نشهد اليوم ذكرى رحيل واحد من أبرز الأصوات في تاريخ المسرح العربي، ومن أشهر المسرحيين في القرن العشرين بالوطن العربي، هو المسرحي السوري سعد الله ونوس.

ولد سعد الله ونوس في سوريا عام 1941 في منطقة ريفية فقيرة في الساحل السوري، وتابع دراسته في ثانوية طرطوس، وهذا دفعه للحصول على منحة لدراسة الصحافة في جامعة القاهرة.

وتأثر سعد الله نوس نفسيا بالانفصال بين سوريا ومصر، عام 1961 وألمه كثيرا هذ الحدث، مما دفعه لكتابة أولى مسرحياته، «الحياة أبدا»، وخاض رحلته مع الكتابة، مهتمًا في رحلته بالمشاكل الاجتماعية والسياسية في الوطن العربي، وذلك رغم إصابته بخيبات أمل كبيرة بعد نكسة 5 يونيو عام 1967، وبدأ طريقه بالنضال الوطني من خلال قلمه كمؤلف مسرحي.

مؤلفات سعد الله ونوس

وقدم العديد من المؤلفات للمسرح العربي، في الستينيات القرن الماضي منها: «ميدوزا تحدق في الحياة، فصد الدم عندما يلعب الرجال، جثة على الرصيف، مأساة بائع الدبس الفقير، كتب حكايا جوقة التماثيل، لعبة الدبابيس، الجراد، المقهى الزجاجي، حفلة سمر من أجل خمسة حزيران، الفيل يا ملك الزمان».

وتوالت مؤلفات المسرحي سعد الله نوس في السبعينيات بالقرن العشرين ومنها : «مغامرة رأس المملوك جابر، سهرة مع أبي خليل القباني، الملك هو الملك، رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة».

مقاومة وإبداع

وأصيب سعد الله نوس في أوائل التسعينيات، بمرض السرطان، و تم تشخيصه بسرطان البلعوم من قبل الأطباء والذين توقعوا أن المرض سوف ينهي حياة ونوس خلال ستة أشهر.

ولم يستسلم  المسرحي المقاوم للمرض، وعاد إلى الكتابة بعد فترة توقف طويلة شملت معظم الثمانينيات بالقرن الماضي، فقدم نصوصه المسرحية المتميزة ومنها:«منمنمات تاريخية، الليالي المخمورة، وطقوس الإشارات والتحولات»، وغيرها والتي انتش تقديمها على مسارح مختلف الدول بالوطن العربي.

جائزة نوبل

وأصبحت النصوص المسرحية لسعد الله  تقدم بمختلف الدول العربية، والتي مازال يفتح الستار على شخصياته المسرحية على خشبات المسارح في مصر ودول الوطن العربي.

وفي عام 1997 طلبت اللجنة المنظمة لجائزة نوبل للآداب من إدارة اليونسكو للتربية والثقافة والعلوم إبلاغ المسرحي الكبير سعد الله ونوس بنيله جائزة نوبل للآداب وذلك عن ترشيح المجمع العلمي بحلب، ثم أجمعت على صحة الترشيح الأكاديميتان الفرنسية والسورية، لكن الموت غيّب ونوس قبل أيام قليلة من هذا الخبر فلم ينل الجائزة.

تكريم عربي ودولي

وتم تكريم سعد الله ونوس في أكثر من مهرجان أهمها مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي ومهرجان قرطاج الدولي وتسلم جائزة سلطان العويس الثقافية عن المسرح في الدورة الأولى للجائزة.

 ورحل ونوس في 15 مايو 1997، مخلفًا إرثًا كبيرًا من المسرحيات والروايات والقصص القصيرة التي ترجم الكثير منها إلى عدة لغات حول العالم.