية (يا ظالمني) والثالثة (نهج_البردة) .. حضر الحفل خليطاً من اللبنانيين والسوريين والسعوديين والكويتيين وحضرت المطربة سعاد محمد من دمشق لحضور الحفل وحضرت أيضاً الفنانة مريم فخر الدين ولم تستقبل أم كلثوم غير سعاد محمد ، ويذكر أن هذه الرحلة حصلت فيها أم كلثوم على أعلى أجر حيث حصلت على 60 ألف ليرة ونشرت إحدى المجلات الفنية آنذك تقريراً عنوانه ساعة غناء من أم كلثوم تساوي عشرة آلاف ليرة ، وعن حال المواطن الذي لم يتمكن من حضور الحفلين فقد راسل الكثيرون محطة الإذاعة اللبنانية عن موعد بث الحفلتين فلم تجبهم نظراً لعدم إذاعة الحفلين لأن أم كلثوم طلبت مبلغًا خياليًا يقارب ميزانية الإذاعة طوال السنة وعادت أم كلثوم إلى مصر بعد أن حصلت على الستين ألف ليرة.

عالية تتزين!
نصل إلى الرحلة الخامسة وكانت عام 1956 أحيث أم كلثوم حفلين بـمسرح بيسين عالية يومي الخميس والسبت 19 و 211 يوليو ، في الحفل الأول غنت أم كلثوم ثلاث أغان هي (رباعيات الخيام) و(ذكريات) و(يا ظالمني).. والحفل الثاني غنت أيضاَ ثلاث أغنيات هي (شمس الأصيل) وياللي كان يشجيك أنيني) و (دليلى احتار) وحسب خبر لجريدة الحياة اللبنانية عن الحفل الأول ليلة الخميس أن مربع بيسن عالية تزين  ونشرت الأضواء لاستقبال أم كلثوم وأن المسرح امتلأ بقرابة عشرة آلاف زائر وعند العاشرة خرجت الفرقة الموسيقية وبعد عزف المقدمة استقبل الجمهور أم كلثوم بهتافٍ مدوٍ وكانت ترتدي ثوباً من الحرير الأبيض وردت على الجمهور بانحناءة وابتسامة كبيرة .. وعن الحفل الثاني وصفت الجريدة الوصلة الثالثة بأنها استمرت ساعتين وربع وبلغت أم كلثوم فيها ذروة الطرب

في عيد الاستقلال
في عام 1959 كانت الرحلة السادسة لأم كلثوم إلى لبنان حيث أحيت حفلتين بمناسبة عيد استقلال لبنان  بقاعة الأونيسكو ببيروت، الحفل الأول في 19 نوفمبر وغنت فيه ثلاث أغنيات هي (ذكريات) و (أروح لمين) و (هجرتك) و الحفل الثاني أقيم يوم 21 نوفمبر وغنت فيه أيضاً ثلاث وصلات أولها (عودت عيني) ولا توجد معلومات عن الأغنيتين التاليتين.

الجاك في القاهرة!
نأتي إلى الرحلة السابعة وكانت في أغسطس عام 19622 حيث طار متعهد حفلاتها أحمد الجاك إلى القاهرة طالباً من ثومة أن تشدو في حفلتين وقد لبت الدعوة لحبها للبنان وشعبها الجميل، وقد احتار الجاك في مكان اقامة الحفلتين واختار مسرح بيسين عالية لأن أم كلثوم غنت فيه من قبل وارتاحت له،  غنت أم كلثوم في 2 أغسطس ثلاث أغنيات هي (حيرت قلبي) و(لا ياحبيبي) و(حب ايه) والحفل الثاني يوم 2 أغسطس وغنت فيه أيضاً ثلاث أغاني هي (أنساك) و (هو صحيح الهوى غلاب) والحفل الثالث غير معروف!

ترقبوا الحلقة الثانية وأسرار جديدة عن حفلات جديدة لكوكب الشرق..