قدم دبلوماسي روسي استقالته احتجاجاً على الحرب الذي تشنها بلاده ضد أوكرانيا وقال إنه يشعر بالخزي من بلاده، في رفض نادر من قبل مسؤول حكومي حول أهداف الحرب الذي يشنها الرئيس فلاديمير بوتين.
وذكرت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية اليوم أن بوريس بونداريف، وهو مستشار الحد من التسلح للبعثة الروسية الأممية في جنيف، صرح بتلك التعليقات الخطيرة للغاية، في رسالة نشرت عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي.
وكتب بونداريف أنه تقدم اليوم باستقالته من الخدمة المدنية مضيفاً: "لقد طفح الكيل".
وتابع قائلاً: "طوال عشرين عامًا من مسيرتي الدبلوماسية، رأيت تحولات مختلفة في سياستنا الخارجية، لكنني لم أشعر أبدًا بالخجل من بلدي كما حدث في 24 فبراير من هذا العام" .. في إشارة لتاريخ بداية العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن بيان بونداريف، الذي انتقد أيضًا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، نُشِر على حسابه الشخصي بموقع لينكد إن ونُشِر البيان نفسه، باللغتين الروسية والإنجليزية، أيضًا على صفحة بونداريف بموقع فيسبوك.
وتم نشر بعض البيانات السابقة التي تنتقد الحرب في السابق على صفحات روسية رسمية، لكن تم التنصل منها لاحقًا باعتبارها مزيفة أو نُسبت إلى "قراصنة".
ولم يرد مكتب البعثة الدائمة للاتحاد الروسي لدى الأمم المتحدة على الفور على طلب لتأكيد استقالة بونداريف.
ووجه بونداريف في البيان انتقاداته لوزارة الخارجية الروسية، قائلا إنها مليئة بـ "الأكاذيب" و "عدم المهنية" ، واصفا إياها بـ "نظام يخدع نفسه".
وكتب أن الوزارة "لا علاقة لها بالدبلوماسية. الأمر كله يتعلق بالترويج للحرب والأكاذيب والكراهية. إنه تخدم مصالح (قلة)".
وقال إنه لم يعد بإمكانه المشاركة في ذلك "العار الدموي الذي لا طائل منه والذي لا داعي له على الإطلاق" - على حد قوله.
كما طالت سهام الانتقادات لافروف والذي قال بونداريف إنه: "تحول من كونه مثقفًا محترفًا ومتعلمًا يحظى بتقدير كبير لشخص يبث باستمرار تصريحات متضاربة ويهدد العالم بأسلحة نووية!".