رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف المصرية

30-5-2022 | 09:38


الصحف المصرية

دار الهلال

سلط كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الاثنين الضوء على عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المحلي.

ففي صحيفة (الجمهورية)، قال الكاتب عبد الرازق توفيق إنه لا شك أن الغاية السامية والهدف الأسمى من الحوار الوطني، هو مصر ومصلحتها العليا ومستقبلها الواعد، لذلك لابد أن يدرك الجميع هذه الحقيقة.

وأضاف توفيق - في مقاله بعنوان (حديث عن الحوار الوطني) - أنه يجب ألا يتحول الحوار إلى مجرد كلام وأحاديث واستعراض إعلامي وتنظير أو أطروحات غير قابلة للتطبيق تتعارض مع المصالح العليا للوطن، ففهم وإدراك أهداف الحوار هو نقطة الانطلاق الأولى للنجاح والخروج بنتائج تحقق طموحات وتطلعات المصريين وتتسق مع واقعهم، وكذلك تصب في مصلحة وأمن وسلامة ومستقبل هذا الوطن.

وأوضح أنه في البداية، لابد من التأكيد على حقيقة مهمة، أن الأكاديمية الوطنية للتدريب هي جهة محايدة لديها من القدرة والكفاءة على تنظيم الحوار دون الخوض في محتوى ومضمون الحوار، بمعنى أنها الجهة الأمينة التي تدرك دورها بشكل علمي، وبقراءة واقعية لأهداف هذا الحوار الوطني دون الميل أو الجنوح عن هذه الأهداف أو الدور المحدد، لذلك فالثقة واجبة في هذا الكيان الوطني الذي ولد استجابة لإرادة المصريين، وتحقيقا لهدف نبيل هو بناء الكوادر والقيادات القادرة على حمل لواء المسئولية بوعي وفهم وعلم، وهي الأكثر دراية وقدرة على استضافة هذا الحوار لتسجيل فعاليته وتدوين نتائجه ثم رفع هذه النتائج ومخرجات الحوار إلى القيادة السياسية.

ولفت توفيق الانتباه إلى أن الأصل من الحوار الوطني هو الشعب المصري وليس لأصحاب الصوت العالي والشعارات الرنانة، وربما من المهم أن نسمع مسبقا وقبل الجلوس على طاولة الحوار الوطني إلى أصوات وآراء ومقترحات ومطالب المصريين سواء عبر استمارة إلكترونية أو لقاءات وحوارات مع الناس والفئات المختلفة ومكونات المجتمع المصري بعيدا عن تنظير وفلسفة وخيال النخب، فالشعب هو أكثر دراية بالواقع الذي يعيشه، وهو أيضا أكثر إنصافا وعدلا بعيدا عن محاولات المزايدات والإساءة والتشويه أو تصفية الحسابات أو المكايدات والمناكفات السياسية دون وعي حقيقي بمتطلبات الحفاظ على سلامة الدولة.

ونوه الكاتب بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه الدعوة الخاصة بالحوار الوطني لجميع القوى السياسية والوطنية، وآلية المشاركة يجب أن تكون من الذين وجهت لهم الدعوة عدم وضع شروط أو فرض مطالب أو إملاءات، فإما قبول الدعوة أو رفضها دون التنظير و«الفذلكات السياسية»، لأن الثابت لدينا إذا حسنت النوايا، فالنجاح حليف الحوار الوطني، وأن الجميع لابد أن يشارك بقلب وعقل مفتوح انتظارا لمجريات الحوار والابتعاد عن المزايدات قدر المستطاع، فالأمر مرهون بإرادة ورؤى وأطروحات الجميع، وليس رهن طرف واحد، لأن الهدف في النهاية هو مصلحة الوطن الذي يتسع لنا جميعا كما قال الرئيس السيسي، وكما أكد أن الاختلاف لا يفسد للوطن قضية، نستطيع أن نؤكد بعض الثوابت والمباديء المهمة التي يجب أن تكون في ذهن المشاركين وهي كالتالي:

أولا: أن الحوار الوطني فرصة عظيمة وثمينة لتحقيق غايات وأهداف الوطن، وأبرزها خلق حالة من التوافق والاصطفاف الوطني ووضوح المفاهيم حول شتى القضايا والملفات وحتى لا تختلط الأمور على البعض منا.

