رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«حقبة جديدة من العلاقات».. خبراء يوضحون أهم نتائج القمة المصرية البولندية

30-5-2022 | 19:20


الرئيس السيسي ونظيره البولندي

أماني محمد

جاءت الزيارة التي يجريها الرئيس البولندي أندجيه دودا إلى مصر اليوم هي الأولى من نوعها بين الجانبين، حيث تؤسس تلك الزيارة إلى حقبة جديدة من العلاقات والتعاون بين البلدين وفقا لما أكده خبراء علاقات دولية، موضحين أن الزيارة تعزز مجالات التعاون والاستثمارات المشتركة والتبادل التجاري حيث شهدت تبادلا في وجهات النظر وبحثا لأهم القضايا ذات الاهتمام المشترك.

تناول الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره البولندي أندجيه دودا سُبل المضي قدماً في تعزيز وتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، بما يساهم في تحقيق مصالح الشعبين المصري والبولندي، حيث تم التوافق على تكثيف الزيارات الثنائية المتبادلة على مختلف المستويات، بهدف تعميق التعاون على جميع الأصعدة ذات الاهتمام المشترك، لاسيما في الشق الاقتصادي للعلاقات والذي ينطوي على الكثير من الفرص الواعدة في قطاعات مختلفة أهمها زيادة حجم التبادل التجاري، وكذلك نقل التكنولوجيا وتوطين الصناعة البولندية في مصر، إلى جانب مجالات السياحة والتحول الرقمي والطاقة الجديدة والمتجددة.

 

تعزيز مجالات التعاون بين البلدين

وفي هذا السياق، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة رئيس بولندا أندريه دودا لمصر تكتسب أهمية، خاصة من حيث التوقيت الحالي والقضايا التي تتناولها وفي ظل العلاقات المصرية البولندية، مضيفًا أن الزيارة هي أول زيارة رئاسية بين الجانبين المصري والبولندي، فهي لقاء على مستوى القمة بين الدولتين.

 

وأوضح بدر الدين، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الزيارة لها أهميتها الكبرى من حيث الموضوعات والقضايا المطروحة خلالها، حيث تستهدف تنمية العلاقات المصرية البولندية وخاصة في النواحي الاقتصادية، في ظل التداعيات الكبيرة للحرب الروسية الأوكرانية بالنسبة لمصر والمنطقة والعالم أجمع في الوقت الراهن.

 

وأشار إلى أن مصر من أكبر الدول المستوردة للحبوب الغذائية من روسيا وأوكرانيا وهناك آثار وتداعيات ترتبت على الحرب الروسية الأوكرانية، لذلك فكان أحد القضايا المطروحة خلال المباحثات بين الرئيسين هو بحث هذه المشكلة الاقتصادية والغذائية، وخاصة أن بولندا لها حدود قريبة من أوكرانيا كما أنها لها موقف داعم لها.

 

وأكد بدر الدين، أن اللقاء شهد تبادلا في وجهات النظر بين البلدين بشأن إمكانية الوصول إلى حلول سياسية ودبلوماسية للحرب الروسية الأوكرانية، التي طال أمدها وتجاوز الـ3 أشهر، وهو أمر لم يكن متوقعا في البداية، مشيرا إلى أنه تم أيضا تبادل وجهات النظر في القضايا التي تهم الدولتين السياسية والاقتصادية والقضايا الإقليمية مثل مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

 

ولفت إلى أن رئيس بولندا سيحضر منتدى مصر وبولندا الاقتصادي، والذي سيبحث مجالات التعاون الاقتصادي بين الدولتين، مشددا على أن الزيارة أيضا ستعمل على تبادل وجهات النظر بشأن تدعيم التعاون المصري البولندي في مجالات مختلفة في الاستثمار والسياحة والتبادل التجاري حيث تم توقيع اتفاقات وبروتوكولات مشتركة بين البلدين بهدف تنمية مجالات التعاون.

 

وشدد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على أن هناك تقاربا في وجهات النظر بين الدولتين بشأن أهمية الوصول إلى حل سياسي ودبلوماسي للأزمة الروسية الأوكرانية، حيث تهتم مصر بالتطورات الحادثة في تلك المنطقة، مؤكدا أن الزيارة تأتي في إطار دبلوماسية القمة وهي دبلوماسية نشطة في مصر في السنوات الأخيرة وهي تعتمد على التوازن والمرونة وتعددية المحاور.

 

وتابع، أن الزيارة مهمة للدولتين، ومن المتوقع أن يترتب عليها آثار إيجابية سواءً من النواحي السياسية أو الاقتصادية.

 

 

تاريخ من العلاقات

قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة رئيس بولندا مصر تحمل أهمية في الوقت الراهن من عدة نواحي حيث تعد بولندا من أقدم الدول التي أقامت مصر معها علاقات دبلوماسية تمتد حتى 95 عاما وتعود إلى بداية وجود تمثيل دبلوماسي مصر، كما أن بولندا كانت دولة رئيسية في الكتلة الشرقية قديما فحلف وارسو كان على اسم عاصمتها وهو الحلف المعادي لحلف الأطلنطي.

وأوضح بيومي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه بعد انهيار حائط برلين وانهيار الشيوعية تغيرت أنظمة كل تلك الدول وأصبحت تتبع نظام الاقتصاد الرأسمالي، مضيفا أن بولندا انضمت إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلنطي ومصر أقامت مع الاتحاد الأوروبي اتفاقية التعاون المصرية الأوروبية وتبادلت المعلومات والخبرات.

وأكد أن شرق أوروبا كان سوقا مهما للصادرات المصرية حيث كانت تلك الدول تستوعب أكثر من 60% من الصادرات المصرية، ومن المهم استعادة تلك العلاقات والتبادل مرة أخرى، لأن كل الدولتين تمتلكان من المزايا ما يهم الدول الأخرى، موضحا أن المؤتمر الصحفي اليوم بين الرئيس السيسي ونظيره البولندي كشف تفاصيل مجالات التعاون.

ولفت إلى أن حجم التبادل التجاري 800 ألف مليون دولار ومن المأمول مضاعفة هذا الرقم بجان زيارة نحو 300 ألف سائح مصر وهو عدد كبير، حيث تعد بولندا على المستوى الاقتصادي من أفضل مستويات الاقتصادي في البلدان القديمة لشرق أوروبا، وهي دولة نسبيا أغلى من الدول المحيطة بها.

وشدد على السياسة الخارجية المصرية الجديدة تنفتح على كل الأطراف بدون أي اختلاف في التعامل مع مراعاة الصداقة والمصالح المشتركة، مشيرا إلى بولندا تؤيد الموقف المصري بشأن قضية سد النهضة، وأوروبا تتفهم الموقف المصري، حيث شدد الرئيس البولندي أهمية الوصول إلى اتفاق ملزم يراعي مصالح جميع الأطراف.

وأشار إلى أهمية توسيع مجالات الاستثمار والاستفادة من الخبرات بين البلدين وزيادة الصادرات بينهما، لأنه لا وجود جمارك على التصدير بين البلدين مما يعمل على زيادة التبادل التجاري، مشيرا إلى أن بولندا ستكون دولة مهمة لتسهيل وصول السلع التي كانت تستوردها مصر من أوكرانيا لأنها جارة مباشرة ولها علاقات طيبة معها.