رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


لافروف: حلف الناتو انتهك التزامه بعدم تعزيز أمنه على حساب الآخرين

17-5-2022 | 12:03


وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف

دار الهلال

اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، حلف شمال الأطلسي (ناتو) تحت قيادة الولايات المتحدة بانتهاك صارخ للالتزام بعدم تعزيز أمنه على حساب الآخرين. 

وقال لافروف - خلال منتدى "الماراثون" التعليمي الروسي الفيدرالي، وفقا لوكالة أنباء "سبوتنيك" اليوم /الثلاثاء/ - "إن زملاءنا في الناتو، تحت قيادة الولايات المتحدة، التي أخضعت الغرب بأكمله، قد انتهكوا بشكل صارخ التزاماتهم بعدم تعزيز أمنهم على حساب الآخرين، وعدم السماح لأي منظمة أخرى من أن تملي إرادتها على البقية". 

وأضاف وزير الخارجية الروسي: أن نتيجة مثل هذا الخط الغربي كانت التوسع غير المقيد لحلف شمال الأطلسي شرقا. 

كان وزير الخارجية الروسي قد أعلن مؤخرا أن الجميع سيشعر بعواقب "الحرب الهجينة" ضد بلاده.

ولفت لافروف إلى أن الغرب حاول جر أوكرانيا للانضمام للناتو، ونشر أسلحة هجومية وإنشاء قواعد عسكرية هناك.

وقال لافروف "إن السلطة في أوكرانيا تنصلت خلال سنوات من تنفيذ اتفاقيات مينسك كما أن الغرب يتجاهل ذلك".. مضيفا أن مبدأ الأمن غير القابل للتجزئة كان ومازال من بين أهم أولويات موسكو، لافتا إلى أنه كانت هناك صيغة محددة لضمان الأمن ومبدأ المساواة، فكل دولة لديها الحق أن تختار حلفاءها، وفي نفس الوقت ليس لها الحق في أن تعزز أمنها على حساب دولة أخرى.

وفيما يتعلق بتوسيع الناتو شرقا، قال لافروف: "نحن حذرنا من هذا الأمر من قبل، وأكدنا أن هذه الخطوة لن تنتهى بشكل جيد، كما اقترحنا التوقيع على الاتفاق الذي يضمن الأمن في أوروبا، ولكن الغرب تجاهل مقترحاتنا".

وأكد ضرورة بذل الجهود لتعزيز نظام متعدد الأقطاب في العالم، لافتا إلى أنه لا شك أن العالم المتعدد الأقطاب سيتغلب على العالم ذي القطب الواحد.

وأشار وزير الخارجية الروسي، إلى أن الناتو يحاول الاقتراب من الصين عبر توسيع نفوذه في المحيطين الهندي والهادئ، فيما هناك أصوات بعض المسؤولين في واشنطن الداعية إلى ردع الصين اقتصاديا. 

وقال إن الغرب يستغل أوكرانيا كأداة لمكافحة روسيا، مؤكدا أن السلطات الروسية تعمل على ضمان الأمن في البلاد لا سيما في المجال السيبراني. 

من ناحية أخرى، أعلن المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) ديمتري بيسكوف، أن أي حرب تنتهي بسلام وسيكون ذلك السلام حيث يُسمع صوت روسيا، مشيرا إلى أن بلاده تتطلع إلى ذلك بثقة عالية. 

وقال بيسكوف: إن موسكو واثقة من أنها ستفوز وستحقق جميع أهدافها خلال العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا"، مؤكدا أن الرئيس بوتين يدرك كيفية قيادة مستقبل البلاد ونرى جميعا ذلك وحجم الدعم الشعبي الجامع له. 

وأضاف بيسكوف: "أن روسيا حاولت الصراخ بوجه الغرب وإيقاظه وحثه على الموافقة على مبادئ أمنية جديدة، ولكنهم لا يريدون الاستماع إلينا وهم يخططون بأنفسهم وبقيادة الولايات المتحدة من خلال تعزيز التواجد العسكري على حدودنا". 