ثانيا: أن الحوار الوطني انطلق من قاعدة قوية وأرض صلبة تقف عليها الدولة، وإن دعت إلى الحوار فإن ذلك يحسب لها، فلم تنطلق الدعوة من ضعف أو بسبب وجود أزمة، ولكنها رسالة نبيلة ومهمة لإحداث التوافق على أولويات العمل الوطني ورسم ملامح المستقبل وإزالة كل مسببات الاختلاف الناتج عن اختلاط المفاهيم في قضايا كثيرة مثل حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية، والتحديات التي تواجه الوطن، فلابد أن يكون لدينا «كتالوج» وخطوط حمراء حول كل هذه الإشكاليات من أجل الحفاظ على سلامة الدولة وعدم اصطدام بعض الرؤى والمطالبات بثوابت الأمن القومي أو عدم مراعاة الظروف والتحديات التي تواجه الدولة المصرية على الصعيدين الداخلي والخارجي.

ثالثا: لابد أن تكون الرؤى والأطروحات والأفكار واقعية قابلة للتطبيق على أرض الواقع، وغير مستدعاة مع نماذج خارجية ظروفها مختلفة من ظروف وتحديات وخصوصية الدولة المصرية وشعبها.

رابعا: لابد أن يحرص المتحاورون على طرح البدائل والرؤى والأفكار الواقعية في حال رفض سياسات موجودة أو عدم الرضا عن أداء في مجال معين أو افتقاد لملف محدد حتى لا تتحول الأمور إلى مجرد أحاديث وشعارات دون امتلاك الحلول والرؤى والعلاج.

خامسا: لا يجب أن يتحول الحوار الوطني إلى ساحة لمحاولة النيل من جهود وتضحيات ونجاحات وإنجازات وسياسات حققت أهدافها، تتجسد في قدرة الدولة المصرية على الصمود أمام أعتى الأزمات الدولية، وبالتالي على الجميع أن يرتدي عباءة التجرد والموضوعية.

سادسا: من المهم في الحوار الوطني طالما أننا نتحدث عن القوى السياسية والوطنية أن يكون هناك تمثيل واضح ومهم ورئيسي لمؤسستي الجيش والشرطة، لأنهما أكثر دراية بمتطلبات وواجبات الحفاظ على الأمن القومي وملامح الدولة المصرية، بحيث لا تتعارض الأفكار والأطروحات والرؤى مع أبجديات الأمن القومي والمصلحة الوطنية وسلامة البلاد.

سابعا: لابد من وضع أطر وآليات يتوافق الجميع على حماية الدولة المصرية وأمنها القومي وعدم تعريضها لأي تهديدات حتى في أوج لحظات الخلاف، بحيث لا يسمح باستباحة هذه الخطوط الحمراء أو تجاوزها حتى لا تتعرض الدولة لخطر الفوضى والتجرؤ على ثوابتها الوطنية، وربما يكون من الأفضل صدورها في تشريع أو قانون أو تضمينها في الدستور.

ثامنا: لابد أن يتوافق كل شيء مع متطلبات العصر ومع طبيعة التحديات والتهديدات، ولابد من طرح السؤال: هل يتسق الدستور الحالي مع هذه المتطلبات والمتغيرات والتحديات التي نعيشها؟ أم نحتاج إجراء بعض التعديلات بما يصب في مصلحة الوطن في عهد الجمهورية الجديدة؟ وتحقيق مرونة وسرعة في مجابهة التحديات والتهديدات وبشكل يلبي متطلبات الحاضر والمستقبل.

تاسعا: تقديم الرؤى والمقترحات والأفكار والأطروحات يستكمل المحاور المحددة والمتفق عليها بشكل مكتوب ومحدد وواضح دون لبس أو غموض، ومنح وقت محدد للنقاش والحوار وفرصة محددة للعرض دون أن تجور كيانات وقوى سياسية على أخرى، وربما يكون من الأفضل إدراك والتعرف على مدى مطابقة هذه الرؤى والأفكار لتلبية احتياجات الواقع، ولابد أن يتضمن الحوار الوطني أجندة عمل واضحة ومحددة تناقش مجموعة من المحاور التي تم الاستقرار عليها وتتم المناقشات وجلسات الحوار الوطني في جميع المحاور المرشحة في شكل متواز وليس متواليا كلا في اختصاصه وخبراته وممثلين عن كل القوى السياسية والوطنية في كل محور من المحاور.

