رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


تصريح‭ ‬بالزواج! (1)

16-7-2017 | 12:16


بقلم : سكينة السادات

يا بنت بلدى لعل حكاية اليوم تكون حافزا قويا لنيافة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية, لكى يفكر مليا فى أمر قوانين الأحوال الشخصية لإخوتنا أقباط مصر الأجلاء، إنها حكاية عايشتها بنفسي لحظة بلحظة واستشعرت من خلالها كيف تشعر أختى المسيحية بالقهر والذل حينما يقدر لها ألا تحسن اختيار زوج المستقبل, فلا هى تستطيع الطلاق بسهولة ولا هي تستطيع أن تعيش وكرامتها مهدرة.

***

هى قصة الابنة العزيزة دميانة ابنة صديقتى العزيزة نادية, وهم جيرانى وأحبائى منذ سنوات طويلة بل هم بمثابة الأهل الذين يخلصون المحبة لوجه الله الكريم دون أية أغراض! صديقتى وجارتى نادية أم لابنتين وولد واحد كلهم من الجامعيين والجامعيات, د.عماد الابن الأكبر خريج كلية الصيدلة ويمتلك صيدلية موفقة فى الجيزة, ومرفت أخته الثانية طبيبة أطفال نابهة, ودميانة خريجة كلية التجارة (إنجليزى) والتى فى غاية الأدب والاحترام والنجاح, ووالدهم متوفى وهم فى سن المراهقة, وتولت مواصلة المشوار والدتهم المحترمة السيدة نادية! وتزوج عماد الابن الكبير وأنجب ولدين, وتزوجت أخته الطبيبة ميرفت من طبيب زميل لها وأنجبت بنتا جميلة, وبقيت دميانة أصغر الأشقاء حتى وصلت إلى سن الثلاثين دون زواج رغم أنها جميلة تتمتع بالسمرة العربية الجميلة والعيون السوداء, وتعمل فى شركة كبيرة وتتفانى فى عملها حتى أصبح لها مركز كبير فى تلك السن الصغيرة!

***

تقدم لدميانة عرسان كثيرون جدا وكانت دائما تقول: "النصيب لسة ماجاش يا تانت وكل تأخيرة وفيها خيرة", وكنت أثنى على رزانتها وعقلها, وتقول أمها: عاوزة أجوزها وأرتاح! وتقول دميانة لأمها: طيب يا ست الحبايب مين ياخد باله منك لما أتركك يا أمى؟ ربنا خلقنى علشان أرعاك ولا أتركك وحدك! وترد جارتى الطيبة.. "لأ يا ستى اتجوزى انتي ومالكيش دعوة!"

***

وهكذا مرت الأيام والأم تضغط على ابنتها الموظفة المحترمة لكى تتزوج والبنت ترفض لعدم اقتناعها التام بمن يتقدمون بها علاوة على رفضها أن تترك أمها وحدها بالبيت وهى التى تقوم بكل احتياجاتها فى الحياة! ثم كانت المفاجأة!

***

بعد صبر وانتظار قالت جارتى نادية: الظاهر إن دميانة قلبها أخيرا اتحرك ولم ترفض العريس الأخير! وقالت إنها تلاحظ إنها لا تضيق به مثل سابقيه, وتتحدث معه تليفونيا كثيرا لكنها لم تعطنى الكلمة الأخيرة بعد! ومرت عدة شهور ثم جاءت لى دميانة وقالت وهى مترددة بعض الشيء: - أمى تضغط علي لكل أتزوج, ورأفت ليس أحسن من تقدموا لى ولكنه يتمتع بخفة دم وحيوية لكننى أخاف أن يكون ذلك قناعا يخفى وراءه غرضا آخر. قلت: أى غرض تقصدين؟ قالت: كان والدى كان اشترى لكل ابن من أبنائه شقة وسجلها باسمه, وعماد ومرفت تزوجا فى شقتيهما, ورأفت يعلم أن لدى شقة مسجلة باسمى, بل إنها مفروشة بأجمل الأثاث, وهو يعمل محاسبا فى شركة متوسطة وليس لديه سوى ما يكفي المهر والشبكة وربما نصف تكاليف حفل الزفاف فى الكنيسة وفى الفندق, هكذا قال لنا بصراحة, ربما هو )طمعان) وهذا لا يريحنى! قلت لها: لكن ماما أفهمتنى إنك تميلين إليه وهناك تفاهم بينكما! قالت: لا أنكر, ولكن هل هذا مقنع فى حد ذاته.  قلت لها: إن القبول والمحبة وربما الآن بينكما تنهيدة مشاعر حب ربما تكون بداية حياة. قالت: ربنا يستر وسوف أريح أمى وأتزوج!

***

وتزوجت دميانة من رأفت, وشهر واثنان وثلاثة أسأل عنها فتقول جارتى نادية: نشكر الرب البنت لا تشكو من شيء ولكن ما يؤرقنى أن زوجها نقل أمه من شقتها لكى تعيش مع ابنتى بحجة إنها مريضة وتحتاج للرعاية رغم إننى كنت أولى بهذه الرعاية, وابنتى أصبحت تبذل جهدا مضاعفا فى عملها وفى البيت! قلت لها: الطيبات لله يا صديقتى, وأكيد رعايتها لحماتها فى ظروفها الصحية ثواب كبير لها.

***

ومرت الأيام ومرضت جارتى وذهبت لعيادتها فوجدتها حزينة ووجدتها قد فقدت الكثير من وزنها, فقلت لها: يا نادية خللى بالك من مرض السكر.. إيه الحكاية؟ قالت: المسألة ليست مسألة سكر ولا مرض أنا حزينة من أجل ابنتى! واستطردت.. رأفت وأمه يتحكمان فى ابنتى وكأنها (خادمة أبوهم) فأمه لا تضع يدها فى أى عمل منزلى, كما إنه يصمم على أن يأخذ راتبها أول كل شهر بدعوى أنه لا يجب أن يعيش فى شقة باسم زوجته, وأنه يريد أن يشترى شقة باسمه هو ولا أدرى لماذا لم يقل هذا فى البداية. وعلمت بعد ذلك أن رأفت زوج دميانة كان يرفض أن يعطيها من راتبها أى مصاريف, وأن أمه كانت هى التى تستولى على كل الإيراد وتنفق أقل القليل فى البيت, وأنه عندما اعترضت دميانة ضربها ضربا مبرحا ومنعها من الذهاب إلى بيت أمها ولم تحاول أمه أن تتدخل للإصلاح بل أغلقت باب غرفتها, ثم كان أن خرجت دميانة للذهاب إلى عملها, وهناك أصيبت بالإغماء ونقلوها إلى المستشفى وأبلغوا زوجها الذى لم يبلغ والدتها ولا إخواتها حتى تحسنت حالتها وعادت إلى بيتها! كل ذلك دون أن يدرى أهلها لأنها كانت تكتم كل ما يجرى ولا تقول إلا أنها (كويسة) ومافيش أى حاجة, حتى كانت الواقعة التى أظهرت ما أخفاه رأفت عنها طوال عام كامل, وبين لماذا يسيء معاملتها؟! ولماذا أتى بأمه إلى بيتها؟! وماذا كان يغمر لها عندما طلب منها توكيلا شاملا لنفسه؟! وكانت المفاجأة الأليمة التى اكتشفتها  وأدت إلى باقى الأحداث! ما هى المفاجأة وماذا حدث الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية!