بقلم : د. رانيا يحيى - عضو المجلس القومى للمرأة
أجمل اللحظات ما تأتينا بالنجاح ،وبالأخص حينما يسبقه عمل مضنى يحمل أسمى معانى الوطنية والجد والرسالة الهادفة من أجل بلد أعطى الكثير ..ومؤخراً تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية أقيم مؤتمر "مصر تستطيع.. بالتاء المربوطة" وربما يراه البعض كغيره من المؤتمرات الكبرى التى تقيمها مؤسسات الدولة ،لكن فى واقع الأمر أنه يختلف كثيراً ليس تحيزاً وإنما لأن من قاما عليه امرأتان فضلتان هما السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج ،والدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس القومى للمرأة ،كما استهدف المؤتمر ولأول مرة استقدام إحدى وثلاثون سيدة من المصريات العاملات فى الخارج بخبراتهن فى المجالات المختلفة للاستفادة منهن فى موطنهن الأصلى ،واستعانة الدولة بهن من أجل النهوض بمصر فى الداخل خطوة كبيرة ومهمة ،وفى اعتقادنا ستحقق العائد منها قريباً بإذن الله فى أصعدة عديدة. ورغم وجود قيادتين للمؤتمر إلا أننا لم نجد تناحراً أو تنافساً أو حتى تكالباً لفرض سلطة أو هيمنة من جهة على حساب الأخرى، بل على العكس تماماً ،حيث الإيثار وانكار الذات من أجل الآخر ،ملحمة حب حقيقى صنعت نجاح هذا المؤتمر ،بل كللت جهد جميع شركاء النجاح سواء على مستوى التنظيم أو الإعداد او حتى المشاركة ،جعلت الكل فى حالة تلاحم وعطاء منذ اللحظة الأولى للمؤتمر وحتى ختامه المسك لحظة التكريم التى أرجفت مشاعرنا لكل من السفيرة نبيلة النبيلة بأخلاقياتها واحترامها ورقيها ،وفى ذات الوقت تمكنها فى جميع كلماتها التى تخللت المؤتمر بمنتهى الصدق والصراحة والشفافية والإيمان بقضيتها وبما ترجوه من أهداف وطنية طموحة ،وأيضاً قوة شخصيتها وصرامتها عند اللزوم وحنوها الرقيق بمشاعر دافئة مع كل من ساعد وساهم بداية من شريكة نجاحها دكتورة مايا مرسى التى أصرت على وجودها على المسرح لحظة تكريم ضيوف المؤتمر والمشاركين ،ومفاجأة تكريمها لها التى عكست كل مشاعر الود والحب والاحترام المتبادل فتوجت هذه اللحظة وخلقت منها أيقونة للعمل النسائى يعتمد على أسس علمية وعملية قوامها الروابط الأخلاقية والمهنية المغلفة بقيم اندثرت فى مجتمعنا ،ووصولاً بطاقم وزارة الهجرة الذى صممت صعودهم على المنصة ليحظوا على التحية الواجبة واللائقة فى تواضع جم من وزيرة الهجرة. ومع تبادل الدروع من رئيسة المجلس القومى للمرأة راعية هذا الكيان الصلب بوعيها وصمودها أمام كافة التحديات وإدارتها النابهة وقدرتها على احتواء الآخر بذكاء شديد وتعظيم شأن كل منهما للأخرى دليل على العمل المشترك المتفانى وما وراءه من حب أعطى جميع الحضور درساً فى منظومة القيم الغائبة والتى تعكس مدى قوتهما الإدارية والشخصية وثقتهما بقدراتهما. وهذه الصورة المشرفة أعطت أملاً فى تغيير الصورة السلبية فى الشراكة القيادية كأحد الظواهر التى تتجلى فى كثير من المجتمعات ،لكنها تتبدل مع وجود نماذج رائعة تعى قيمة وطنها ولديها إيمان حقيقى ووعى بأهمية كل دور داخل فريق العمل الذى يصل لقمة النجاح بتوافر القيم الأخلاقية والسلوكية قبل حتى المعايير المهنية ليتحول المشهد لحالة إنسانية حركت جوانحنا بل وأيقظت فينا الرغبة فى العمل المشترك الجماعى بطاقة أمل وحب ليس لها حدود ..فتحية لنموذجين مشرفين بحق للمرأة المصرية.