عاشرا: يجب أن يتضمن الحوار الوطني 4 محاور رئيسية، هي: المحور السياسي، وتندرج تحته بعض الملفات منها ملف حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية، وتحديد مفاهيم دقيقة لهذه المصطلحات ودورها واتساقها مع مصلحة البلاد وتحدياتها والتهديدات التي تمس أمنها القومي؛ أما المحور الثاني فيتعلق بالاقتصاد والسياسات المالية والنقدية والضريبية والاستثمار والقطاع الخاص والطاقة، ويقينا الدولة المصرية حققت نجاحات كبيرة في هذا المحور لا تحتاج مزايدات من أحد ناتجة عن جهل وعدم وعي وانتصار للرؤى والإحساس بالواقع الذي نعيشه أو خصوصية الظروف والتحديات المصرية أو ما يتعلق بالماضي وأزماته وتحدياته؛ ويتجسد المحور الثالث في الملف الاجتماعي ويتضمن الأسرة المصرية ومناقشة التحدي الأخطر وهو النمو السكاني العشوائي وتأثيراته السلبية والكارثية على التنمية المستدامة والتوافق حول آليات المواجهة لقطع الطريق على المزايدات والمتاجرة بالفقراء وغيرهم؛ ويتمثل المحور الرابع في الملف الإعلامي والثقافي وما يتضمنه من أهمية بناء وعي حقيقي يشكل حجر الزاوية في حماية الدولة المصرية وشعبها ضد محاولات التزييف والتغريب والتصدي للغزو الثقافي والثقافات والأفكار المستوردة والتصدي أيضا للأكاذيب والشائعات ومحاولات التشكيك، بالإضافة إلى التصور الوطني حول الإعلام ودعمه وسقف الحرية، بحيث يتسق مع مصلحة الوطن، ودون الإضرار بالآخرين، وكيف يواكب هذا الإعلام التطور التكنولوجي الهائل باعتباره من أهم أدوات وأسلحة حماية الوعي الوطني.

الحادي عشر: ترسيخ ثقافة احترام الآليات الدستورية والقانونية والإجرائية في الاستحقاقات الانتخابية وتقبل النتائج ودعم أسس الشفافية والنزاهة واحترام الأقلية لحق الأغلبية واحترام المنافسة الشريفة دون التدقيق فيما يردده البعض، ومحاسبة من يتهم دون سند ومن يشكك دون دليل، ويمكن التوافق على النظام الانتخابي الذي يحتكم إليه الجميع، ومدى حاجتنا إلى تدابير دستورية وقانونية لتحقيق هذه الأهداف للقضاء على التذمر والاحتقان وترسيخ حالة الرضا والاطمئنان على النتائج وقبولها.

الثاني عشر: وضع مفاهيم وأطر محددة لمفهوم «حقوق الإنسان» وآليات تحقيقها، خاصة أن الدولة المصرية ترسخ المفهوم الشامل لحقوق الإنسان، وإنهاء حالة المتاجرة والمزايدة في هذا الملف، فلابد أن يكون لدينا نسق حقوقي أو بالمفهوم الدارج «كتالوج»، وبالتالي لا يسمح للمزايدين والمتاجرين والمشوهين بالإساءة أو الابتزاز وقطع الطريق على الابتزاز الدولي ومنظمات العمل الحقوقي المسيسة على الصعيد الدولي.

الثالث عشر: من المهم أن يتضمن الحوار الوطني سبل التصدي لحملات الإساءة إلى الأديان والرموز الدينية والمقدسات والتشكيك في الدين ومحاولات نشر الإلحاد، لأنها لا تعبر عن جموع المصريين وثقافات وأفكار غريبة تضعف بنية المجتمع وتسامحه والحفاظ على قوانينه ومبادئه وقيمه بدلا من محاولة استبدالها بثقافات مستوردة وأفكار غريبة وشاذة لا تتسق مع المكون الديني والحضاري والثقافي المصري.

ودعا الكاتب عبد الرازق توفيق جميع المشاركين في الحوار الوطني إلى التحلي بالروح الوطنية والتجرد من الذات والمطالب الفئوية أو الشخصية أو المتاجرة أو النرجسية وغياب الواقعية السياسية أو محاولات استيراد أفكار خارجية لا تتسق مع خصوصية الدولة المصرية، بالإضافة إلى عدم توسعة دائرة الحوار الوطني في قضايا جدلية أو محسومة، ولكن التركيز على الإشكاليات وبناء التوافق وصياغة مفاهيم واضحة ومحددة ومعان دقيقة غير مطاطية لبعض الملفات والقضايا التي شهدت خلال السنوات الماضية مزايدات ومتاجرات.