وشدد المتحدث الصحفي للكرملين على أنه لا يمكن لأحد عزل روسيا سياسيا أو اقتصاديا أو إعلاميا، موضحا أن بلاده ستواصل نقل وجهة نظرها للعالم. 

وتابع: "أن الولايات المتحدة وسياستها جعلتها دولة معادية لروسيا، ولكن ذلك لن يغير أي شيء وموسكو ستواجه ذلك". 

وفيما يتعلق بالشعب الأوكراني، قال بيسكوف: "الأوكرانيون موهوبون ومسالمون وشعب لديهم ارتباط تاريخي بشعب روسيا، لكنهم خدعوا لفترة طويلة جدا".

في المقابل، أعلنت السلطات الأوكرانية مواصلة عملية الإنقاذ لإجلاء ما تبقى من المدافعين عن مجمع "آزوفستال" للصلب في ماريوبول، وذلك بعد إجلاء أكثر من 260 منهم في عملية سابقة.

وذكرت قناة (فرانس 24 ) الإخبارية أن مجمع آزوفستال للصلب في ماريوبول يتحصن فيه قرابة 600 جندي في أنفاق تحت الأرض يخوضون معارك لمنع القوات الروسية من السيطرة التامة على المدينة الساحلية الاستراتيجية.

كانت وزارة الدفاع الأوكرانية قد أعلنت في وقت سابق أنه تم إجلاء أكثر من 260 مقاتل عبر ممرات إنسانية إلى مناطق خاضعة لسيطرة القوات الروسية ، مؤكدة أن أنشطة إنقاذ المدافعين الذين ما زالوا على أراضي آزوفستال مستمرة.

من ناحية أخرى، دعت جيتا جوبيناث، النائب الأول للمدير العام لصندوق النقد الدولي، المجتمع العالمي إلى سرعة مساعدة أوكرانيا من أجل تجاوز أزماتها الراهنة، مؤكدة أن شركاء أوكرانيا بحاجة إلى تقديم تمويل جديد "بشكل عاجل" لسد فجوة التمويل التي تواجهها البلاد.

وقالت جوبيناث - في مقابلة حصرية أجرتها مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية - إن المدفوعات التي قُدمت لأوكرانيا لا تزال حتى الآن صغيرة نسبيًا وأن هناك حاجة إلى تمويل جديد للحفاظ على استمرار الاقتصاد ومنع إحداث "زعزعة خطيرة للاستقرار الكلي".

وأضافت: أن النقطة المهمة تكمن في كيفية إيصال الأموال بسرعة إلى أوكرانيا وبأكبر قدر ممكن في شكل تمويل منح، ورغم أن المجتمع العالمي منخرط بشدة في معرفة كيفية إتاحة هذا التمويل، إلا أنه فيما يتعلق بالمدفوعات الفعلية، فإن حجم التمويل لا يزال صغيرًا حتى الآن".

يأتي ذك بينما يضع الاتحاد الأوروبي اللمسات الأخيرة على مقترحاته لتقديم مساعدات جديدة لأوكرانيا، والتي يمكن الإعلان عنها في غضون أيام، فيما ناشد وزير المالية الأوكراني في أبريل الماضي بتقديم دعم مالي فوري بعشرات المليارات من الدولارات لسد العجز المالي في كييف، مقدّرًا أن الإنفاق الحكومي سيتجاوز الإيرادات بما يتراوح بين 5 مليارات و 7 مليارات دولار شهريًا. 

وقدرت كريستالينا جورجيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، لاحقًا أن أوكرانيا ستحتاج إلى 15 مليار دولار على مدى ثلاثة أشهر لدعم ماليتها.

بدوره، طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن في أبريل من الكونجرس تقديم مساعدات اقتصادية بقيمة 8.5 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا، كجزء من طلب تمويل أوسع للكونجرس بقيمة 33 مليار دولار.