أكد كير جايلز الكاتب البريطاني والخبير الأمني أنه من السابق لأوانه الاحتفال بخسارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه في أوكرانيا.
وأوضح الكاتب في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه على الرغم من بعض الانتصارات التي حققتها القوات الأوكرانية إلا أن كييف تواجه حالة شديدة من الدمار الاقتصادي وتتعرض لخطر تقلص المساعدات المقدمة إليها من الدول الغربية.
وأكد الخبير الأمني على أن الطريق مازال طويلاً أمام أوكرانيا لكي تحتفل بإنتصار ملموس في الحرب الدائرة حالياً مع القوات الروسية، مشيراً إلى أن المسألة ليست مجرد أراضي تحت السيطرة الروسية أو محاولات أوكرانية لتحفيف وطأة الحرب على المواطن الأوكراني ولكن هناك عوامل أخرى اقتصادية وسياسية لهذه الحرب والتي لم يلتفت إليها كثيرون إلى الآن عند تناولهم للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ويرى الكاتب أن الجانب الإقتصادي للحرب أصبح الآن محل اهتمام العالم ليس فقط بسبب تدمير القوات الروسية للبنية التحتية في أوكرانيا ولكن بسبب الآثار المترتبة على منع روسيا للصادرات الأوكرانية من المواد الغذائية والتي تمثل أهمية قصوى للعديد من المناطق في العالم.
ويضيف الكاتب أن السؤال الذي كان يطرح نفسه في السابق هو من سوف يتحمل تكلفة إعادة إعمار أوكرانيا في مرحلة ما بعد الحرب إلا أن السؤال الذي أصبح أكثر إلحاحاً الآن أصبح هو كيف يمكن للعالم الحفاظ على استمرار تدفق صادرات أوكرانيا من المواد الغذائية للعديد من المناطق على مستوى العالم.
ويشير الكاتب إلى أن حالة الاختناق الاقتصادي التي تفرضها روسيا على أوكرانيا تمثل تحدياً سياسياً جديداً يعوق مقدرة كييف على الاستمرار في الحرب، إذ أن روسيا تمارس ضغوطاً كبيرة على كييف لكي تقدم تنازلات لموسكو.
ويرى الكاتب أن القوات الأوكرانية بالفعل تحقق بعض الانتصارات على أرض المعركة ولكنه يعزي الفضل في ذلك إلى المساعدات التي تقدمها الدول الغربية إلى جانب فشل القوات الروسية في تحقيق النصر وليس بفضل تفوق القوات الأوكرانية.
ويوضح الكاتب أن هناك العديد من التحديات التي تواجه أوكرانيا جراء هذه الحرب والتي لا تتمثل فقط في ردع القوات الروسية ولكنها أيضاً تتمثل في أعداد النازحين بسبب الحرب حيث تشير الإحصائيات إلى أنه تم إجلاء ما يربو على مليون مواطن أوكراني إلى مناطق بعيدة عن ساحة القتال. ويرى الخبير الأمني أن الحرب لن تعتبر منتهية في أوكرانيا إلا بعد إعادة توطين هؤلاء المهجرين.
ويلفت الكاتب الانتباه إلى مشكلة أخرى تواجه الغرب وهي أن الدول الغربية سوف تدفع ثمناً باهظاً لمساندتها أوكرانيا في مواجهة روسيا مع استمرار الحرب وقدوم فصل الشتاء في ظل ارتفاع كبير في أسعار الطاقة وهو ما قد يدفع بعض قادة الدول الغربية إلى تقليص مساعداتهم لأوكرانيا.
ويختتم الخبير الأمني مقاله معرباً عن اعتقاده أن تلك المشكلة لا تمثل تحدياً لأوكرانيا فقط وإنما أيضاً لجميع الدول التي تساندها والتي ترى حتمية الانتصار على بوتين بحيث تمثل تلك الحرب بالنسبة له كارثة استراتيجية وخطأً فادحاً ما كان يجب أن يقع فيه.