وتابع توفيق أنه يجب أن يؤدي كل منا دوره ولا تغيب عنا مصلحة هذا الوطن وتطلعات هذا الشعب العظيم، بالإضافة إلى الحفاظ على سلامة الدولة المصرية وأمنها القومي في توقيت دقيق يشهد متغيرات وأزمات واضطرابات وتحديات وتهديدات إقليمية ودولية عنيفة، فلابد أن نطمئن على هذه النقاط الحاكمة، ونجتهد في دفع أولويات العمل الوطني إلى الأمام، وليس التركيز على التجاذبات والمناكفات والمكايدات وتضخيم الذات، فالجميع يجب أن يتجرد ويتواضع أمام مظلة الوطن ويفهم بشكل صحيح وموضوعي أهداف الدعوة إلى الحوار الوطني بدلا من التفسيرات التي تعاني الشطط والخيالات والأوهام وتفتقر لأدنى قدرة على قراءة واقع الدولة المصرية وكونها تقف على أرض صلبة، وأنها لم تكن تستطيع أن تدعو لحوار وطني في توقيت وفترات مليئة بالتحديات والتهديدات الوجودية أو مواجهة أزمات عنيفة جاءت من رحم الماضي بكل فساده وما به من فوضى وانفلات ثم تعود الدولة المصرية لقوتها وقدرتها لترى أنه آن الأوان لإطلاق الدعوة إلى الحوار الوطني.

وفي صحيفة (الأخبار)، قال الكاتب محمد بركات إن الإدراك الواعي لحقيقة الأهداف التي تسعى إليها قوى الشر وجماعة الإفك والإرهاب، هو ضرورة حتمية لابد من توافرها لمواجهة مخططاتهم السوداء وإحباط مساعيهم الهدامة.

وأضاف بركات - في مقاله بعنوان (أهداف مكشوفة) - أنه في هذا الإطار، بات مؤكدا في ظل ما جرى ويجري من محاولات دنيئة ومستمرة لنشر الفتنة وهز الاستقرار وترويج الأكاذيب والادعاءات الباطلة، أن الهدف الرئيسي من وراء ذلك هو زرع اليأس والإحباط بين الجماهير على أمل تحطيم وكسر إرادة الشعب، حتى يمكنهم إضعاف الدولة كي يسهل هدمها وإسقاطها.

وأكد أن ذلك هو الهدف الذي تسعى إليه قوى الشر وجماعة الإفك وفلول التكفير والإرهاب، من وراء حملات التشكيك الدنيئة والقذرة التي تشنها علينا ليل نهار، سعيا للنيل من الروح المعنوية للمواطنين، وإضعاف موقفهم الصلب في مواجهة مخططاتهم الإجرامية والإرهابية، وهذا الهدف أصبح مكشوفا وواضحا لنا جميعا.

وتابع بركات أن القضية التي يجب أن نحرص عليها، ونضعها نصب أعيننا وعلى رأس أولوياتنا في هذه المواجهة، هي عدم السماح للإحباط أو الشعور باليأس للتسلل إلى داخلنا أو السيطرة على تفكيرنا، والتحكم في سلوكنا بأي حال من الأحوال وعلى أي شكل من الأشكال.

وشدد الكاتب محمد بركات على أنه يجب علينا أن ندرك أن التحديات التي نواجهها طوال السنوات السبع الماضية وحتى الآن على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومن قبلها وبعدها التحديات الأمنية والعسكرية، هي وحدة مترابطة يضمها مخطط واحد، وهذا المخطط يستهدف الإضرار بالأمن القومي للبلاد من جانب قوى الشر وجماعة التكفير والإرهاب والخراب.

وبين بركات أنه في ذلك، علينا أن نعي أن هدفهم هو تفكيك وحدة الشعب، والنيل من تأييده القوي ووقفته الصلبة، خلف جيشه الجسور ورجال شرطته الأبطال، في مواجهة مخططاتهم الإجرامية وسعيهم الخسيس لهدم البلد وإسقاط الدولة، وهو ما لن يتحقق بإذن الله ووعي الشعب وإرادته القوية.