أكدت نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، أهمية الالتزام بتطبيق معايير الصحة والسلامة المهنية في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية، مشيرة إلى حرص الوزارة على تطبيق كل تدابير الأمن الصناعي، للحفاظ على المنشآت الصناعية وسلامة العاملين.
جاء ذلك في سياق كلمة الوزيرة التي ألقاها نيابة عنها اللواء إيهاب أمين، مساعد الوزيرة للشؤون الفنية، خلال فعاليات الملتقى السابع للسلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل، ونظمه معهد التبين للدراسات المعدنية، برعاية وزيرة التجارة والصناعة، وحضور المهندس معتز محمود، رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب، والدكتور طه مطر، رئيس معهد التبين للدراسات المعدنية، والمهندس محمد السعداوي، رئيس مجلس إدارة المعهد، رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية، وبمشاركة عدد كبير من الجهات والخبراء والمتخصصين في مجالات الحماية المدنية والتنمية المستدامة والبيئة والتدريب الفني والتكنولوجيا والتعليم والجودة.
وقالت "جامع" إن الملتقى يمثل منصة مهمة لتبادل الرؤى حول موضوعات السلامة والصحة والصحة المهنية، وتناقش جلسات الملتقى عددًا كبيرًا من الموضوعات الرئيسية المتعلقة بها، وتشمل موضوعات التقدم العلمي والهندسي ودوره في تطوير أداء الحماية المدنية والحد من الحرائق وخسائرها البشرية والمادية وتكامل السلامة مع إدارة معالجة المخلفات الطبية الخطرة، بالإضافة إلى دور الهندسة البشرية في تأمين بيئة العمل، ورقمنة إجراءات السلامة والصحة المهنية، فضلًا عن موضوعات الوقود البديل والبصمة البيئية للمنتج وشبكات الرصد البيئي وقانون تنظيم إدارة المخلفات والسلامة المهنية في المؤسسات العلمية.
وأشارت إلى أهمية الالتزام بإجراءات السلامة المهنية وتعزيز مساهمتها في الوقاية من حوادث العمل، من خلال التشخيص واقتراح الحلول العلمية والعملية الكفيلة بتحسين ظروف العمل والتقليل من الحوادث المهنية، مشيرة إلى أن الاهتمام بمعايير السلامة والصحة المهنية أصبح ضرورة ملحة، لاسيما في ظل ارتفاع معدلات حوادث العمل على المستوى العالمي.
ونوهت وزيرة التجارة والصناعة إلى موافقة مجلس الشيوخ مطلع العام الجاري على الباب الخاص بالسلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل، بمشروع قانون العمل المقدم من الحكومة، لإلزام المنشات بتوفير بيئة عمل ملائمة والحفاظ على صحة وسلامة العاملين، مشيرة أيضًا إلى المشروع الذي تنفذه الحكومة المصرية، بالتعاون مع منظمة العمل الدولية تحت عنوان " تعزيز حقوق العمال والقدرة التنافسية في الصناعات التصديرية المصرية"، ويستهدف تشجيع نشر ثقافة السلامة والصحة المهنية على أسس موضوعية ومنهجية وبما يسهم في تحسين وضمان ظروف وبيئة عمل آمنة.
وأكدت أهمية الالتزام بالمعايير والاشتراطات الواردة بالمواصفة القياسية "أيزو 45001" في تحديد متطلبات نظام إدارة السلامة والصحة المهنية وتمكين المنشآت من توفير أماكن عمل صحية وآمنة، من خلال منظومة متكاملة للوقاية من إصابات العمل، مشيرة إلى أن هذه المواصفة تناسب كل المنشات الراغبة في إنشاء وتطبيق نظام إدارة سلامة وصحة مهنية، بهدف تحسين السلامة والصحة المهنية بها، بغض النظر عن حجمها ونوعها ونوع أنشطتها.
ومن جانبه، أشار المهندس معتز محمود، رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب، إلى اهتمام الدولة المصرية بالصناعة الوطنية، بهدف توفير احتياجات السوق المحلية وزيادة الصادرات للأسواق العالمية، لافتًاً إلى أهمية الاستفادة من الإمكانات والمقومات الكبيرة لمعهد التبين للدراسات المعدنية، في الارتقاء بمنظومة البحث العلمي في مجال الصناعة، للاستفادة من الموارد الطبيعية والمواد الخام في مصر، بالإضافة إلى تشجيع المعاهد العلمية المتخصصة لدعم مجالات الابتكار والتدريب في القطاع الصناعي.
وبدوره، أوضح الدكتور طه مطر، رئيس معهد التبين للدراسات المعدنية، أن موضوع السلامة المهنية يعد أحد أهم موضوعات الدراسات الأكاديمية خاصةً في مجالات علم النفس وطب العمل والوقاية والأمن الصناعي، لافتًا إلى أن السلامة المهنية تتضمن الجوانب الفيزيائية والظروف الاجتماعية والتنظيمية والاقتصادية داخل العمل وخارجه، وتؤثر في سلوك الفرد وأدائه، وعلى المؤسسة ككل، وتسهم في المحافظة على الممتلكات والعنصر البشري، بمختلف المؤسسات والكيانات الاقتصادية.
وأوضح أن معهد التبين للدراسات المعدنية يضم أقسامًا علمية متخصصة في مجالات الدراسات المعدنية والتعدينية والبحوث الصناعية التطبيقية، كما يضم نخبة من الأساتذة المتخصصين في مجالات التعدين والفلزات والطاقة والدراسات البيئية والإدارة والهندسة الصناعية والهندسة الميكانيكية والتحكم الآلي.
وأضاف أن المعهد يقوم بإعداد المتخصصين من المهندسين وغيرهم من خريجي الجامعات والمعاهد العليا الذين تتطلبهم حاجة العمل في كل أنواع الصناعات والخدمات، ويمنح شهادة الدبلوم العالي ودرجة الماجستير في التخصص، وبما يحقق هدف الدراسات العليا والبحوث من تنمية للقدرات البحثية والعلمية وحل المشكلات الصناعية، مشيرًا إلى أن المعهد نفذ العديد من برامج التعاون العلمي مع الجامعات والمراكز البحثية المصرية والعالمية، كما أن للمعهد خبرات طويلة في مجال التعليم المستمر من خلال البرامج التدريبية المتخصصة للعاملين في المجالات الصناعية المختلفة.
ومن جهته، أشار المهندس محمد السعداوي، رئيس مجلس إدارة معهد التبين إلى أن الدولة المصرية تعد إحدى الدول الرائدة في مجال وضع التشريعات الخاصة بالسلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل، وأن معهد التبين للدراسات المعدنية سيظل سباقًا بين كل الكيانات العلمية بمصر في هذا الصدد.