رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


32 عاماً من ضحكة «الزعيم»

17-5-2022 | 14:09


د. هبة سعد الدين,

اختلطت 60 عاماً بـ82 عاماً أخرى  من عمر الفنان عادل إمام بالأفلام والمسرحيات والمسلسلات في مشوار استطاع أن يحافظ فيه على "الزعامة" منذ أن كان "المخ" في مسرحية مدرسة المشاغبين عام ١٩٧١، وكأنه قرر مع أول أدواره عام ١٩٦٢، أن تعلق كل جمله بالأذهان وبدايتها "بلد شهادات صحيح"؛ ليقرر أن الدور "الصغير" لن يكون عائقاً، وليتذكر الجميع "دسوقي أفندي" الوكيل في مسرحية "أنا وهو وهى" الفقير المتعالي على تقديم "القهوة" فهو "أقل شوية" من المحامي لأنه "وكيله".

ذلك التفكير في تخطيط عادل إمام للدور الصغير؛ هو الدليل لمشواره فقد قرر أن يصنع عالمه الخاص ليتذكر الجمهور كل أدواره، التي ستصبح بعضاً منه؛ ما بين حركة يديه ونظرة عينيه وابتسامته وملامح وجهه ومشيته.

فقد صنع "الزعامة" على عينيه بكل محطاتها التي لا يمانع أن يكون معه فريق الشباب في "أمير الظلام" وقيادة ابنه رامي إمام ليشاركه بعض المسيرة، أو أول إخراج مروان وحيد حامد فيلم "عمارة يعقوبيان"، وكذلك على إدريس الذي تابعه منذ أن كان مساعداً في بعض أفلامه.

لقد أطل الزعيم على كل بساتين المبدعين، فاختار "زهراته" التي سيحتفظ بها، فحصل من ذلك على مشهد تمثيل وذاك "كتابة" لفيلم أو مسلسل وهذا "إخراج"، تظل كلها بختم "الزعامة".

فهو لم يكن مجرد "فتى طائرًا" له أحلامه؛ بل مدركاً لتلك الأحلام ومحدداً لطريق تحقيقها، وعالما بدروب الاستمرار الذي لم يستطع غيره السير فيه طوال 60 عاما.

من يتجول بين مخرجي أفلام عادل إمام على مدى 50 عاماً منذ أن أصبح بطلاً لفيلم "البحث عن فضيحة" عام 1973، سيعجب ويردد: كيف جمع بين كل هؤلاء؟

فقد كان "حريف" محمد خان، وفى "زنزانة" محمد فاضل و"كراكون" أحمد يحيى و"جِنّي" محمد راضي وفى "أتوبيس" حسين كمال و"أفوكاتو" رأفت الميهي و"دموع" يحيى العلمي الوقحة، كل تلك المحطات لقاءات وحيدة في مشوار الزعيم، أدرك أنها لابد وأن تكون قصيرة لتمتد إقامته في غيرها فيصنع حالة مع وحيد حامد وشريف عرفه وأخرى مع لينين الرملي ونادر جلال وثالثة مع يوسف معاطى وكثيرين.

حتى التحول نحو الدراما التليفزيونية بعد 32 عاماً؛ كان إدراكاً منه أنها المرساة التي عليه أن يعود إليها بثمانية مسلسلات، تنوع شبابها فبعثت نبضاً جديداً في مشواره.

لقد بدأ مع الجميع لكنه الوحيد الذي ظل محافظاً على حالة "التنوع"، راصداً لتغير العصر واحتياجه للتجديد؛ لذلك كان دوماً محلقاً يرى ويقرر جديده، لذلك سيظل دوما "الزعيم".