رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مصير أوائل الطلبة

15-7-2017 | 19:51


عشنا خلال الأيام الماضية أجواء نتائج الثانوية العامة وفرحة الأوائل الذين اقتربت مجاميعهم من الدرجات النهائية، البعض منهم سيحقق أحلامه بالالتحاق بالكلية التي طالما تمناها، والبعض ربما يرضخ لرغبة الأب أو الأم و"يدوس" على حلمه من أجل أحلامهم .

بعضهم سيواصل رحلة التفوق في الجامعة، والبعض قد يتراجع في المستوى وربما يتعثر، ولكن السؤال الأهم الذي يؤلمني ويؤرقني بشكل شخصي، هو مصير أوائل الطلبة بعد التخرج .

الأرقام تقول إنّ أكثر من 6 آلاف من شبابنا وفتياتنا حصلوا على المراكز الأولى في الجامعات المصرية بتقدير "امتياز مع مرتبة الشرف الأولى"، فالرقم رائع ومفرح، لكن المحزن هو مصير هؤلاء الأوائل الذين انضموا إلى طابور العاطلين!

للأسف الشديد، لم تحسن الدولة استغلال طاقات وإمكانات ومواهب وقدرات هؤلاء الأوائل حتى الآن، على الرغم من كثرة الجامعات والمعاهد والمراكز البحثية في مصر .

بالصدفة التقيت شبابًا يرغب في العمل بـ"الهلال اليوم" على سبيل التدريب، واكتشفت أنهم من أوائل خريجي كلية الإعلام جامعة القاهرة، وجميعهم حصلوا على البكالوريوس بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف !

وكان سؤالي المباشر والملح: لماذا لم تعيِّنهم الكلية؟ لماذا تخلت عنهم بهذه السهولة وتركتهم فريسة للبطالة وهم على رأس النابهين والنوابغ؟

رأيت في عيونهم المشعة بالذكاء كمًا كبيرًا من الإحباط والتشاؤم والظلام !

ما أصعب ألا يقدر المجتمع قيمة نوابغه ومتفوقيه وعباقرته !

هؤلاء الأوائل أحق بالرعاية والعناية، هم ثروتنا العلمية ولابد أن نحسن استغلالها ولا نهملها !

لابد أن نغير الصورة الذهنية لدى هؤلاء المتفوقين الذين اكتشفوا أن تفوقهم لا قيمة له، حتى لا يتسرب إحباطهم للأجيال الجديدة، فينخفض حافزهم للتفوق وربما يتلاشى.

الدولة مطالبة باحتضان واحتواء وتبني أبنائها الأوائل ممن لم يجدوا لأنفسهم مكانًا للتعيين بكلياتهم .

الدولة مطالبة بتوفير بدائل لهم، سواءٌ في مراكز الأبحاث أو الأكاديميات العلمية التابعة لها .